[email protected] قرات مقالا للاستاذ / محمد عيسى عليوة وهو مقال دسم يستوجب الرد على ما اشتمل عليه من سرد تاريخى وتشخيص عالم ببواطن الامور واندفعت الى المساهمة بقدر المستطاع ولا ادعى اننى فى معرفة عليوة وتتقاصر قامتى امام قامتة ، كما انه رجل مسكون بحب السودان ويؤلمه كثيرا ما حدث لمسقط راسة ومراتع صباه ، من تداعيات طالت الانسان والحجر واناشدة بالاستمرار فى منهجه ودعواه بضرورة لم الشمل ورتق الفتق الذى اعيانا وادمى ارجلنا جميعا ، كما نطالب باسم الاديان جميعها وباسم الانسانية ان تتوقف كل الاصوات النشاذ عن القدح فى امكانية تحقيق السلام لان ما يمر به الوطن من مضبات يفرض علينا جميعا تقديم التنازلات لتوطين صناعة السلام فى بلادنا حتى وان كان يراها البعض (احلام زلوط) او اضغاس احلام وامانى . دعونا نحلم بعودة الطيور التى هجرت اعشاشها ونوقف رميها بالحجارة 000000000000000000 الاستاذ الجليل لك الشكر اجزلة على هذا السرد التاريخى المجرد من الاغراض ، اعرفك بانك مهموما ومسكونا بحب دارفور ولا شك عندى فى حرصك على اندمال جرح دارفور النازف ، اتفق معك تماما فيما اشرت اليه من ان بداية العافية لدارفور تبدأ من حدوث توافق بين ابناء الفور والذى يعتبر شرط ضرورة ، واتفاق الفور ينبغى ان يستصحبة اتفاق بقية المكونات الاجتماعية الاخرى لازالة المخاوف والهواجس ويوصد باب الشكوك التى تولدت من الوافدين الجدد ( الجنجويد ) من الذين الحق نسبهم بالقبائل العربية ، وانت سيد العارفين بان مكونات النسيج الاجتماعى الدارفورى له امتدادات فى دول الجوار وان عمليات التواصل بين هذه المكونات لا يخضع لمفاهيم السياسة والحدود السياسية ،فمناخ الحرب قد انتج تناصرا بين هذه القبائل الممتدة . وقد تتفق معى ان الصراع له ابعاد داخلية يمكن ايجاد معالجات لها اذا توفرت الارادة وتكاملت الادوار السياسية والاجتماعية .... وبصورة اكثر وضوحا نعنى تفعيل دور المجتمع الاهلى من خلال الادارات الاهلية واعتماد العرف السائد فى جبر الضرر ( واحياء دور الاجواد ) ضمن منظومة التراث الاجتماعى . اما ما نعنى به الدور السياسى دعنا نتفق حول رؤى ( فالتنافس الحزبى قد ولد محاور للصراع ساهمت فى اشتعال جذوتة ) وما يمكن تسميتة ببرامج التحويل القسرى للولاءات السياسية التقليدية الى ولاءات بديلة الى جانب دعم وتمكين جماعات بعينها لتولى امر الريادة والقيادة والتى هى حق تاريخى لقبيلة الفور ، فتولى الفور عن جدارة عبر مسيرة تاريخية ممتدة ارسى قواعدها السلف الصالح لقيادات الفور ، الى جانب ما امتازت به قبيلة الفور من ارث حضارى ومن فن التعامل مع بقية المكونات الاجتماعية وفق منهج دبلوماسى مرن لا يعرف الغلو والتصلب ، ان سياسات الابدال ينبغى ان تتوقف من اجل المصالح العليا ، كما ان عمليات التصاهر والاختلاط التى تعتقت بعامل التاريخ والزمن يجب ان تكون من المحرمات التى يمنع المساس بها اتفق معك فى ضرورة تضافر كل الجهود من اجل ايجاد حاضنة ترعى مولود الدوحة ليكمل دورته ، فالاحكام المسبقة وكثرت (الولدات كما يقل المثل تقتل الجنين) لا نحط من قدر بقية المكونات الاخرى ولا نقلل من شانها ، ونجاح الاتفاق فى اختراق حاجز الشك يتطلب من دفة القيادة ممثلة فى د. التجانى سيسى ضرورة غسل الرواسب والتوجسات واولها عدم اختزال الاتفاق على كونه اتفاق بين النظام والفور كما روجت له بعض الاطراف الدولية قبل توقيعة ، كما ينبغى ان نعترف بان العبرة ليست فى المكتوب من بنود ... ولكن العبرة فى الاهداف وحسن النوايا ، لنتحدث بشفافية اكثر ونسمى الاشياء بمسمياتها حسب رؤيتى الشخصية المتواضعة واستنادا على المعطيات الراهنة واولها (ان د التجانى سيسى له طاقيتان واحدة منها انتسابة لحزب الامة كقيادى وثانيها انتماؤة لقبيلة الفور كسليل لاسرة الدمنقاى سيسى ونجاحة فى مهمتة يتطلب امران هما :- 1/ دعم ومساندة حزب الامة لبرنامجة واتفاقة 2/ دعم قيادات الفور للاتفاق واكمال النواقص والعيوب التى قد يغفلها التفاوض ولا نفترض انها لسوء النوايا ودعم حزب الامة شرط ضرورة ، فالتخلى عن الاتفاق معناه المخاطرة بالاتفاق حتى وان لم يكن هناك تنسيقا مسبقا بين سيسى وقيادة الحزب ، وهذا ايضا لا يعفى احزاب اخرى وتكوينات اجتماعية شاركت بعض من رموزها فى اتفاق الدوحة حتى وان لم تعلن تلك الرموز صراحة انتماءتها السابقة وهى معروفة لدى معظم المهتمون بالشان السياسى اما البعد الخارجى للصراع يشكل مخاطر اساسية للاتفاق ، وقد ظهرت الملامح الاولية من خلال تصريحات المندوب الامريكى على الرغم من دعمهم المسبق لاتفاق الدوحة ، والدول العظمى لها مصالحها الخاصة واجنداتها الخاصة ايضا والتى تعمل على تحقيقها من خلال مداخل بعينها لا علاقة لها من قريب او بعيد بمصالح اهل السودان فاذا كانت الدول العظمى تعمل على اضعافنا فالاجدى ان نقدم تنازلات لبعضنا البعض ونحافظ على مصالحنا ولحمتنا الوطنية ، وهنا ياتى الدور السياسى المكمل للجهود الاجتماعية فالمطلوب اعادة الثقة لكل الاطراف حتى يصنع السلام