رثاء في حق المغفور له بإذن الله : عبد الرحمن عبد الله باشري طبت حياً وميتاً يا أبا عبد المنعم العليش ابراهيم دج انتقل إلي الرفيق الأعلى و رحمة الله تعالي الحاج عبد الرحمن عبد الله باشري.. بعد حياة حافلة بالبذل والجهد والعطاء في سائر مناحي الحياة، رحل عن دنيانا الفانية, وبرحيله المفاجئ الذي أحدث وقعاً موجعاً وحاداً في نفوس كل من عرفوه، بل علي امتداد القطر بأسرة، وكان هذا بعيد رحلة استشفاء من بريطانيا تماثل منها علي خير صحة لكنها مشيئة الخالق التي هي لا راد لها . وبهذا الرحيل, انطوت صفحة ناصعة ومليئة بالكثير من القيم والمعاني السامية لهذا الرجل العظيم فضلاً عن أعماله التي هي تفصح عن نفسها ، قبل أن نتحدث عنها نحن ونحصرها في هذه السطور القلائل ؛ والتي مهما بلغت بما فيها من حديث عن مآثر لهذا الرجل القامة لاتفي بالنذر اليسير مما قام به طوال مسيرة حياته الثرة الممتدة في أعمال الخير والعرفان, كيف لا ؟ وهو التقي النقي المعطاء الذي يشارك الجميع في أفراحهم واتراحهم ،وله خصوصية قل ما توجد في زماننا هذا وعند الآخرين وهي التعامل بكرم واريحية وطيبه قل نظيرها مع من حولة دون تميز ، الحاج عبد الرحمن باشري لمن لا يعرفة ما كان يوما يريد الناس أن يأتوا إليه في مكانة كما يفعلها الكثيرين في أيامنا هذه، لا سيما مع من تربطه به صلة وآصرة الرحم ،لكنه كان يسعي لهم هو في أما كنهم ومساكنهم قربت أو بعدت ، متفقد لحاجياتهم ، الكبيرة منها والصغير في سائر شؤون الحياة, ومن ثم يتم قضاءها لهم بأسرع ما يكون، حيث درج و أعتاد علي هذا النهج والمسلك من زمن باكر في حياته مع الكافة وليس مع أهله وحسب، هذا التواصل يقوم به ومنذ فترة ليست بالقصير، و يعتبر في الاساس أنموذجا لكثير من الأفعال الخيرة التي لا استطيع انا وغيري إجمالها وحصرها كما اسلفت لأنني ليس بمقدوري أن أحيط بكل جلائل وأعمال وأفضال هذا الراحل... وأنا بدوري وبحكم صلتي ومعرفتي الوثيقة بأسرة المغفورله بإذن الله عبد الرحمن عبد الله باشري فضلا عما يربطه بي آبائنا وأعمامنا ( الطيب دج وأخيه أحمد دج ) من خصوصية في العلاقة ظل يحفظها لهم علي مر الأزمنة هذه الخصوصية لم يكن طابعها يوماً مآرب دنيويه زائله ورخيصة فقد كانو أخوان تحبا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه كذلك ... وبعد رحيلهم ما ان تأتي بسيرتهم أمامه وإلا يحدثك عنهم حديث العارف , يجعل عيناك تفيض من الدمع ، هذا هو عمنا عبد الرحمن باشري ظل على الدوام حافظاً لهذا الأخوة الحقة التي ضعفت وتقطعت في هذه الأزمنة التعيسة وظل حفياً وحافظاً لها إلي أن انتقل الي رحاب الله ولحق بآبائي .. وهو معهم بأذن الله في أعلي عليين والمرء مع من أحب، وهذا شأن اذا أردنا أن نفصل فيه لا تسعة الا الاسفار الضخمة، قصدت بهذه الجزئية للتعريف بالحميمة التي خلقت روح المحبة والآلفة بينهم والتي أسس لها هؤلاء العظماء من امثال عمنا الراحل المقيم بأفعاله الناصعة عبد الرحمن باشري .. والله لقد خرس لساني واشعر أنني غير قادر علي التعبير بل عاجز تماماً عن انتقاء كلمات ارثيه بها تفي حقه علينا نحن وعلي الجميع الذين يدينون له.. وخصوصاً عندما يرحل أنا س من أمثال عمنا عبد الرحمن باشري .. وفي هذا لابد لي أن اقف علي شأن آخر تفرد به دون غيره - يظل أيضا الحاج عبد الرحمن من القلائل الذين كانو يُسعدون الآخرين ويزرعون البسمة في شفاههم لا لأجل شي غير ابتغاء الثواب ورضاء الله في الدنيا و الأخرة.. والسؤال؟ من لنا من بعد رحيلك المفجع ياعمنا الحاج عبد الرحمن ؟ من لكل من عرفوك وأحبوك وألفوك واعتادوا علي سماع صوتك وحلو حديثك؟ من لأولئك الذين تقطعت بهم السبل وعصفت بهم عواصف الحاجة في هذه العتمة الانسانيه الشديدة بعد الرحيل المر – ماذا بغي للذين مسحت عنهم المعاناة وأزلت عنه المأساة؟ وقد تجسد حبك وعطفك ووفائك في الكثير وانت مسارع بشموخك وكبريائك يدفعك الضمير والوازع الديني الحنيف لتخفيف الآلم ومداواة الجراح؟ . بكاك يا حاج عبد الرحمن الجميع دون فرز حزناً بكتك القضارف عن بكره أبيها بكاء حتي سالت الأودية مدرارا من دمعهم الهتون- بكتك بكل قرائها وفرقانها وكل الوان طيفها... بل بكاك كل السودان قاطبة بكل ما فيه ومن فيه- بشيوخه الأجلاء وعلمائه ...وسياسيه...الكل له في قلبك نصيب وآفر من الحب العامر والبر والأحسان.. فيا حرقتنا أن نثروا الثري علي محياك الكريم... ونثروا أفئدتهم هناك في(مكي الشابك –وأب جريد) - فلك السلام حيث انت ياحاج عبد الرحمن ..صافحتك الدنيا بيمينها ويوم تركتها غير مبالي بنعيمها وعيشها الفاني...وكم هي الدموع مريرة... نعم أن بنا لحسره كبيره واننا لمحزونون أمام بوابات الفجيعة التي ألمت بنا وأننا لمحرقون لما في صدورنا من ألم يعتصرها وحيرة تكتنفنا.. لقد عرفك الكل في مدينتك القضارف وغيرها بأنك نقي السيرة طاهر الفؤاد معطاء من غير رياء وسمعة زائفه ما كنت تسعي للدنيا لتحوزها بزخارفها ومتاعها الزائل الرخيص لكنها جاءت اليك هي طائعة مختاره تجرجر أذيالها بخيلائها ولم تفتنك علي ما أنت عليه... في مسيرة مشوارك التجاري الحافل الممتد زهاء نصف قرن من الزمان وكان حافلاً بنجاحاتك التي صنعتها بنفسك وعصاميتك التي قل لها نظيرها ... طيلة فتره هذا المشوار الذي لم يشوبه تدليس ولا تلبيس ولم تستغل فيه صاحب حاجة، ولا كنت تسعى لأن تثري علي حساب الآخرين في ضيقهم وعنتهم كما فعلها البعض من ضعفاء النفوس غيرك ، ولم تلج يوماً الي ساحات التقاضي والمحاكم طوال حياتك شاكياً أحدا أو قام أي شخص كائن من كان أن تقاضي عليك في شي قل أو كثر، وهذا لم يصدر مني أنا وهو ما تردده القضارف عن بكرة أبيها عنك وتقول هذا الذي اقول - عندما يأتيك المحتاج في ضائقة وتؤصد أمامه كل الأبواب كنت تقيل عسرته وتنفض عنه غبار المسغبة في صمت دون أن يعلم احد. هذا هو ديدنك النظيف الذي اتخذته نهج لك ولحياتك العامرة دوماً بالخير- طوال حياتك تتوخي الحلال من الرزق لم تحد عن ذلك الدرب يوما وسار علي ذات الدرب وفي ركابك أبنائك عليه، لذلك حافظوا علي سيرتك العطرة,ولم يضيعوها. خلفهم بل ساروا عليها.. عبد المنعم هذا الذي أري خير خلف لخير سلف وجميعهم كذلك عادل، وعبد الله (عبود) والتقي الورع عمر ، و عبد الحافظ... وسيظل هؤلاء الأبناء البررة الحافظون لحدودهم باتزان ورويه ولم يتجاوزوها يوماً و بحسن سيرتهم هذة يعتبرون أمتداد لك.. فنم هاني يا أيها المغفور له بأذن الله الحاج عبد الرحمن باشري الي جوار ربك راضياً مرضياً... لأنك رجل تحسن التربيه فلم يكن في أبنائك من كان تواه ضال في ما لا يرضي الله ورسوله في سائر التعامل اجتماعي كان او في ما يتعلق بأعمالهم التجارية ، لذلك هذه هي البذرة الصالحة التي بذرت يجني ثمارها الناس من بعدك وتكون لك زخراً وزاداً ويعلم ذلك كل من عرفو ابنائك عن كثب ,واني لشاهد عدل ودليل صدق لصلاح هؤلاء الابناء في دينهم وورعهم وأشياء حميدة كثيرة لا يسهل حصرها مثلي ... بالرغم عن هذا سيظل البون كبيراّ وشاسعاً لفقدك يا أب الكل الحاج عبد الرحمن.. ودليلي علي ذلك هو لم يستوعب الجميع إلي الآن وقع الصدمة التي عاشها كل من افتقدك، الحظات يحيطها الحزن وتعتصرها الآلام والحسرة، لاشك أن فقدك كبيراّ وستترك فراغاً واسعاً في النفوس وسيترك هذا الفراغ جرجاً غائر كذلك من الصعوبه بمكان التئامه في القريب العاجل ... رحلت يا أيها الطاهر النقي عن هذه الدنيا الفانية، رحلت الي دار البقاء والنعيم السرمدي الذي يطالك بأذن الله نعيم دائم بقدر ما قدمت من صنائع... وإن كنت رحلت بجسدك الطاهر وأعمالك الخيرة فأن جلائل أعمالك ستبقي شاهده عليك وماثلاً في حياتنا وأمام أعين كل من عرفوك من الأبناء وأحفادك.. والأصهار وعلي رأسهم صهرك وحفيدك ( عماد الدين عثمان حامد ومحمد السماني دمبلاب) الذين هم محبين لك في حلهم وترحالهم واشهد الله ذلك انهم كانوا كثيراً ما يحدثاني علي ما اعرف عنك - عن جلائل أعمالك التي هي واضحه وضح الشمس في رابعه النهار ولا تريد لكائن من كان أن يفصح عنها لكنها شهادة حق نشهد بها وأنت غائب عنا في عليائك... فنم يا أب الكل والجميع نم قرير العين فقد خلفت ابناء وبنات سينهجون نفس نهجك ولا يُحيدون في ذلك قيد أنملة، كما نهجت أنت نهج أبائك من قبل - وسيكون هؤلاء الابناء البرره وعلي رأسهم ( عبد المنعم) خير موجهين لذات الطريق الذي سلكته أنت الطريق القويم ونهج الصراط المستقيم طريق لم تتنازعك فيه الأهواء وحب المال والثراء.. وعزاؤنا فيهم لايخيب، لنهم ثمره جهدك المضني الذي لن يضيع هدر يا من أحسن نهج التربية لكننا ختاماً نقول (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) اللهم يارب السماء والارض اجعل قبر الحاج عبد الرحمن باشري روضة من رياض الجنه وأنزل عليه شآبيب رحمتك واجعل داره في الدنيا عامرة كما كانت بأهله وعارفي فضله وفي الأخرة بإذن الله الفردوس الاعلي مع النبين والصدقين و الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً ,,, وعوضنا اللهم في فقدنا الكبير ومصابنا الجلل . آمين ... هؤلاء آبائي فجئني بمثلهم* * إذا جمعتنا يا جرير المجامع**