إليكم الطاهر ساتي [email protected] اقالتهم أواستقالتك يا والي الخرطوم ...!! ** قبل ثلاث سنوات، عندما عندما اشتكى الأهل بمناطق جنوبالخرطوم من بعوض مصانع اليرموك، خرج اليهم وزير الصحة ليطمئنهم وينصحهم قائلا : ( لقد شرعنا في اعداد خطة لمكافحة البعوض والقضاء عليه تماما في المستقبل القريب، والي ذلك الحين اطمئنوا فان الناموس الذي تشكون منه لا يسبب الملاريا، نعم هو مزعج ولكنه لا ينقل الملاريا )، أوهكذا قال للصحف.. فأقترحت للأهل هناك بأن يتصالحوا مع الوضع، خاصة أن وزير الصحة يؤكد بأن بعوضهم محض مزعج فقط لاغير وليس بناقل للملاريا، ثم ختمت الزاوية باقتراح اخر لسادة وزارة الصحة فحواه : يجب نشر أية وثيقة هي بمثابة عقد بينهم وبين البعوض، بحيث يلزم الطرف الثاني بعدم نقل الملاريا لسكان تلك المناطق، ويكتفي فقط باللسع والطنين..!! ** واليوم يبدوا أن السادة بهيئة مياه ولاية الخرطوم بحاجة الي اقتراح كذاك، فلنتأمل حديث محجوب محمد ادريس ،المستشار الفني لهيئة مياه الخرطوم، حيث يطمئن أهل العاصمة بالنص القائل : ( العكارة التي في المياه الآن عبارة عن طين طبيعي، ولا تأثيرات صحية منها - على المواطنين - كما أثبتت تحاليل معامل الهيئة )، هكذا وثق المستشار افادته بالرأي العام - عدد البارحة - حين سأله زميلنا التاج عثمان عن أثر العكارة في صحة الناس، علما بأنه مهندس وليس بطبيب..ومع ذلك، تلك افادة تعني - حسب منطق المستشار وهيئته - بأن (الطين الطبيعي) لايضر بصحة الانسان - وكليته - حين يكون مخلوطا بالماء، كما نراه حاليا، وعلى المستهلكين أن يتجرعوه - كوبا تلو الأخر - وهم في كامل الطمأنينة، وخاصة أن تحاليل معامل هيئتهم العريقة فحصت ذاك (الطين الطبيعي) ثم أثبتت - بما لايدع مجالا للشك - صلاحية تناوله ك(مشروب طبيعي)، ولايضر الانسان..ربما ينفع، موش كدة يا مستشار الهيئة ؟..وبالمناسبة، كان يمكن للهيئة أن تبرهن فوائد طينها الطبيعي بتصريح من شاكلة ( أثبتت معاملنا بأنه أجود أنواع الطين المستخدم في أوساط النساء المتوحمات )، وهكذا يصبح شرب الطين الطبيعي طبيعيا في مرحلة الجمهورية الثانية، وخاصة أن عقول الناس - كما تتوهم الهيئة - في إجازة مفتوحة..!! ** وكما يطمئن المستشار أهل الخرطوم، ها هو الناطق الرسمي باسم الهيئة يطمئن إدارة الهيئة أيضا، حيث يبرر القطوعات وطينها المصاحب بال( القدر)، حيث يقول : ( ليس هناك قصور فني أو إداري، ولكن شاء القدر بأن تكون نسبة العكورة في النيل الأزرق عالية ) والسبب كما يقول المستشار الفني وليس الناطق الرسمي: ( الكورنيش الجديد تسبب في النحر والردم، وهذا غير مجري النيل وأدى الي زيادة العكورة )..تأملوا بالله عليكم ما بين القوسين، أي ذاك هو تبرير التلوث، (الكورنيش غير مجرى النيل بسبب النحر والردم)..كورنيش طوله بضعة أمتار يعكر صفو الماء بحيث تعجز محطات عاصمة السودان عن تنقيته ويتسبب في أن يشرب أهلها (كدرا وطينا طبيعيا )، بيد أن هناك كورنيشا أخر طوله مئات الكيلومترات بالقاهرة - و كل مدن مصر المجاورة النيل - ومع ذلك يشرب أهلها الماء (صفوا)..تبريرات فطيرة تعكس بوضوح ( العقلية التي تديرالمرافق العامة )..خبرونا بالله يا عالم : أية دولة في هذا الكون - غير دولتنا هذه - لايزال سكانها يشكون من قطوعات المياه وتلوثها؟، ناهيك عن الارياف التي انسانها لايزال يشرب - مع انعامه - من البرك الآسنة..الدنيا من حولنا طوت وتجاوزت ملفات المياه والكهرباء وغيرها من الحقوق والخدمات منذ زمن بعيد، الا نحن بحيث لانزال في محطة ( الطين الطبيعي مابيضر، الكورنيش عكر النيل ، نحن ما كنا متوقعين و..)..على كل حال، المؤسف أن ادارة الهيئة لن تحاسب ذاتها بالإستقالة، وكذلك لا نأمل في أن يحاسبها الوالي بالإقالة..(من يحاسب من ؟)، صار نهجا يجب (تغييره)..!! ........... نقلا عن السوداني