أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    حذاري أن يكون خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين هو أعلى سقف تفاوضي للجيش    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



19 يوليو وجريمة اغتيال الشفيع
نشر في الراكوبة يوم 28 - 07 - 2011


[email protected]
فى يوم 26 يوليو قبل اربعين سنه اغتيل المناضل الشفيع بعد ان تعرض لتعذيب بشع .
من المستحيل او الصعب ان يجد اى سياسي الاحترام والتقدير من الجميع. ولكن المناضل الشفيع احمد الشيخ كان الشاذ الذى يؤكد تلك القاعده . عندما كنت اسكن عند الخال محجوب عثمان فى القاهره ، كنا نتطرق لسيرة الشفيع طيب الله ثراه . كان الخال محجوب يقول ( الشفيع شخص ما عادى يختلف عن كل الناس . ويضيف الشفيع كان صدرو مفكك . ) وهذا يعنى انه رجل واسع الصدر يتقبل الناس ولا يحقد ولا يضمر الشر , كان نبيلا بمعنى الكلمه ( ما فيهو اى كلام ) .
لقد منح الشفيع وسام لينين الذى لم يحصل عليه الا افراد . وكان يتوق للحصول عليه زعماء ورؤساء دول . كما تحصل على وسام ابن السودان البار .
عندما ذهب احمد سليمان بعد اكتوبر وطلب من عبد الرحمن مختار ان يتعاقد معهم لطباعة الميدان ، رفض عبد الرحمن مختار لانه قد تعاقد مع الاخوان المسلمين لطباعة جريدتهم. فقام احمد سليمان كعادتة بتوجيه اقذع الشتائم لعبد الرحمن مختار . الى ان اوقفه الشفيع . وهذه الحادثه اوردها عبد الرحمن مختار فى كتابه خريف الفرح . مظهر الشفيع ومحياه كان يسعد الانسان حتى بدون ان يعرفه . كان يمثل بساطة ونقاء ابن البلد . هذا الفارس قال عنه نميرى بعد الرجوع الى السودان فى برنامج تلفزيونى عندما سألوه عن عدة اشخاص ابدا رأيه ، ولكن عندما سألوه عن الشفيع قال لا اعرفه . رجل عرفه كل العالم وحزن عليه . وينكر معرفتة جعفر نميرى .
المجموعه التى شاركت فى ضرب الشفيع كانت بقيادة الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم والضابط على حسين اليمانى .والرائد عبد القادر جنى ، النقيب محمد ابراهيم . ومارسوا مع البطل الشفيع الضرب والركل بالاحذيه العسكرية والطعن بالسنكى والضرب باعقاب البنادق .
ابوالقاسم محمد ابراهيم عرفتة منذ ايام ايام الطفوله وعرفت اغلب اهله وسكنا فى نفس الحى . كان حاقداً طيله حياتة . ود اليمانى قابلته لفتره بسيطه فى السويد كان فى ضيافتى . عرفت عنه ما يخجل فيما بعد . ما سأورده هنا هو جزء من مشروع توثيقى كبير فى سودانيات بدأه الاستاذ عبد الله الشقلينى وشارك فيه آخرون منهم خالد الحاج صاحب الموقع رحمة الله علية . عصمت العالم ، الدكتوره بيان ، قارسيا وآخرون .
وسنواصل ...
ع،س شوقى
كتب خالد الحاج :
شهادة فاطمة أحمد إبراهيم :
عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني :
أحمد سليمان طلب مني أن أسترحم نميري... فرفضت!
أستاذة فاطمة.. أكثر من ثلاثين عاماً مرت على 19 يوليو .. ماذا تقولين عنها اليوم؟
قبل أكثر من شهر ذهبت إلى بلغاريا مستشفية وفي يونيو توفت والدتي فأخبر والدي الشهيد الشفيع بأنني شديدة الارتباط بالوالدة فعليه من الأحسن ان يذهب ولا يعود بي للسودان. وقد كان ولم يخبرني بوفاة الوالدة وإنما أرجع سبب حضوره إلى بلغاريا إلى سوء الأوضاع السياسية خطيرة جداً ولا أعلم ماذا سيحدث ويحل بالسودان ورأيت أنه من المناسب رجوعك للبلد ويبدو بأن حاجة خطيرة ح تحصل... وواصل: أنا ح أحكي ليك قصتين حدثت لي أولاهما كان معي المرحوم حسن قسم السيد بالمنزل ببري ودق الباب وعندما فتحته وجدت أبو القاسم محمد إبراهيم ومعه معاوية سورج وأحمد سليمان زين العابدين محمد أحمد وضعت لهم كراسي بالحوش وطلبت منهم الدخول فرد على أبو القاسم .. لا ماح نتفصل .. شوف يالشفيع انا عاوز أسألك ورد على بأمانة.... أنا عايز أعرف أنت معانا ولا ضدنا؟ فضحكت .. وقلت حتى أرد عليك أدخل أولا وبعدين أجاوبك... وفجأة تدخل معاوية سورج وقال أيوه حدد لينا موقفك ، وأضاف أحمد سليمان بحدة، أيوه لازم تورينا .. وكنت أقابل كل ذلك بالضحك .. وعندها انفعل زين العابدين محمد أحمد وقال أخرسوا يا قليلي الأدب... أنا ما قايل أنكم جايين تحققوا مع الشفيع، ولعلمك بأن منزل الشفيع وفاطمة عندي مكان مقدس، وأخرج مسدسه «يا قليلي الأدب .. تطلعوا قدامي ولا أرصصكم» وخرجوا .. القصة الثانية ذهب أحمد سليمان ومعاوية سورج الى منزل منصور احمد الشيخ وكان معه الهادي ووضع احمد سليمان رجله على الكرسي وهو واقف ورفض الجلوس وقال اسمع يا منصور والهادي قولو للشفيع اذا ماحددت موقفك وواقف وين نحن ما ح نخليك وكان امام منصور كباية موية حدفها في وجوهم .. ورد عليهم بلاش قلة ادب انتو ما بتحققوا مع الشفيع وخرجوا وقال لي الشفيع دي الاحوال البمر بيها السودان حتى وصلنا السودان علمت بوفاة الوالدة وكنت بمنزلنا بالعباسية والشهيد الشفيع ببري وعندما مرت الايام اخذت ابني احمد وذهبت معي شقيقي الهادي الى منزلنا ببري، المهم سلم الشفيع على ابنه احمد وسألني بعض الاسئلة وبعد فترة قال لي انا عاوز استحم لاني دعوت الي اجتماع لجنة مركزية فوق العادة لانني اشعر بان الضباط الاحرار ضاغطين على هاشم العطا للقيام بانقلاب... بالاضافة الى اعضاء اللجنة المركزية فقد دعوت هاشم العطا ليعرف رأي الحزب في الانقلابات وواصل انتظريني استحم وح اعتذر ليك عن عدم حضورك للاجتماع بعد دخول الشفيع الحمام جاء شقيقه الهادي وعندما كنا قاعدين سمعنا طرقا شديدا على الباب فقام الهادي وفتح الباب وجاء المحامي غازي سليمان مسرعا ومنزعجا واخذ يردد الشفيع وينو.. الشفيع وينو..» قلت له انه في الحمام ورد عليَّ بحده .. لا امشي خليهو يطلع انا عاوزو في امر ضروري... مشيت للحمام وناديت على الشفيع واخبرته بان غازي سليمان عاوزك وهو منزعج جدا فقطع الشفيع حمامه وخرج وبادر غازي سليمان عندما رأي الشفيع رسلني ليك هاشم العطا عشان تكتب الخطاب فقال له الشفيع خطاب شنو؟ فرد عليه غازي هاشم العطا عمل انقلاب!! قال ليهو الشفيع شنو!! فرد غازي ايوه هاشم عمل الانقلاب ، هنا سأل الشفيع غازي... انت عسكري؟! فرد لا.. وواصل الشفيع.. طيب دخلت القيادة العامة كيف.. ولا هاشم العطا جاءك؟! أنا ما بكتب خطاب وانا داعي لاجتماع لجنة مركزية وهاشم مدعو عشان يسمع باضانو انو اللجنة المركزية ضد الانقلاب وبعدين قول لهاشم العطا اذا مابعرف يكتب خطاب عامل الانقلاب ليه؟ وبعدين كيف يمقلب اللجنة المركزية والحزب وقول ليه انك ركبتنا فوق ظهر اسد اذا قعدنا فيه ح يأكلنا واذا نزلنا منو برضو حا يأكلنا... وانا ماح اكتب خطاب ولا انا عسكري عندو.. وكان منفعلا جدا وخرج غازي سليمان وجلس صامتا لفترة طويلة وبعدها قال لي يا فاطمة هلا هلا على الجد الجماعة ديل عملوا الانقلاب عشان يمقلبو اللجنة المركزية وده غلط عشان كده انا وانت نتفارق امشي بيتكم في العباسية لانو اذا جاءوا لاعتقالي فانهم سوف يأذوني فيك وفي احمد .. وقاد العربة الهادي وعندما وصلنا الكبرى وجدناه مغلقاً...
الساعة كانت حوالي كم؟!
كانت الساعة الرابعة واجتماع اللجنة المركزية من المفترض ان يكون في الساعة السابعة مساء 19 يوليو وعندما وصلنا بري طلب من الهادي ان يأخذنا الى منزله وعندما طلبت منه ان يأتي معنا رفض.
استاذة فاطمة اذن من الذي خطط للانقلاب هل هاشم وحده ام مع عبدالخالق؟
عبد الخالق... ونقد وسعاد ابراهيم احمد وهاشم هم الذين خططوا للانقلاب.. اما الشفيع فقد عزل لانه كان معترضا على فكرة الانقلاب واللمسات الاخيرة للانقلاب تمت بمنزل صلاح ابراهيم احمد فلم تتم دعوة الشفيع لذلك الاجتماع وعندما تمت دعوة اللجنة المركزية للاجتماع الساعة السابعة من مساء 19 يوليو عجلوا بالانقلاب من الساعة الثالثة ظهراً.. ارجع ليك لمنزل الهادي.. الشفيع قال لي «يا فاطمة ده يوم الامتحان العسير ولازم نتعاهد على عدم افشاء أسرار الحزب وحتى لو قطعونا أرباً اربا..».
ماذا عن يوم 22 يوليو؟
شاهدت نميري في التلفزيون وأخذ يتوعد بالشيوعيين ويحرض على ملاحقتهم وعندها اقترح على الهادي اخذي وابني احمد الى منزل ابن عمهم وعندما دخلت المنزل مازال نميري يتحدث في التلفزيون ، وقال احذر اي انسان من ايواء اي شيوعي واذا حصل هذا فسوف نقوم بمحاكمته وعندها قلت لابن عم الشفيع انا ما ح اقعد معاكم وما ح اجيب ليكم بلية واخذني الهادي الى منزله ووجدت شقيقي صلاح بالمنزل وجاءت شقيقتي نفيسة وركبنا جميعا عربة الهادي وذهبنا الى منزلنا بحي العباسية بامدرمان ، عندما كنت بمنزل الهادي جاء ضابط وهو يشهر مسدسه وقال اي واحد يقترب من الشفيع انا ح اضربه الشفيع قال ليهو ترصصو ليه ما يمكن يكون برئ واخذ منه المسدس، في هذه الاثناء دي جاء محمد عبد الغفار وقال للشفيع لقينا محل نختفي فيه فرد الشفيع بانه لن يختفي وكيف اقابل العمال اذا عاوزين يقابلوني .. اخذ المسدس من الضابط «حريكة» وقال لمحمد عبد الغفار امشوا اخفوا حريكة والمسدس في المكان الكان معد لاخفائي عندما وصلت أمدرمان اخبرني شقيقي صلاح بان احمد سليمان اتصل من الشجرة وطلب مني ان احمل ابني احمد واحضر لمعسكر الشجرة حتى استرحم نميري بان لا يعدم الشفيع .. وقلت لشقيقي صلاح الشفيع لم يرتكب جرما ليقتل وقول لاحمد عشان يقول لنميري اذا قطعت الشفيع اربا اربا قدامي انا ما استجديه ولن اركع امامه وبعد ذلك توجهت الى منزل شقيقي ولحق بي ابي وشقيقي الرشيد وبعد دخولهم سمعت «رجة» وعندما فتحنا الباب وجدنا عربة بها عساكر جيش وضابط يجلس في الامام وفهمت بانهم جاءوا لاعتقالي فاخذت اهتف بسقوط وموت نميري وكان ده في يوم 26 يوليو فقام عسكري بتعمير سلاحه واراد قتلي وهنا قفز احد العساكر ونكس سلاحه وقال ليه الاوامر اعتقالها ما نرصصها ، وجاء ابي وشقيقي وحملاني الى الكومر وسألهم ابي مودينها وين؟ فاخبره الضابط باننا سوف نوديها قسم البوليس». وفعلاً ذهبنا الى قسم البوليس ووجدت نائب مدير البوليس فطلب لي كباية موية واجلسني على كرسي ولم يتحدث معي على الاطلاق بعد شويه طلب مني ان اصطحب احد العساكر لاخذي الى الضابط الذي سوف يحقق معي، فلم يسألني الضابط اي سؤال وكان طوال الوقت منكفئاً على الطاولة يشخبط بقلمه عليها .. وقال لي مفروض ان احقق معك لكن حالتك لا تسمح بذلك لهذا سوف احولك المستشفى وخرج وبعد قليل جاء واخبرني بان الدكتور سوف يأتي بعد قليل الى هناك ، وفعلا جاء الدكتور ولم يفحصني وحتى لم يدخل المكتب ومن الخارج كتب تقريره الذي جاء فيه بان صحتي لا تسمح باستجوابي وامر بتحويلي الى المستشفى.. وهنا تدخل الضابط وقال ان ابو القاسم محمد ابراهيم مصرَّ على مقابلتي بوزارة الداخلية وفعلا اخذوني الى هناك عندما وصلت قابلت احد الضباط وقال لي «البقية في حياتك» وعندها اخذت اهتف يسقط السفاح نميري... يسقط السفاح الصعلوك فلم يعترضني احد.. وبعد ذلك دخلت في غيبوبة وحين فتحت وجدت نفسي طريحة الفراش وفي حالة اعياء شديد، المهم بصعوبة جلست وعندها دخل ضابط واخبرني بأن مدير البوليس يريد مقابلتي وفعلاً ذهبت لمقابلته واستدعى ثلاثة عساكر واخبرهم بانهم سوف يرحلون امرأة عظيمة من هنا الى منزلها .. واخبرني بان وزير الداخلية قبل اقتراحهم بحبسي بالمنزل بدلاً من السجن وقال لي سوف يستمر ذلك الحبس الى عامين ونصف وحين هم العساكر بالخروج اوقفهم وامرهم بان يحسنوا معاملتي وخطب فيهم قائلاً: «هذه المرأة وهبت حياتها لهذا الشعب وعانت ما عانت في سبيل ذلك» حين سمعت هذا الكلام بكيت وقلت للضابط لم أكن اتوقع ممن هو في منصبك ان يقول مثل هذا الكلام وشكرته واخبرته بأنني لست نادمة على فقد زوجي وأعاهدك أمام عساكرك بأنني سوف أواصل السير في نفس الطريق حتى لو كان مصيري مصير زوجي.
http://alsahafa.info/news/index.php?...&id=2147490948
كتب خالد الحاج :
دكتور الهادي أحمد الشيخ
شقيق الشفيع أحمد الشيخ - تكملة لشهادة فاطمة أحمد إبراهيم :
اقتباس:
فنادي على العساكر الذين اشرفوا على عملية الدفن واخذت كل يوم اصطحب واحدا ليريني القبر.. وكانوا ستة.. وعندما تأكدت من القبور.. وكانت قبور عبدالخالق والشفيع وجوزيف قرنق.. وقبل شهور جاءني ابن جوزيف قرنق وصحبته الى قبر والده وسورته بسور ابيض جميل.والثلاثة قبور متجاورة بمقابر بحري...!
اقتباس:
ويروي لي حكمدار سجن كوبر ميرغني وهو من منطقة الدامر فدعوته بعد فترة من احداث يوليو وسجل كل ما حدث للشفيع منذ لحظة وصوله كوبر وحتي اعدامه.. محتفظ بهذا الشريط.. ويقول ميرغني لحظة دخول الشفيع كوبر توجه نحو الميزان فقلت له يا الشفيع لم نقرأ عليك بيان الحكم فرد عليه الشفيع ) ياعم ميرغني من وقفتوني في الميزان يعني الحكم حيكون شنو؟! ويواصل ميرغني والشفيع على الميزان قال (هذه اقدارنا لاننا طيلة الحياة كنا ننادي بالتطور السلمي وسلاحنا هو الكلمة والاقناع) فسأله ميرغني هل لديك أية وصية فقال الشفيع قولو لاخواتي واهلي ان كنت قد اسأت او اخطأت مع احدهم بان يصفحوا عني
اقتباس:
(جاء ابوالقاسم محمد ابراهيم فسأل الشفيع بحده عبدالخالق وين؟! فرد عليه الشفيع بشرفي لا اعرف وهنا قال ابوالقاسم (انت عندك شرف واخذ يضربه وجاءت مجموعة من العساكر وجرو الشفيع لمكان بعيد واخذوا بضربه ضربا مبرحا. وقال مصطفي خوجلي (للامانة نميري خرج من احدي الغرف وتساءل ايه البيحصل فقالوا ليه ده ابوالقاسم بيضرب في الشفيع فالتفت نحو زين العابدين وقال له( روح وقف الحكاية دي) وجري زين العابدين وكأنه في سباق واوقف عملية الضرب
عبدالخالق: أضعنا حياتنا في قراءة الكتب والنظريات.. والسلطة نيلها سهل
وكان د. الهادي احمد الشيخ يستمع الى الاستاذه فاطمة وكثيرا ما سألته ليصحح بعض التواريخ او الاسماء.. وبعد ان انهت حديثها التفتت اليه قائلة ممكن تواصل يا الهادي..
قبل ان يبدأ بالحديث اشار لي بمذكرة صغيرة حمراء وسألني.. لاحظ هذه المذكرة انها تحمل تاريخ يوليو 1971 .. فهل يعقل ان تفوت على حاجه؟!
19 يوليو... كنت في طريقي لمنزل المرحوم زكي الحاج بحي المطار في تمام الساعة الرابعة بعد الظهر.. فقابلني صف عساكر وباللغة العسكرية يعني عشرة عساكر بقيادة شاويش فانزلوني من العربة وطلبوا مني رفع يدي وانا لا اعرف السبب شنو.. ولكن حضر شخص لابس مدني وسألني مالك يا دكتور فاجبته والله ما عارف الجماعة ديل وقفوني (اسمه صغيرون وقد عملنا سويا بالجنوب عندما كنت بالسلاح الطبي) فامر العساكر باخلاء سبيلي وسألته الحاصل شنو؟ قال (ماعندك راديو بالعربة واذا ما عندك افتح الراديو الساعة الخامسة في حركة على رأسها هاشم العطا.. فغيرت سير طريقي وتوجهت الى منزل شقيقي بالعمارات (منصور) فاخبرته بان هناك عملية انقلاب بقيادة هاشم العطا وهنا صاح منصور (حصل الشفيع) وفعلا بسرعة شديدة جدا ذهبت الى منزل الشفيع ووجدته نائما فايقظته واخبرته بالانقلاب وبدأ منزعجا وبعد قليل بدأت الاذاعة تنوه الى سماع بيان هام من الرائد هاشم العطا..وبعد قليل حضر الشاب الذي تحدثت عنه فاطمة - غازي سليمان - ولم اكن اعرفه وتحدث مع الشفيع قليلا وعندما خرج غازي من المنزل سألته ماذا يريد ، اجابني الشفيع بان هاشم العطا لم يتوصل حتي اللحظة - الساعة السادسة - الى قادة الحزب الشيوعي وتواصل التنويه وبعد الساعة الثامنة جاء غازي سليمان مرة اخري وطلب من الشفيع اصطحابه لهاشم العطا.. هنا تدخلت وقلت للشفيع.. يا اخي هاشم زاملته بالجنوب وقد يبدو انه مزنوق سيبني امشي ليه فرفض الشفيع بحده.. في تمام الساعة التاسعة والنصف تم اذاعة البيان.. وعندما جاءت فقرة (خلال 45 دقيقة كل شئ قد تم وتصحح مسار ثورة مايو) هنا قال لي الشفيع،، شوف ده بقول شنو 45 دقيقة كل شئ قد تم وبعد ذلك يحملونا مسؤولية العمل الطويل والصعب و45 سنه ما بنقدر نحل مشاكل البلد.. واضاف اذا نجح هاشم العطا في حكم البلد فانه سيكون اشد ديكتاتورية من نميري.. فسألته عن رأيه في البيان فقال لي بصراحة بعض التعابير بتاعت عبدالخالق محجوب ومنها تحديدا (القبض على الهواء) وبعد ذلك طلب مني الشفيع ان نخرج عشان نشوف الحاصل في الشارع شنو.. وكانت الساعة بعد العاشرة بعد قليل.. في العربة قال لي.. لقد تحدث معي عبدالخالق ذات مرة وسألني عن رأي في الانقلابات.. وقلت له انت ولا انا ولا اللجنة المركزية نقدر نعمل انقلاب.. ثم واصل الشفيع قائلا انا خائف يكون عبدالخالق حقن هؤلاء الشباب بحقن استعجال.. وعندما وصلنا الى مدرسة الخرطوم الثانوية للبنات اشار الى عامود نور كهرباء وقال في هذا المكان من المفترض انا وجوزيف قرنق نكون في انتظار من يأخذنا الى اجتماع اللجنة المركزية.. بعد ذلك رجعنا الى منزلي بالعمارات ثم جاء حسن قسم السيد وبعد قليل جاء كمال ابراهيم احمد وطلب من الشفيع ان يذهب لمقابلة عبدالخالق بمنزل صلاح ابراهيم احمد..وخرج الشفيع وحسن قسم السيد وحوالى الساعة 12 وشويه رجعوا ومعاهم عبدالخالق وكان مرهقا للغاية وارسلني لاحضار الحاج عبدالرحمن وفعلت وانفرد عبدالخالق بالحاج عبدالرحمن طويلا.
في صبيحة العشرين من يوليو اخبرني الشفيع بان عبدالخالق سوف يحضر ليقابل دكتور روسي شهير ليكشف عليه.. وفعلا وصل الدكتور وكان ضخما للغاية وطلب رسم قلب لعبدالخالق.. واختار عبدالخالق دكتور ابوبكر محمد الامين لانه زميل دراسة..وحددت مواعيد معه الساعة التاسعة مساء بمستشفي الخرطوم..واصطحب عبدالخالق الدكتور وحتي قال لي ياخي انا في الحقيقة طول حياتي كنت بقرأ ولم اعط نفسي فرصة للتأمل، ولكن بحرماني من القراءة وجدت بأننا بنصعب الحكاية على انفسنا جدا في مسألة الحكم.. نظريات وافكار وقوانين ولكن وجدته ابسط مما نتصور فاذا كان عبود (الاهبل) قالها هكذا ، حكم السودان 6 سنوات وكمان نميري (الاكثرهبالة) حكم سنتين ما الذي يمنع ناس هاشم العطا يحكموا ؟! المهم تم رسم القلب وبعد الانتهاء منه سأله دكتور ابوبكر عن الانقلاب فرد عليه عبدالخالق (والله الجماعة ديل حاسبنها طلقه.. طلقه).
في يوم 21 يوليو جاءالشفيع وتناول معنا طعام الغداء بالمنزل وقال بالحرف الواحد (ربي اخلي قلبي من اي حقد او اي روح للتشفي المهم عدم افتراء الشيوعيين وعدم الحاق اي اذي باي شخص خاصة الاخ زين العابدين محمد احمد.. وواصل .. «سوف اشر نفسي على زين العابدين شر لانه على دين».. وفي العام الماضي فقط اخبرني زين العابدين متأثرا جدا. في ذات اليوم لام الشفيع بعض الشيوعيين لوشايتهم بشيوعيين اخرين من جناح احمد سليمان ومعاوية سورج وقال لقد علمت مع الاسف بان شيوعيا قد وشي باخرين من الجناح الاخر وتألمت وبعد الغذاء سأحاول مراجعة الامر، فاذا هم الان يقولون بان الوضع السابق نظام تجسس فانهم الان يتجسسون لابد ان يترك كل فرد على راحته ويقيم الوضع فيعود من يعود للحزب ويبقي خارجه من يبقي. ويعتنق من المبادئ ما يشاء لا يصح محاربة الفكر بالتهديد ولا يقبض على احد الا من يرتكب خيانة ضد البلد.. هذا ماحدث يوم الاربعاء في الحادي والعشرين من يوليو.
22 يوليو ونهاية الانقلاب
عند العصر سمعنا صوت ذخيرة شديدة جدا يأتي من ناحية القصر ( قصر الضيافة) فقال لي الشفيع انا لا اريد البقاء في بري لان كتائب مايو سوف تهرج ضدي.. وكان ذلك يوم الخميس الذي تم فيه حظر التجول منذ الساعة السادسة مساء.. في صبيحة الجمعة طلب مني الشفيع حبوبا منومه وقال دائما عندما يعتقلون الناس يحققوا معهم في ساعات متأخرة من الليل..
في تمام الساعة العاشرة صباحا اذاع نميري بيانا نزع فيه وسام النيلين من الشفيع فايقظته اخبرته بالبيان فطلبت منه تفسير ذلك البيان فقال لي (ده معناه يمكن اعدامي) ويمكن تعذيبي خاصة اذا ما قرروا يقبضوا على عبدالخالق فقلت هذا لا معقول فقال (انك تقول هذا لا معقول يعني هذا انك تستعمل العقل ولكن ينعدم العقل في مثل هذه الحالات، وبعد ذلك اوصاني باحمد وفاطمة واحدي شقيقاتي وقال (فيما عدا ذلك انا مرتاح الضمير، في صبيحة السبت استيقظ الشفيع واخذ حماما وحلق لحيته وقال لي (احسن مكان يعتقلوني منه هو مكتبي باتحاد العمال، فخرج واستقل عربة اجره وعلمت انه اعتقل وهو في طريقه لاتحاد العمال وتم حجزه بالقسم الشرقي قبالة النادي الامريكي.. وبعد سنوات كتب لي حريكه خطابا من سجنه بغرب السودان ذكر فيه بانه كان يجلس بجوار الشفيع بالقسم الشرقي وجاء ضابط اسمه على حسين الىماني وضرب الشفيع كف حتي وقعت عمامته فثرت وامسكني الشفيع وقال اقعد نحن زي ده متعودين عليه، لكن اديني اسمه فاخرج مذكرة صغيرة وكتب علىها اسمه وقال (اذا عشت سأخذ حقي ولكن اذا مت فكلم الاخوان) بعد مده ذهبت الى سعد بحر واخبرته بانني اريد (اشوف الىماني ،، ذهبت اليه في سلاح المدرعات وكان قائدا، ونادي على حسين الىماني، يسكن بحي العرب ويقود حافلة الان) فتعرفت علىه...
وما حكي لي مصطفي خوجلي بانهم كانت المحاكمات تتم بالشجرة في جملونات كل غرفة تلاصقها غرفة فكانت غرفة محاكمة مصطفي خوجلي لصيقة غرفة الشفيع ويواصل مصطفي خوجلي القصة (جاء ابوالقاسم محمد ابراهيم فسأل الشفيع بحده عبدالخالق وين؟! فرد عليه الشفيع بشرفي لا اعرف وهنا قال ابوالقاسم (انت عندك شرف واخذ يضربه وجاءت مجموعة من العساكر وجرو الشفيع لمكان بعيد واخذوا بضربه ضربا مبرحا. وقال مصطفي خوجلي (للامانة نميري خرج من احدي الغرف وتساءل ايه البيحصل فقالوا ليه ده ابوالقاسم بيضرب في الشفيع فالتفت نحو زين العابدين وقال له( روح وقف الحكاية دي) وجري زين العابدين وكأنه في سباق واوقف عملية الضرب ثم اقتيد الى مكان اخر متسع وكان فيهم حامد الانصاري الذي قال لي (جاء الشفيع مليئا بالدماء ووجد المكان متسخا فاخذ في نظافته وقال ليهم يمكن مدتنا تطول.. وفي صبيحة الاحد استيقظ واخذ حماما ولبس جلبابا اخر الا انه امتلأ بالدماء من جديد.. في تمام الساعة الحادية عشرة نقل الى كوبر .. يوم الاحد.
ويروي لي حكمدار سجن كوبر ميرغني وهو من منطقة الدامر فدعوته بعد فترة من احداث يوليو وسجل كل ما حدث للشفيع منذ لحظة وصوله كوبر وحتي اعدامه.. محتفظ بهذا الشريط.. ويقول ميرغني لحظة دخول الشفيع كوبر توجه نحو الميزان فقلت له يا الشفيع لم نقرأ عليك بيان الحكم فرد علىه الشفيع ) ياعم ميرغني من وقفتوني في الميزان يعني الحكم حيكون شنو؟! ويواصل ميرغني والشفيع على الميزان قال (هذه اقدارنا لاننا طيلة الحياة كنا ننادي بالتطور السلمي وسلاحنا هو الكلمة والاقناع) فسأله ميرغني هل لديك أية وصية فقال الشفيع قولو لاخواتي واهلي ان كنت قد اسأت او اخطأت مع احدهم بان يصفحوا عني.. وبعد ذلك اخذ يهتف: عاش نضال الشعب السوداني.. وهنا قال له عم ميرغني يا الشفيع انت تحدثت في السياسة كتير حسع قول حاجة لربك.. فرد الشفيع ياعم ميرغني انا صليت ركعتين قبل ان اجئ هنا.. وبعد ذلك اخذنا في ترديده الشهادة ثلاث مرات ، فسأل الشفيع خلاص ياعم ميرغني خلصت فرد ميرغني ايوه.. فقال الشفيع (طيب مع السلامه.. وانتهي كل شئ في يوم السادس والعشرين من يوليو لعام 1971م.
قبور الشفيع.. عبدالخالق وجوزيف قرنق علمت من مدير سجن كوبر بان الشفيع قد دفن بمقابر بحري، وكان المدير على حماد فاخبرته بانني مسافر غدا الى شندي وارجوك تتبع اثار جثمان الشفيع وعندما رجعت من شندي وذهبت الى كوبر وجدت المدير قد تغير وكان والد حاتم حسين فنادي على العساكر الذين اشرفوا على عملية الدفن واخذت كل يوم اصطحب واحدا ليريني القبر.. وكانوا ستة.. وعندما تأكدت من القبور.. وكانت قبور عبدالخالق والشفيع وجوزيف قرنق.. وقبل شهور جاءني ابن جوزيف قرنق وصحبته الى قبر والده وسورته بسور ابيض جميل.والثلاثة قبور متجاورة بمقابر بحري...!
http://alsahafa.info/news/index.php?...&id=2147490950


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.