إليكم الطاهر ساتي [email protected] ومع ذلك .. ( أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا ) ** أطول حدود بلادنا الحبيبة هي التي مع دولة الجنوب ( 1973 كلم)، وأقصرها مع ليبيا ( 383 كلم)، وإجمالي طول حدودنا (6780 كلم).. وأعلى نقطة ارتفاع هي قمة جبل مرة (3،024 متر)، وأدنى نقطة هي البحر الأحمر (صفر تحت سطح البحر).. والأرض الصالحة للزراعة (200 مليون فدان)، والمستغلة منها - بكل أسف- لم تتجاوز (20%)، أي (40 مليون فدان)، حيث المروية بالنيل والحفائر (11 مليون فدان)، أما المروية بالأمطار (29 مليون فدان) ..تحتل الغابات مانسبتها (11،6%) من مساحة البلاد (1،882،000 كلم)..والموارد المائية (30،8 مليار متر)، منها ايراد النيل وروافده (93 مليار متر)، ومع ذلك جملة الاستهلاك - زرعا وشربا - لا تتجاوز(18،7 مليار متر).. والدندر، وادي هور، الردوم، جبل الديار، جبل الحسانية، دنقناب، سنقنيب وراية باسندة هي أعظم المحميات الطبيعية ..!! ** تلك المعلومات هي بعض المدخل لكتاب (السودان أرض الفرص، معلومات وحقائق)، وهو سفر - من 60 صفحة - يضج بالتفاصيل التي يبحث عنها أي باحث عن سودان ما بعد انفصال الجنوب.. أصدرته وزارة الاعلام وأعلنت عنه مساء الخميس الفائت بقاعة الصداقة.. بغض النظر عن بعض الأرقام المحزنة التي ستجدها لاحقا، فالكتاب ممتع .. ويضع الوطن الحبيب - برغم جميع ما فيه ومن فيه - بين يديك بأرقام وحقائق ومعلومات ومشاهد غائبة عن أنظار وأذهان الكثيرين، ولذلك قلت للأخ عادل الباز همسا : ( فصول الثانويات وقاعات الجامعات وأندية الشباب هي الأمكنة المناسبة لتدشين وتوزيع كتاب كهذا، وليست قاعة الصداقة والدوائر الاعلامية والسياسية فقط )..نعم هناك أجيال بحاجة لمعرفة ان الفئة العمرية لما دون ال(14 سنة) تبلغ نسبتها (43،2%)، وما بين (15/ 65 سنة) تبلغ نسبتها(53،4%)، وما فوق (65 سنة) تبلغ نسبتها(3،4%)، من جملة الكثافة السكانية (33،419،625 نسمة)..هذا غير أن الوطن صار ترتيبه (35 عالميا) و(3 عربيا) و(9 افريقيا) في قائمة أعداد السكان.. نسب تلك الأعمار توضح بأن دولتنا شابة، ونسأل الله أن يحفظ حماة المستقبل - الشباب - من كل شر وسوء.. أكرر، هذا الكتاب يجب أن يصل الشباب والطلاب يا سادة التعليم العام والعالي..!! ** نعم بالكتاب أرقام مزعجة، وهي الدليل بأن معلوماته لم تجمعها عيون الساسة ولكن جمعهتا عقول العارفين، فالساسة - كما تعلمون - يتقنون فن التلاعب بالأرقام المزعجة بحيث تبدوا لناظرها (حاجة عادية).. ولكن بعض أرقام هذا الكتاب قالت الحقيقة (كما هي)..غير مساحة الأرض المزروعة من جملة المساحة التي يجب أن تزرع، هناك أرقام تكشف (معدل الهجرة ) .. ( معدل الوفيات) .. (معدل النمو السكاني) .. ( معدل سكان الحضر، وكذلك معدل سكان الريف) .. ( متوسط حجم الأسرة)..( معدل وفيات الأمهات و الأطفال) .. (معدل الخصوبة ) .. ( معدل انتشار الايدز) .. وكذلك يتعمق في التفاصيل بحيث يوثق ( عدد المشافي، الحكومية والخاصة)، بل حتى المراكز الصحية، وكذلك الأطباء ..ومن الأرقام المزعجة أيضا ( حصة التعليم العام من الانفاق الحكومي لم تتجاوز 12%).. وكذلك نسبة طلاب المساق الأدبي(68،19%)، مقابل (27،9%) هي نسبة طلاب المساق العلمي.. وللأسف نسبة طلاب المساق الزراعي - في بلد زراعي - لا تتجاوز (0،03 %)، وكذلك المساق الصناعي لاتتجاز نسبته (1،16%)..وهناك تفاصيل ب( عدد المدارس، الأساس والثانوي)، وكذلك عدد المعلمين والجامعات (العامة والخاصة) والكليات الجامعية..والاستثمار الأجنبي والصادر والوارد و..والصناعة بكل بؤسها.. بل حتى الجيش، تعداده (ضباطا وجنودا وفروعا)..على كل حال، لقد وجدت كتابا لن يريحني عن البحث والسؤال فحسب، بل ملكني وطنا (بكل ما فيه آلام وآمال)، ولهذا يجب ان يكون متاحا،بحيث تحتفظ به كل أسرة سودانية.. شكرا لكل من كتب حرفا وجمع رقما والتقط مشهدا، لقد شرعت في إلتهام صفحاته والتحديق في صوره منذ البارحة بلسان حال قائل (مهما كان، سنحبك يا سودان)..نعم قد نحزن على حال أو نغضب من حال آخر، وقد نبغض هذه الحكومة أونستاء من تلك، ولكن لم - ولن - نستبدل حبك بحب آخر أيها الوطن الجميل، وكل عام أنت - والأوفياء من شعبك - بألف خير ..!! ................ نقلا عن السوداني