(3.5 ومع ذلك .. ( أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا ) ** أطول حدود بلادنا الحبيبة هي التي مع دولة الجنوب ( 1973 كلم)، وأقصرها مع ليبيا ( 383 كلم)، وإجمالي طول حدودنا (6780 كلم).. وأعلى نقطة ارتفاع هي قمة جبل مرة (3،024 متر)، وأدنى نقطة هي البحر الأحمر (صفر تحت سطح البحر).. والأرض الصالحة للزراعة (200 مليون فدان)، والمستغلة منها - بكل أسف- لم تتجاوز (20%)، أي (40 مليون فدان)، حيث المروية بالنيل والحفائر (11 مليون فدان)، أما المروية بالأمطار (29 مليون فدان) ..تحتل الغابات مانسبتها (11،6%) من مساحة البلاد (1،882،000 كلم)..والموارد المائية (30،8 مليار متر)، منها إيراد النيل وروافده (93 مليار متر)، ومع ذلك جملة الاستهلاك - زرعاً وشرباً - لا تتجاوز(18،7 مليار متر).. والدندر، وادي هور، الردوم، جبل الديار، جبل الحسانية، دنقناب، سنقنيب وراية باسندة هي أعظم المحميات الطبيعية ..!! ** تلك المعلومات هي بعض المدخل لكتاب (السودان أرض الفرص، معلومات وحقائق)، وهو سفر - من 60 صفحة - يضج بالتفاصيل التي يبحث عنها أي باحث عن سودان ما بعد انفصال الجنوب، أصدرته وزارة الإعلام وأعلنت عنه مساء الخميس الفائت بقاعة الصداقة..وبغض النظر عن بعض الأرقام المحزنة، فالكتاب ممتع بحيث يضع الوطن الحبيب - برغم جميع ما فيه ومن فيه - بين يديك بأرقام وحقائق ومعلومات ومشاهد غائبة عن الكثيرين، ولذلك قلت للأخ عادل الباز همساً : ( فصول الثانويات وقاعات الجامعات وأندية الشباب هي الأمكنة المناسبة لتدشين وتوزيع كتاب كهذا، وليست قاعة الصداقة)..نعم هناك أجيال بحاجة لمعرفة أن الفئة العمرية لما دون ال(14 سنة) تبلغ نسبتها (43،2%)، وما بين (15/ 65 سنة) تبلغ نسبتها(53،4%)، ومافوق (65 سنة) تبلغ نسبتها(3،4%)، من جملة الكثافة السكانية (33،419،625 نسمة)، في وطن ترتيبه (35 عالمياً) و(3 عربياً)و(9 إفريقياً) في قائمة أعداد السكان..أي هي دولة شابة ونسأل الله أن يحفظ حماة المستقبل من كل شر وسوء، وهذا الكتاب يجب أن يكون في متناول يدهم يا سادة التعليم العام والعالي ..!! ** كما قلت، بالكتاب أرقام مزعجة، وهي الدليل بأن معلوماته لم تجمعها عيون الساسة ولكن جمعتها عقول العارفين، فالساسة يتقنون فن التلاعب بالأرقام المزعجة بحيث تبدو لناظرها (حاجة عادية)، ولكن بعض أرقام هذا الكتاب قالت الحقيقة (كما هي)..وغير مساحة الأرض المزروعة من جملة المساحة التي يجب أن تزرع، هناك أرقام تكشف (معدل الهجرة ) ،( معدل الوفيات)، (معدل النمو السكاني)، ( معدل سكان الحضر، وكذلك معدل سكان الريف)، ( متوسط حجم الأسرة)، ( معدل وفيات الأمهات والأطفال)، (معدل الخصوبة )، ( معدل انتشار الإيدز) ، وكذلك تعمق في التفاصيل بحيث وثق ( عدد المشافي، الحكومية والخاصة)، بل حتى المراكز الصحية..ومن الأرقام المزعجة ( حصة التعليم العام من الإنفاق الحكومي لم تتجاوز 12%)..وكذلك نسبة طلاب المساق الأدبي(68،19%)، مقابل (27،9%) هي نسبة طلاب المساق العلمي.. وللأسف نسبة طلاب المساق الزراعي - في بلدنا الزراعي - لا تتجاوز (0،03 %)، وكذلك المساق الصناعي لاتتجاز نسبته (1،16%)..وهناك تفاصيل ( عدد المدارس، الأساس والثانوي)، وكذلك عدد المعلمين والجامعات (العامة والخاصة) والكليات الجامعية..والاستثمار الأجنبي والصادر والوارد و..و.. بل حتى الجيش، تعداده (ضباطاً وجنوداً وفروعاً)..على كل حال، لقد وجدت كتاباً لن يريحني كثيراً عن البحث والسؤال فحسب، بل ملكني وطناً (بكل مافيه ومن فيه)، ولهذا يجب أن ينداح بحيث تحتفظ به كل أسرة سودانية.. شكراً لكل من كتب حرفاً وجمع رقماً والتقط مشهداً،لقد شرعت في التهام صفحاته والتحديق في صوره منذ البارحة بلسان حال قائل (مهما كان، سنحبك يا سودان).. نعم قد نحزن على حال أو نغضب من حال آخر، ولكن لم - ولن - نستبدل حبك بحب آخر أيها الوطن الجميل، وكل عام أنت - والأوفياء من شعبك - بألف خير ..!! إليكم - السوداني [email protected]