استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    محمد وداعة يكتب: المسيرات .. حرب دعائية    مقتل البلوغر العراقية الشهيرة أم فهد    إسقاط مسيرتين فوق سماء مدينة مروي    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    كهرباء السودان: اكتمال الأعمال الخاصة باستيعاب الطاقة الكهربائية من محطة الطاقة الشمسية بمصنع الشمال للأسمنت    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    أمس حبيت راسك!    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البشير لن يستطيع ايقاف ضخ نفط الجنوب
نشر في الراكوبة يوم 31 - 07 - 2011

سانيه افندو ، جنوب دارفور
[email protected]
لوعددنا المعارك و السجالات السياسية و الجولات التفاوضية و التي دارت بين السودانيين الجنوبيين ، ممثليين فى الحركة الشعبية و قياداتهم الاخرى و بين حكومة البشير و شيعتة فى شمال السودان ، فننا سوف نخرج بنتائج متفقا عليها تماما من قبل ذوى البصائر و ملخصها هو ان الحركة الشعبية ، و منذ مفاوضات نيافاشا و حتي تاريخ اليوم ، قد حققت انتصارا كاسحا على حكومة البشير و حزب المؤتمر الوطني و ذلك فى جميع تلك المعارك و السجالات السياسية الجولات التفاوضية . اسباب انتصارات الحركة الشعبية و خسائر المؤتمر الوطني اسبابها كثيرة ، منها ان قادة الجنوب كانوا مكونين ويمثلون التسعة مليون جنوبى ، اما قادة حكومة شمال السودان فانها تتكون و تمثل المليونيين و هو الرقم المضخم لقبائل الثالوث القبلي و هم الجعليين و الشايقية و الدناقلة و اشياعهم و توابعهم من لا قبائل لهم فى السودان ذو الخمسمائة قبيلة ، و الذين يتحكمو فى مصير البلاد و العباد منذ أمد ، الى ان صدموها بجبل الجليد ، والان حالها كحال الساعات الاولى للتايتنك . فضيق القاعدة ، ترتب عليه ضيق فى رؤية المصلحة و انحصارها جغرافيا و انحصارها حتى حرفيا . يضاف الى هذا ، فالخلفية الثقافية الرجعية و المتخلفة للبشير و جماعتة ساهمت بدور كبير تغبيش الرؤيا و الافتقار للحنكة السياسية. ادبيات العرب، و التى يتبناها بابتذال وخرق البشير و جماعتة ، مليئة بالجعجعة التي لا تثمر طحينا و بالمراوغة و المماطله التملص و تبدل الرأى و الغش و الكذب و النفاق و التسويف والتامر و اللف و الدوران و الحنث بالوعود ، و خاتمتها الخروج صفر اليدين. هذه الاساليب صلحت احيانا فى القرن الثامن الميلادي ، اما بعد ذلك فهى عديمة الجدوي.
فك الارتباط بين الدولتين شائك و طويل و يبدوا ان ما تم قد يتعدي فى عدده ما نسبتة 75% ، الا ان ما تبقى فى عدده قد يبدوا قليلا و لكن من حيث الجوهر ، فهو اكثر ووزنا مما يظنه المراقب من النظرة الاولى . من ما تبقى من هذه المواضيع هو كيفية معالجة ملف النفط المستخرج من الجنوب . النفط حيوي للدولتين . بالنسبة للجنوب فانة حيوي جدا لتمويل برنامجه فى اتمام انشاء و تكوين الدولة و تقديم خدمات لمواطنيها. فاذا اتخذنا التعليم مثلا ، فالجنوب و قبل توقيع نيفاشا و اثناء الحرب ، له مشاريع ضخمة فى التعليم و محو الامية و ابتعاث بعض الشباب للخارج ، فالبطبع الان و هم احرار ، سوف يكون هنالك برنامجا تعليميا ضخما لبناء المجتمع. فمصادرنا الشخصية و نقاشنا مع بعض الاخوه فى الجنوب ، تشعر بانهم يخططون برنامجا تعليميا لدولة الصين و ليس لتسعة مليون شخص . مثل هذه البرنامج و غيرها يحتاج مالا كثرا ، بالرغم من المساهمة الفعالة للمساعدات الخارجية و المنح التي يقدمها اهل البر و الاحسان من دولة و منظمات دولية . و اذا خذنا مثالا من البني التحتية الاخري ، فاننا نري ان تشيدد الطرق و الكباري و معابر المشاة مستمر حتى فى اوج موسم تساقط الامطار . كل هذه الاشياء ، و ما فى حكمها ، يحتاج مالا و فيرا ، يتطلب التفكير المسبق فى كيفية جنيه . اما بالنسبة للحكومة ألشمالية فاظنها تحتاج المال لثلاثة اشياء اساسية ، اولها هو تمويل حروبها فى دارفور و جبال النوبة و الحرب القادمة فى النيل الازرق ، فهى تحتاج المال لشراء العتاد الحربي بالعملة الاجنبية لجيشها و قوى امنها . ثانيها ، هو و منذ بدء تصدير النفط ، ظهر نمط الحياة المترف و الذي تعود عليه اصحاب المركز و المبنى على سلع مستوردة من الخارج ( سيارات فارهة من كل الدول ، بناء فاخر معظم مكوناتة مستورد ، سلع استهلاكية عديده من جميع دول العالم ) ، كل هذا يحتاج اموالا بالنقد الاجنبي. اما ثالث اسباب الحوجة للنقد الاجنبي فتتمثل فى استدامة تغذية الارصدة الاجنبية لاصحاب السلطة فى السودان. فالطمع و الجشع لا حدود لهما. امر فتح حسابات خارجية بالعملة الاجنبية و تغذيتها تحسبا ليوم اسود او التفكير فى الاستقرار فى الخارج ، امر اصبح من هموم اناس لا يعرفون حتى مواقع تلك الدول فى الخريطة ، قبل ان تاتيهم الانقاذ و تمطر السماء لهم ذهبا . فكلنا يعرف قصة اموال امير المؤمنيين فى البنوك السويسرية و التي قيل انها فى حدود 9 مليار دولار امريكي ، القصة و التي لم ينفها هو و من نقل تلك القصة اورد بها اسماء اناس احياء اداروا الحساب الشخصي لامير المؤمنين . فى هذا البلد الهامل هنالك من لم يكمل الشهادة الابتدائية و يملك امثر من 100 مليون جنية استرليني فى بيرطانيا ، و من عساكر الشرطة و الامن و الجيش هنالك من له ارصدة بسويسرا و هاكم زوجة امير المؤمنيين عمر البشير و التي قرأنا قصتها و هى تحل فى لندن و معها قريبها و معهم شلة تحمل شنطا مليئة بشتي اصناف العملات من دولار امريكى و جنية استرليني و فرنك سويسري . علما بانها اكملت المرحلة المتوسطة فقط ، قبل ان تجلس لامتحان الشهادة السودانية. كما ان النهب من قبل و بامر امير المؤمنين مستمر نهارا جهارا و تحت رعايتة الكريمة ، فقريبهم شقيق وزير الصناعة جلال الدقير نهب ما يزيد على 40 مليون دولار و ذهب الى القاهرة ، ليس ذلك و حسب ، بل و زاره امير المؤمنين و قضي معه ليلا كاملا يستانسون مع بعض و يجترون ذكريات الصبي و كيفية اتدامة نعمة الله الانقاذية عليهم و على اهلهم. و المشكلة الرئيسية فى هؤلاء ، قليلي المعرفة ، بانهم غالبا ما يخسرون معظم ما حولوه الى الخارج فى صفقات استثمارية فاشلة ، فكلما خسروا فى الخارج ، احتاجوا ان يعيدوا الكرة و يغذوا تلك الارصدة مرة اخرى من الداخل، و هو ما سميناه ، استدامة التغذية . و عليهم هم يحتاجون للمزيد من الاموال بالعملات الاجنبية.
ما سبق اعلاه ، يوضح حوجة الدولتيين الى النقد الاجنبي ، و بما ان النفط شكل حوالي 90% من مصادر النقد الاحنبي للسودان الموحد ، فانة سوف يكون كذلك بالنبة للدولتين مجتمعتين ، هذا اذا ما استثنينا الهبات و المنح الاضافية التى قد تحصل عليه دولة الجنوب بعد الانفصال ، او الاستتقلال لمن شاء. هذه الحوجة هى السبب الاساسي التى ادت الى شل السير فى المفاوضات حول هذا الملف و بقى الحال كذلك الى يوم 9/7/2011م. فالحوجة للاموال النفط هى من سبب فى تناوله كاول ملف تفاوضي بعد 9 يوليو 2011م. سمعنا ان حكومة البشير طالبت بما مقدارة 32.80 دولارا امريكيا للبرميل الواحد و ذلك ريعا لخط انبوب النفط و رسوم عبور النفط الى ميناء التصدير ، اما الحركة الشعبية فانها على ما اظن فقد قالت ان هذه الامور فيها سوابق دولية و ان دولة الجنوب سوف تسير على هدي السوابق الدولية. و كالعادة انحط التجاذب لدرجة ان اجهزة اعلام البشير وصفت باقام اموم بانه سخيف اللسان و الطرح . الامر أنتهى الى قائد هذه البلوي البشير و قال ان سوف يوقف ضخ نفط الجنوب عبر اراضي الشمال.
الان علينا مناقشة الامر ، هل البشير فعلا ، لا قولا ، يستطيع ايقاف ضخ نفط جنوب السودان عبر اراضي الشمال؟ نحن نجزم ان الاجابة لا ، و ليس ذلك و حسب ، بل على البشير القبول باي عرض تتقدم به دولة الجنوب و ان كان ذلك العرض هو صفر دولار للبرميل الواحد. نعم ، يعني علية تحمل مصاريف و تكاليف وحراسة و ضخ نفط الجنوب الى موانئ التصدير فى شمال السودان. نحن ادناه ، نعدد الاسباب المنطقية و التى جعلتنا ان نصل الى هذه الخلاصة و التى نرى نشرها للعلم فقط .
1) السوق العالمى للنفط هو سوق ضيق ، بمعنى ان اى اخلال فى المعروض او المطلوب سوف يؤثر على السعر. النصف مليون برميل يوميا ليست بالكمية الكبيرة ، لكن مع الاحداث فى ليبيا ، فان الكمية حيوية بالنسبة للصين . فاذا ما اوقف البشير عبور نفط الجنوب الى الاسواق العالمية و من حاولت الصين تعويض ذلك بالاستيراد من اى مكان اخر ، فهذا سوف يترتب علية زيادة سعر البرميل فى السوق العالمي حوالى 2 دولار. هذا المبلغ تاثيرة على تلكفة الانتاج العالمية السنوية هو ما يعادل 60 مليار دولار( الاستهلاك اليومي 86 مليون برميل). هذا المبلغ سوف تتاثر به سلبا كل من الولايات المتحدة و اوربا و اسيا ، بالاخص الصين و الهند و اليابان.
2) هشاشة نمو الاقتصاد العالمى لا تسمح بان يختلق لها مزيد من اسباب الوهن. هذا الامر متفق عليه من قبل الولايات المتحدة و اوربا و اسيا ، بالاخص الصين و الهند و اليابان.
3) الولايات المتحدة تدير اقتصاد العالم بطريقة يعرفها الا القليلون ، فهى مثلا تتدخل فى ماليزيا لحماية شركة بتروناس الماليزية من الضغوط الحكومية و ذلك يقينا منها ، ان من نتائج قوة بتروناس هو تمكنها من اكتشاف و استخراج المزيد من النفط فى بقاع المعمورة ، الامر الذي يؤدي الى رخصة و بذا تكون الولايات المتحدة هى المستفيد الاول من الانخفاض قى اسعار النفط و ذلك بساطه انها المشتري الاول للنفط . قبل عام تدخلت الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة للترويج لسندات بتروبراس البرازيلية التي بلغت قيمتها 210 مليار دولار امريكي. و فعلا تمت تغطية الاكتتتاب بمقدار مرتين !!! هى تامل من بتروبراس استخراج النفط من غابات الامازون و اعماق بحر الظلمات ، المعروف بالحيط الاطلسي!!. بهذا المنطق ، امريكا حريصة على مصالح الشركات النفطية فى جميع بقاع الارض و منها جنوب السودان. مصالح امريكا لا تترك العوبه فى ايادي الرعاع. زوروا قبر المقبور صدام حسين و ترحموا على روحه ، ان كان لصدام حسين روحا.
4) الصين و بيريطانيا و ماليزيا و الهند حريصة لحماية و رعاية مصالح استثماراتها النفطية فى جنوب السودان ، امير المؤمنين الذي لا يجيد الرقص ، لا يهمها امره ، فهى سوف تكون حريصة جدا على تأديبة ان حاول تهديد مصالحها. هبل الاعلام العربي و توابعهم مثل اعلام الانقاذ دائما ما يعتقد ان الدول المؤثرة فى العالم هى ( العوبه) فى يد امريكا. هؤلاء الهبل لا يفقهون قولا و ذلك ان الدول المؤثرة هى العوبة فى يد مصالحها و لا غير مصالحها.
5) الصين من جانبها و حليف رئيسي للولايات المتحدة فى استراتيجتها النفطية ، حريصة على استقرار الحالة فى جنوب السودان و ذلك لحيويتة فى استقرار يوغندا و التي سوف تبدأ تصدير النفط بعد عام او عامين من الان. نفط اوغندا اكثر من نفط جنوب السودان بعشرات المرات. كما ان النتعاش الاقتصادي فى دولة جنوب السودان سوف يؤثر ايجابا على النمو الاقتصادي فى كينيا و تنزانيا ، و هى مناطق نفوذ للبريطانيين . أمير المؤمنين ، عمر البشير و الاستقرار نقيظان و ضدان لا يجتمعان . هو مخير فى مؤمنيه ، فى ان يسجنهم و يقتلهم و ينكل بهم و يرجعهم الى القرن الاول الميلادي و يطبق فيهم شريعتة و ان ياتى نائبة و يقول ( المتطاولون على امير المؤمنين سوف يقطعون بالسيف ) ، و لكن لا يمسح له بالعبث بمصالح العالم المتحضر. فلو تركت الدنيا لامراء المؤمنين ، لفسدت الارض و ما فيها. و هذه الرؤيا متفق عليها من قبل جميع فى الارض بخلاف المسلمين ، و حتى وسط المسلمين هنالك الملايين من بدأوا فى الاقتناع بهذا التقييم ، الا و كيف نفسر خلع الاتراك لخليفة المسلمين و الغاء الخلافة فى عام 1923 و من يومها لم تقم امارة اسلامية الا فى افغانستان ( امير المؤمنيين مطارد و يتنقل من كهف الي اخر) و فى السودان( امير المؤمنيين مطلوب القبض عليه).
6) مجتمع الامريكيين من اصل افريقي ( حتى من سمي بالمفكر الاستيراتيجي العربي محمد حسنين هيكل حصل على صفر فى هذه ، عندما وصف باراك اوباما \"الود ده حركة من حركات الامريكان و مش حيتحصل حتى على ترشيح الحزب الديمقراطي – قناة الجزيرة 2008 \") ، هؤلاء القوم يشكلون 11% من الشعب الامريكي و 13% من مجلس النواب ، و لهم فيتو على كل ما يتعلق بافريقيا ، غير العربية. هؤلاء الناس قد لا يساوون ما بين انهاء حكم الاقلية البيضاء فى جنوب افريقيا و انهاء احتلال جنوب السودان ، و لكن تصنيفهم للحدثين دائما ما يتم تحت نفس البند و الباب. سوزان رايس ، سالت دموعها مدرارا و بكت فى جوبا عند اعلان استقلال جنوب السودان فة 9 يوليو 2011 ، و امام كاميرات العالم. و لو فعلتها فى اي مكان فى الارض ، خارج افريقيا السوداء لتم رفدها و فصلها حالا من خدمة دولة والولايات المتحدة و الحاق الخزي و العار بتاريخها. ممثلوا الولايات المتحدة الدوليون يأمرون و يسبون و يلعنون الاخرين عندما يكونون على المسرح الدولى ( مادلين اولبرايت و ابو شنب جون بولتون) . لكن عندما يكون ممثل الولايات المتحدة هو من ذوى الاصول الافريقية و الامر يتعلق بوجوده بافريقيا و هو على ارض افريقيا ، فان من واجبة هو البكاء و النعليق و اظهار دموعة امام كاميرات العالم ، معبرا عن تذكره لمعاناة اجدادة الذين تم استعبادهم و الظلم الذي حل بهم و تعاطفة مع بنى جلدتة و اخوانة الافارقة. الرسالة من هذا كله ، معظمها يعبر عن مشاعر حقيقية ، كما ان الامر فيه تأكيد للالتزام بخدمة الامريكيين الافريقيين الذين يشكلون سنده الحقيقي ، كما انه يرفع اسهمه امام البيض و التى يعتمد مستواها على مستوي اسهمه امام بني جنسية من الافريكان امريكانس. و نعم الحكامة البقارية و التى لا استطيع تذكر كامل كلماتها و اسمها و لكن منها ( تسرح بلا محرا ، الزول بلا اهلا ما عنده غلا) . هذا الكلام البليغ يعرف معناه اهل دارفور ، و مرة كنت بالخرطوم و مدون الكلام كله فى مذكرة عندى و عندما بدأت شرحه لامريكية افريقية و زوجها ، بكيا وكانهما يسقان لحبل المشنقه. كما نود التذكير هنا بمعلومة بسيطة وهى ان علاقات القائد جون قرنق و السيدة سوزن رايس ترجع الى عام 1985 ، تخيلوا ذلك. قرنق درس فى و لاية ايوا الامريكية و لف امريكا كلها لنسج علاقات مع قادتها السود . بعد تاسيس الجيش الشعبى واصل نفس النهج و فى عام 1985 و فى شيكاغوا تم تعرفه على سوزان رايس و هى ذات 21 ربيعا على انها من القادة المستقبليين للسود فى امريكا. فى نفس الزيارة الى شيكاغو تم التعارف ما بين قرنق و شخصيات مهمة منها المليارير الاسود جونسون و القس جيرمايا رايت و الشيخ/ لويس فرخان و خلافهم. سبحان الله ، المتوركيين النميري والصادق المهدي ، و كانوا حكام هذا البلد المبتلى ، حينما عندما يريدون شيئا من أمريكا يذهبون عن طريق مصر تارة و تارة عن طريق عرب الخليج . اما قرنق فكان يذهب عن طريق الامريكان الافارقة ، و شتان بين الاثنين. جهلة العرب و الانقاذ دائما ما يتسائلون كيف وجدت قضية دارفور كل هذا الزخم الدولى فى فترة وجيزة؟ الان نقول لكم بكل صراحة ، اهلنا من سود امريكا هم من اوصلوا القضية الى الى البيت الابيض و الكونغرس( شيوخ و نواب) و هوليود و السي بي اس و ان بي سي والنيورك تايمس غيرها و تركنا الباقي للامريكان كدولة . فان لم نفعل ذلك لهلك معظمنا و بالاخص عندما قام كذابوا الانقاذ بتجنيد ائمة السوء و الضلال مثل القرضاوي و غيرهم لمناصرتها . مجموعة الامركيين الافريقيين لن يسمحوا لامير المؤمنين بالعبث بمجهود خمسة و عشرون عاما من عملهم .
7) المسيحيون فى الغرب و الذين ساعدوا الجنوب فى نيل استقلاله حريصون على استقرارة و استخراج نفطه . بالنسبه للرعاع مخططوا استراتيجية الانقاذ نريد ان نخبرهم ان هنالك قس امريكي اسمة بيلى جراهام ، هذا الرجل له من التاثير بحيث انه لا يطلب من الرئيس الامريكي ، ديمقراطيا ام جمهوريا ، تنفيذ مطالبه ، بل هو يأمر الرئيس الامريكي , باسم الرب . منذ رئاسة هري ترومان اى منذ عام 1945 الى تنصيب باراك اوباما فى عام 2009 و ما رأيت فلما و ثائقيا او حفلا حيا فيه تنصب لرئيس أمريكي ، الا وكان بيلي جراهام هو من يشرف على اداء القسم. بيلى جاهام هو قائد الانجيليين فى الولايا المتحدة و عددهم حوالي 90 مليون امريكي . هذا الرجل هو من عرابى توجية الغرب بدعم الجنوب السوداني للاستقلال . هؤلاء الناس لن يتركوا جهد وعملهم ليتلاعب به امير المؤمنين . بمعنى اخر ، هنالك كثير من لهم مصلحة فى استقرار الجنوب و تقدمه و ليعرف امير المؤمنيين عمر بن البشير ذلك.
كل هذه المصالح المجتمعة فى الجنوب ( اقتصادية و سياسية و دينية) هى من يحسم المبلغ الذي من الممكن يتقضاه البشير مقابل اجباره على عبور نفط الجنوب لاسواق التصدير. الجعجعة و الحلف بالطلاق و القسم المغلظ و التلويح بالعصي من قبل امير المؤمنيين و القرضمة و محاولة مغالطة النفس و التظاهر بالحنكة من قبل اقربائه العاملين معه ، هذه كلها تساوي صفرا ، دون ان يكون بجانبه رقما على يمينة او يسارة او فوقه او تحته ، و لا وزن لها خارج شاشاة تلفزيون البشير و جماعتة و صحافتهم الركيكة اللغة و الطباعة.
الاطراف المعنية ، طبعا لا تعمل بعشوائية ، بل انها تعرف كيف و متي و اين تامر البشير و تسيرة. المدخل بسيط الا و هو الصين. فالصين هى التى دائما ما كانت تتظاهر بانها الحائل ما بين البشير و قرارات اضافية من مجلس الامن ، و حائل بين البشير و نيران نيران الجيوش الامريكية و نيران حلف الاطلسي ، الصين سوف لن تتردد ان توجه احد صغار وزارة خارجيتها بالاتصال بالبشير و افهامه بان عليه ترك نفط الجنوب و شأنة و الا سوف تترك البشير و المجتمع الدولى و اوكامبو. فالبشير لم يعد مهما لها. البشير كان شبه ضروري عندما كان هو سيد النفط ، النفط الان سيدة سيلفاكير وولده فى السياسه باقان اموم . الخوف على الكرسي هو من دفع البشير على توقيع نيفاشا و هو الذي جعله ان يصمت عندما احتل المصريون حلايب و احتل الاثيوبيون الفشقة و الخوف على الكرسي هو من جعله يقبل بالقوه الاممية بدارفور و الخوف على الكرسي هو من منعه من عرقلة استقلال الجنوب وان يترك تشاد فى حالها ، فليس بعسير على البشير القبول بما يقدمه الجنوبيون من ثمن للسماح بعبور نفطهم للاسواق العالمية و ذلك حفاظا على الكرسي.
على خبراء الغفله الانقاذيه و العهد الغيهب( التسمية الاخيره هى لمنصور خالد) العلم بان الصين تملك اكثر ترليون دولار من سندات الدين الامريكي و حجم صادراتها السنوية للولايات المتحده 296.40 مليار دولار ووارداتها 70 مليار دولار ، و على ضوء هذا عليهم وزن مقدار سيدهم امير المؤمنين مقابل هذه المبالغ المهوله. و ليفهموا ، لو اوقفت امريكا الواردات من الصين لمدة شهر و احد ، سوف يتبطل اكثر من 50 مليون صيني و يروح حزبها الشيوعى فى مليون داهية. امريكا دولة ماكرة ، اخر حزب شيوعى حاكم فى العالم موجود بأمرها ورغبتها هى. فان لم يسمع البشير الكلام ، و لا اظن ان له طاقة بذلك ، فسوف يحال امره الى مجلس الامن و يعمل له حظر طيران فوق دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق و اي محل فيه واحد يحمل كلاشنكوف ، او حتي حربة. متابعتنا لتاريخ حظر الطيران الذي مورس ضد ضغاة اخرون ، هو انه تشرف عليه امريكا و غالبا ما يبدأ بدك كل الدفاعات الجوية للجهة المعادية و ذلك بحجة تشكيلها خطرا على حياة الجنود الامريكان و من ثم دك جميع شبكة الرادارات الخاصة بالعدو . و بين هاتان الحجتان يتم ترصد راس النظام و تسوية اماكن تواجدة بالارض و ذلك بحجة تدمير الدفاعات الجوية ، يعني بالعربي ، سوف يستباح اي مكان فيه شبهة تواجد للبشير و لقوات البشير . هذا الامر بالذات لن يقبل به الثالوث القبلي ، غير المقدس ، و لن يخاطر به امير المؤمنين لما فيه تهديد تام لحياته و لحكمة و عرشة و كرسية ، فعند الاستعرابيين ، كما عند العرب العاربة و المستعرب ، كل شيئ يجب تقديمة مقابل القروش و العروش و الكروش . الحل عند البشير و جماعتة هو ، القبول بما تقدمة لهم جمهورية جنوب السودان مقابل عبور نفطها الى الاسواق العالمية ، و لو كان صفرا و ليس هنالك رقما لا على يمينة و لا على شمالة و لا فوقة و لا تحته و لا يحزنون. حينها سوف تهلل ماكية كذبهم و على راسها جريدة ( تهريجة) الانتباه و الاشادة بهذا القرار الحكيم الذي اتخذه سعادة المشير امير المؤمنين رئيس الجمهورية بالتفاهم من جمهورية جنوب السودان (الشقيقية) ، بالرغم من ان يكون من صاغ الاتفاق هو باقوم اموم وزير السلام بحكومة الجنوب. الم اقل لكم ان البشير لن يستطيع وقف ضخ نط الجنوب؟
- تم –


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.