حديث المدينة لعبة السكر..!! عثمان ميرغني \"لعبة السكر\" لن تنتهي.. اختفى السكر من الأسواق .. مع بداية شهر رمضان قفزت أسعار السكر إلى أرقام فلكية.. خاصة في الولايات التي وصل جوال السكر فيها إلى (240) جنيهاً.. وبات واضحاً للجميع أنّ جهة ما – تملك الجرة والجرأة- وتدرك جيداً أنّ ارتفاع الطلب على السكر في بدايات الشهر رمضان يجعله قابلاً للببع بأي سعر.. لتحقيق عائدات مهولة (في أيام معدودات).. اتصل بي عدد كبير من القراء فقلت لهم (ما الجديد؟؟) .. هي دورة منتظمة كل حين من الدهر تختلق أزمة في السكر تلهب الأسعار وتحقق أرباحاً طائلة.. وتخرج تصريحات رسمية وحكومية ثم ما يلبث الأمر أن ينحسر ويتراكم فوقه النسيان. وكانت وزارة الصناعة في العام الماضي قد أعلنت عن تعبئة السكر في عبوات صغيرة حتى تمنع التهريب والتخزين.. ومنحت شركات بعينها حقوق التعبئة في العبوات الصغيرة.. لكن لا شيء تغير.. ويبدو أنه لو عبأوا السكر كل حبة منه في عبوة.. فلن يتغير الحال.. السكر سلعة شعبية يدمنها الشعب السوداني.. وغير قابلة في جدول مشتريات البيت السوداني للانتظار أو التأجيل.. ومن هنا يدرك أصحاب اللعبة - لعبة السكر- أنّ أي تلاعب ذكي ولو لمدة يومين فقط.. يكفي ليحقق أموالاً طائلة.. ويساعدهم في ذلك أنّ الشعب السوداني يتفاعل مع أي ندرة بما يزيدها اشتعالاً.. ولو قيل للناس أن هناك ندرة في العسل.. لتدافعوا من فورهم على محلاته للحصول عليه وتخزينه. هل الحكومة بعيدة عن (لعبة السكر).. مستحيل.. وإلا لما أصحبت تستحق اسم حكومة.. هل جهات رسمية ورسمية جداً هي من يدير (لعبة السكر).. مؤكد لحد اليقين.. لأنّ مفاتيح وأزرار اللعبة لا تدار إلا من خلف ألقاب وصفات حكومية.. لكن بالله عليكم.. لو كان هذا الذي يتلاعب بالسكر في رمضان ينوي أن يبنى بما يحقق من أرباح ألف مسجد.. هل تكفيه نار جهنم عقاباً يوم القيامة.. ليس هذا قمة الفصل بين الدين والدنيا أن يظن شخص ما و جهة ما أنّ الأهداف النبيلة تمحق وزر الوسائل الرذيلة.. لماذا لا نعلن المقاطعة الشعبية لسلعة السكر حتى نهاية شهر رمضان.. أعرف أنّ المقاطعة الكاملة أقرب للمستحيل لأنّ السكر يدخل تقريبا في كل أطعمتنا الرمضانية. لكن لو نجح كل فرد منّا في تخفيض استهلاكه بمقدار النصف.. فإنّ ذلك كاف بضخ عكسي يرغم المحتكرين على التراجع عن لعبة لسكر.. قهر السكر سيستمر طالما أن الشعب ساكنٌ خانعٌ ل(لعبة السكر).. وكلما أحست جهة بحاجتها لتمويل سريع.. أدخلت يدها في جوال السكر كالساحر لتخرج محشوة بالأموال الطائلة.. ستتراجع الأسعار غداً بإذن الله.. لكن أسبوع.. شهر. شهران.. تعود (لعبة السكر) وتمتص المليارات من جيب المواطن.. ثم تنحسر الأزمة.. لتعود مرة أخرى.. لعبة.. الذي يديرها ويلعبها مصاب بداء (السكر).. حمانا الله وإيّاكم.. التيار