بقلم / شريف آل ذهب [email protected] مع انطلاق موجة الثورات التي اجتاحت المنطقة العربية كان مرتقباً أن يكون السودان ضمن أوائل الدول التي تطالها تلك الموجة ولم يحدث ذلك لعدة عوامل أهمها ضعف تنظيم المعارضة السياسية المتمثلة في الأحزاب وتشرذم المقاومة المسلحة مما أتاح للنظام الحاكم السانحة للالتفاف على نذر الثورة الشعبية الوليدة التي بدأت تتشكل هناك وتفكيك عناصرها ووأدها في مهدها ، وربما كان ذلك التأخير مفيداً لوضع البلاد ريثما تتهيأ الأوضاع فيها بشكل أفضل على الصعيد الداخلي فضلا عن الدولي لا سيما أن الأنظار كانت تتمركز في اتجاهات أخرى في مصر وليبيا واليمن وسوريا . وتقديري أن الظروف باتت مهيأة الآن أكثر عن ذي قبل لبدء موجة التغيير الشامل في البلاد ، لعدة عوامل مساعدة أهمها توحد صفوف المقاومة المسلحة في الميدان ونجاح تجربة ليبيا التي قد تشكل الحافز للمجتمع الدولي لدعم الثورة في السودان . والمطلوب فقط أن تتسارع خطى الثوار قدماً في اتجاه تكملة برنامج الوحدة لتشمل كافة المجموعات المتبقية ، وكما مطلوبٌ كذلك من القوى السياسية بالداخل تحديد مواقفها بشكل لا لبس فيه من هذه الفكرة بحيث أما أن تكون في صف المقاومة فتنضوي تحت لوائها وتنخرط في تنفيذ برامجها لتغيير النظام أو أن يكونوا في صف النظام فيتم التعامل معهم وفق ذلك .