[email protected] بعد طرابلس و باب العزيزية ومن قبله بغداد وقصر صدام الجمهوري لماذا السقوط السريع والمريع لمعاقل الطغاة؟؟!! وسط دهشة الجميع وذهول من يسمون انفسهم بالمراقبين والمحللين السياسين وخبراء الاستراتيجيات الذين كلازا الفضائيات ضجيجا برؤاهم لمدي صمود الطغاة وعواصمهم , سقطت طرابلس الغرب حاضرة ليبيا وعرين الطاغية المتجبر والمتنمر علي شعبه علي مدي اكثر من اربع عقود , سقطت طرابلس في ايدي الثوار في لحظات بعد يوم فقط من المعارك ما لبث ان دك الثوار بعدها عرين الاسد المعروف بباب العزيزية والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقون لا يعلمون. ذات السناريو حدث من قبل مع طغاة سبقوا القذتفي وكانوا اكثر منه قوة وباسا . فقد انهارت بغداد في لمح البصر وفر المستاسد من عرينه القصر الجمهوري هائما علي وجهه حتي تم القبض عليه مندسا في جحر في باطن الارض وهو الذي اهدر اموال شعبه في بناء قصور فارهات صارت الان مزارات للسواح وللشعب العراقي البطل. وايضا فر حسين حبري دكتاتور تشاد حين اجتاحت جحافل الثوار بقيادة الرئيس الحالي ادريس دبي انجمينا فلم يجدوا مقاومة تذكر وسط دهشة المراقبين وعدم تصديق مناصري حبري ودبي علي سواء . وهكذا كانت قصة سقوط برلين معقل الطاغية هتلر الذي انتحر في قبو تحت الارض عند دخول قوات الروس المدينة التي لم تصمد الا قليلا جدا وسط دهشة القادة الروس وحلفائهم . والتاريخ ذاخر بقصص مماثلة كثيرة نكتفي بما اوردناه تمهيدا للسؤال الملح موضوع المقال : لماذا تنهار معاقل الطغاة بهذه السرعة وهم قد ثذلوا كل نفيس وغال في تحصين انفسهم ووقاية انظمتهم من ملاقاة هكذا مصير؟ واين ذهب زبانيتهم وكتائبهم الخاصة التي صرفوا عليها اموالا طائلة تدريبا ورفاهية ورشوة علي حساب رفاهية بل كرامة شعوبهم؟ الاجابة بسيطة جدا ولا تحتاج لمدير معهد دراسات استراتيجية او محلل سياسي او خبير في الشئون الايدلوجية , الي اخر القائمة من مثل هذه المسميات التي يقتات حامليها منها وبها وقد راينا كيف اخفقوا في تحليلاتهم واستنتاجاتهم عندما قالوا بان بغداد لن تسقط في اقل من ستة اشهر فانهارت في اقل من اسبوعين. الاجابة سادتي هي في نقطتين : اولا , انهاك الجيش والمليشيات والكتائب الموالية للنظام في معارك في اطراف البلاد لصد الهجوم القادم وواد الثورة او الحملة في مهدها قبل ان تقوي وتتسارع باتجاع العاصمة حيث عرين الاسد الطاغية . حتي اذا ما انهزم هؤلاء لم تجد العاصمة الا كتيبة او اثنتين لا يقدرون الدفاع عنها , خاصة اذا علمنا ان نفسيات هؤلاء تنهار مع اخبار انتصارات الثوار او الغزاة في حالة العراق والنازية , فتكون النتيجة وقوع العاصمة لقمة سائغة سهلة هينة في ايدي اكليها . ثانيا: وكما يقولون فان السلاح وحده لايقاتل , وانما حامله هو من يفعل , وهذه ان لم يكن له دافع للقتال وان لم تكن له قضية يؤمن بها ويدافع عنها فانه يكون مجرد لحم ودم وعظم خلف بندقيته , خاصة ان كان هو ايضا لحقه شيئ من الظلم والتهميش من النظام القائم كما هو حال غالبية الجنود بجيوش الهالم الثالث فمساكنهم مجرد كراتين ورواتبهم نقطةفي بحور رواتب الضباط , وابناءهم بلا تعليم واسرهم بلا رعاية صحية كافية , وان مات احدهم في ساحات القتال صار نسيا منسيا ووجدت اسرته نفسها فس مهب الريح . ولم يجد وراءه الا نصبا تذكاريا باسم \"الجندي المجهول\" ! اما الضباط الكبار فهم كما يقول المثل \"كاتلين الدجاجة وخامين بيضها\" , فسكناهم الفلل الفاخرة وركوبهم احدث الموديلات من السيارات الفارهة واولادهم في مدارس اجنبيةداخل وخارج البلاد , وان مات احدهم في المعركة , وهذه نادر جدا , فيخلد ذكراه باطلاق اسمه علي ميدان او شارع كبير وسط العاصمة او احدي كبريات المدن , او علي منشاة خدمية كجامعة او مدرسة او مستشفي ! لذلك تجد معظم هؤلاء الجنود اما ينضمون الي الثوار , او يتخلون عن سلاحهم ولباسهم العسكري ويلوذون بالفرار , كما شاهدنا ذلك في ليبيا , حيث يدركون انه لا ينبغي عليهم القتال دفاعا عن ظالم وطاغية حاصة وانه ليس له من حطام الدنيا شيئ يستحق ان يقاتل من اجله , كله للطاغية وال بيته وحاشيته. اذا, لو كان الثوار والشعوب تعلم ان عرين الطاغية سهل تدميره وانهياره بهذه البساطة والسرعة , لهبوا من زمان ولما صبروا وخضعوا لكل هذه الذل والهوان سنين عجاف . محمد علي طه الشايقي(ود الشايقي) امدرمان