هزت انفجارات وإطلاق نار العاصمة الليبية طرابلس خلال الليل مع انتفاض معارضي الزعيم الليبي معمر القذافي بالعاصمة، معلنين هجوماً نهائياً لاسقاطه بعد وصول حرب بدأت قبل ستة أشهر أطراف المدينة. وقال القذافي "تم صد هجوم (الجرذان)". وأضاف القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الرسمي الليبي في ساعة متأخرة مساء السبت: "نهنئكم بالقضاء على هؤلاء الجرذان التي انتشرت هذه الليلة وداهمتها الجماهير وقضت عليها". وأضاف أنه يعرف أن هناك غارات جوية، ولكنه قال إن أصوات الألعاب النارية أعلى من صوت القنابل التي تسقطها تلك الطائرات. واندلع إطلاق نار بشكل كثيف بعد حلول الليل. وقال مراسلو "رويترز" في قلب العاصمة إن إطلاق النار هدأ إلى حدٍّ ما بعد عدة ساعات، ولكن استمر سماع أصوات إطلاق زخات من نيران الأسلحة الآلية وانفجارات قبيل الفجر، ما يشير إلى وجود قتال في عدة أحياء. ساعة الصفر وقال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عبدالحفيظ غوقة، إن ساعة الصفر بدأت وإن المعارضين في ليبيا نهضوا. وظهر عبدالسلام جلود الرجل الثاني سابقاً في ليبيا والذي انضم إلى قضية الثوار قبل يوم على شاشات التلفزيون في روما ودعا العاصمة إلى الثورة ضد "الطاغية"، وقال "اليوم تعلنون النصر على الخوف". وأثارت الاشتباكات داخل العاصمة احتفالات ضخمة في شوارع بنغازي بالإضافة إلى مناطق أخرى في ليبيا وفي عاصمة تونس المجاورة. وقال وزير الإعلام في حكومة القذافي، إن توغل المعارضين في المدينة أوقف بسرعة. والتقدم الذي حققته المعارضة الليبية نحو طرابلس -آخر معقل كبير للزعيم الليبي معمر القذافي- أحدث تحولاً في الحرب من خلال عزل العاصمة عن الطريق الرئيسي الذي يربطها بالعالم الخارجي كما يمثل ضغوطاً لم يسبق لها مثيل على القذافي. تصفيق وهتاف وقبل الفجر عرض التلفزيون الرسمي سيف الإسلام نجل القذافي وهو يلقي كلمة أمام ما وصفه بمؤتمر شبابي. وكانت قاعة مليئة بالأنصار تضج بالهتافات والتصفيق بين الحين والآخر لدى إعلان سيف الإسلام إنه سيتم دحر المعارضين. وقال: "التمرد الذي يحصل في ليبيا لن يصل إلى أي نتيجة. لن نستسلم ونرفع الراية البيضاء يستحيل فهذه بلادنا ولن نغادرها". وقال معارض نشط لمراسل ل"رويترز" خارج ليبيا إن القتال ظل محتدماً بعد منتصف الليل حول قاعدة معتيقة الجوية في منطقة تاجوراء بطرابلس وهي منطقة قيل إنها تحت سيطرة المعارضين. وأضاف أن المعارك خلفت عدداً من القتلى في صفوف المعارضين في ضاحية قعدة ومناطق أخرى، بالإضافة إلى ثلاثة جنود على الأقل من كتائب القذافي في منطقة زاوية الدهمانية في طرابلس. وقال أحد سكان طرابلس ل"رويترز" إن رجال الدين الإسلامي في بعض مناطق طرابلس دعوا الناس إلى الانتفاض مستخدمين مكبرات الصوت بالمساجد. وأضاف أن هذا النداء بث مع أذان المغرب وإفطار الناس.