حروف حرة و طمست قبور برشم، الأستاذ محمود، وشهداء رمضان! لنا مهدي عبدالله [email protected] بعد أكثر من ستة وثلاثين عاماً مرت منذ إعدام عباس برشم رمياً بالرصاص من قبل زبانية نميري، ثم إعدام الأستاذ محمود محمد طه في 1985 بعد اتهامه بالردة، ومجزرة رمضان التي تم بموجبها إعدام 28 ضابطاً من زهرة شباب السودان و أبطاله في عام 1990بواسطة حكومة الإنقاذ والتي تمر اليوم السبت ذكراها ال21، لا تزال قبور كل أولئك الشهداء غير معلومة لذويهم و لا للشعب السوداني! تعمد الديكتاتوريات للتعتيم على أماكن دفن من تصفيهم وذلك بغرض تكبيد أهلهم و أسرهم المزيد من المشاق النفسية و التأديب المعنوي والعنت و الألم الإنسانيين؛ ففي معرفة مكان دفن الأحباء سلوى وعزاء! الشهيد عباس برشم كان سكرتيراً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم أيام مجدها في سبعينيات القرن الماضي وخريج كلية الإقتصاد الذي أعدم رمياً بالرصاص بوادي الحمار مع رفاقه من قادة حركة \"حسن حسين\" في عام 1975 وكان برشم اعتلى دبابة صباح انقلاب حسن حسين برفقة الشهيد حماد الإحيمر وأطلق سراح كل المعتقلين السياسيين، شهيد الوطن وحزب الأمة \"عباس برشم\" الذي وقف في وجه الظلم إلى الآن لا يعرف أحد مكان دفنه ومآل جثمانه! الشهيد الأستاذ محمود محمد طه الشيخ السبعيني الذي حاكمه ما يسمى ب\"علماء السودان\"أيام نظام النميري بتهمة الردة والتي نطقت بحكمها \"محكمة المهلاوي\"الشهيرة والصورية في 7 يناير من عام 1985 بقيادة \"المكاشفي طه الكباشي\" مطبق قوانين سبتمبر اللاإسلامية، محمود محمد طه زعيم الإخوان الجمهوريين و مفكرهم، حملت طائرة مجهولة جثمانه بعد تنفيذ حكم \"الموت شنقاً\" عليه في 18 يناير في باحة سجن كوبر و رمى من بالطائرة جثته في مكان مجهول، و حتى اليوم لم يستدل مؤرخ ولا باحث و لا طالب حقيقية على مكان دفنه بالتحديد! أما حركة 28 رمضان فتمخضت عنها مجزرة العصر بكل المقاييس، 28 ضابطاً و 54 جندياً بدون محاكمة، نقلوا \"كحزمة قش\" إلى منطقة المرخيات وصفّوا أمام مقبرة جماعية جهزت خصيصاً لوأد أحلامهم و آمال أسرهم و فرحة صغارهم، و كل ذنبهم أنهم قالوا للظلم \"لا\" و طاوعوا \"شرف الجندية\" الذي لا يستقيم أبداً مع نداءات القهر و ظلامات الديكتاتوريات!! ولم تكتف غربان الظلام بسلب حيوات أولئك الشهداء ،بل سلبت من أهلهم حق تلاوة القرآن على قبورهم، حرم أهلوهم ضم تراب تلك القبور عله يطفيء حرقة \"حشاهم\"، حرم أهلوهم حق مناجاتهم حين تحاصرهم كروب الزمان و إحن الدنا، فأي قسوة!! الدعوة الآن ملحة لأن يُستصرخ الشرفاء من كل حدب و صوب ليطالبوا بمعرفة مكان قبري الشهيدين عباس برشم و الأستاذ محمود محمد طه و شهداء حركة 28 رمضان، و من ثم القصاص لهم، فما ضاع حق وراءه مطالب!! مع محبتي؛