بالمنطق يَا شَيْخَنَا قُوْل بِسْمِ اللهِ ..!! صلاح الدين عووضة [email protected] * قبل فترة اشتكى الشّيخ أبوزيد محمد حمزة من أنّ علماء السُّودان لا يُستشارون إلا في قضايا الحيض والنّفاس والعدّة .. * وقال ما معناه أنّ الحكومة لو استشارت العلماء هؤلاء في القضايا (الكبيرة) لسلكت الدّولة طريق التّطبيق الصّحيح لأحكام شرع اللهِ .. * وإفادات الشّيخ أبي زيد هذه جاءت في سياق استطلاعات صحفيّة على خلفية (عتاب رقيق !!) من تلقاء العلماء إزاء ما قالوا إنّه (قُصور) في الجوانب (العمليّة) للمشروع الإسلامي الإنقاذي .. * ولكن أبا زيد هذا (ذات نفسه) جاء بالأمس ليقول إنّ على المعارضة أن تقف إلى جانب الحكومة التي تُنادي بالشّريعة .. * ثم يمضي كبير جماعة أنصار السُّنة المحمديّة قائلاً : (أتمنى أن يحكم الجيش السّودان لأنّ العسكريين كلامهم واحد وما عندهم لَوْلَوْة) .. * ونسي الشّيخ أن كبير الجماعة الذي هو أكبر منه أيّ شيخ الإسلام ابن تيميّة هو صاحب مقولة (إنّ اللهَ لينصر الدّولة العادلة ولو كانت كافرة ، ولا ينصر الدّولة الظّالمة ولو كانت مسلمة) .. * فحكومة نميري (العسكريّة !!) هي التي ظلّمت من قبل جماعة شيخ أبي زيد (السُّنيَّة) ضمن من ظلمت وضيّقت عليهم الخناق حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت .. * وبعد أن مضى نميري (العسكري !!) مصداقاً لقول ابن تيميّة بعدم نصر الله للدّولة الظّالمة ولو كانت مسلمة وقف أبوزيد في الميدان الشّرقي بجامعة الخرطوم يقول خلال ندوة لجماعة أنصار السُّنَّة إنّ نميري (كان ثوراً هائجاً) .. * ووصف الشّيخ نميري بالثّور الهائج كان في إطار إجابته على سؤال عن (إحجامهم عن قول الحق) في وجه (السّلطان الجائر) في ذاك الزمان .. * فقد كان سلطاناً جائراً نميري رغم تطبيقه لقوانيين سبتمبر التي سماها (شرع الله !!) .. * وحمد جماعةُ أنصار السنة ربهم أن أراحهم من (الثّور الهائج) وطفقوا يعقدون النّدوات ويتكلمون في التلفزيون ، ويصدرون مجلتهم (الإستجابة) .. * فقد تنفسوا أجواء الحريّة بعد طول كبت وقهر وبطش من نظام مايو (العسكري !!) .. * ولم يتمنَّ أبوزيد وقتذاك أن (يحكم الجيش السّودان) .. * كما لم يتمنَّ أن يفعل الشّيء نفسه الإسلاميون تحت راية (الجبهة القوميّة الإسلاميّة) .. * ف(لو إنت نسيت أنا ما نسيت) اقتباساً من الأُغنيّة الشّهيرة يا كبير جماعة أنصار السُّنّة .. * ففي ندوة أخرى بمنطقة الدُّيوم الشّرقيّة وقف أبوزيد أيضاً يُهاجم أسلاموييِّ الجبهة ويقول أن لا مانع (ديني) لديهم من أن (يكبروا كومهم) بكلِّ من هو غير (مُوحِّدٍ) من النَّاس .. * وقال بالحرف الواحد ناسباً الكلام لجماعة الجبهة الإسلاميّة : (إنت بتعبد فلان ؟ تعال ، إنت بتعبد الشّيطان ؟ برضو تعال ، إنت بتعبد القرد ؟ تعال ما في مشكلة برضو) .. * والآن السّودان يحكمه (الجيش !!) وجماعة (إنت بتعبد القرد ؟ تعال !!) .. * يعني الجهتين اللّتين لم يكن يتمنى شيخنا أبوزيد أن يرى أيّاً منهما تحكم البلاد .. * أيّ أنّه هو نفسه لا مانع لديه من الرُّضوخ لنداء (تعال !!) مثله مثل عَبَدَة الشّياطين والأفراد والقُرود .. * ثم كانت مكافأته على هذه (الإستجابة !!) وقد كانت مجلة جماعته اسمها (الاستجابة !!) أن صار يُستشار في أمور الحيض والنّفاس والعدة .. * فهو كُلّ الذي يهمه أنّ (الحكومة تُنادي بالشّريعة !!) .. * ونسي حديث (شيخه) ابن تيميّة عن شروط نصر الله للحكومات .. الجريدة