بقلم / ايليا أرومي كوكو [email protected] و انا اتابع اخر مستجدات تتداعي الحالة الصحية لفناننا الكبير الانسان العظيم زيدان ابراهيم علي النت و في المنتديات الالكترونية . كنت ابحت عن بوست ورد قبيل اسبوع في منبر سودانيات العام بعنوان ( في ذمة الله الفنان زيدان ابراهيم ) . اختفي هذا البوست من سطح المنبر فجأة لكثرة العليقات التي استهجنت وروده عن غير قصد او سوء نية بحق رجل كبير لا يزال علي قيد الحياة و هوطريح فراش المرض بالقاهرة . فقد علق أخر المعلقين علي هذا البوست بلغة القذافي ( سنلاحقك زنقه زنقة حله حله وزقاق زقاق ). و أظن و بعد الظن أثمن ان أختفي البوست جاء و تم جراء هذا الوعيد الناعم المبطن بالاتهام بدون تهديد . الا رحم الله الفنان الانسان العظيم زيدان ابراهيم بقدر اسهاماته الكبيرة جداً في دروب الفن و الادب و بقدر اسهاماته في القيم الانسانية العظيمة ذوقاً نبيلاً . فقد قدم العظيم زيدان ابراهيم للوطن والانسانية فن غنائي راقي ارتفع بالذوق السوداني العام الي مرافيء الاستماع الرفيع لفن الغناء في السودان و الجوار الافريقي . اذ صدحت خنجرته الذهبية باغنيات راقية استوديهات هنا أم درمات وما يطلبه المستمعون في اذاعات اديس بابا و اسمراء و أم جمينا الي النواحي البعيدة في غرب افريقيا معطياً انموذجاً للبعد الانساني في الموسيقي و الغناء حيث تنتفي الفواصل و الحدود محطمة الجغرافيا و اللغة . استطيع الان بأن افخر بأنني واحد من ملايين السودانيين المعجبين بفن و غناء الفنان الكبير زيدان ابراهيم . أن كلمات و موسيقي و صوت الفنان زيدان ابراهيم لحظة وقعها في الاذن تخترق الوجدان و تسمو بالانسان حيناً روحاً و بدناً . اذ تأسره و تأخذه الي عوالم تسبح بالمشاعر و الاحاسيس الجميلة الي دنيوات بعيدة حالمة لا تسبر غورها قيود الزمان و المكان المحددين . ذلك لان أوتار زيدان تناجي و تناغم الابعاد العميقة في الانسان متوغلة في النفس و مدغده الروح و هي تلامس بأنامل كلماتها السرمدية . اتذكر جيداً و نحن طلبه بمعهد و المقبول لعلوم الارض ذلك في منتصف ثمانينيات القرن المنصر . اذكر ان الاتحاد خطط لدعم صندوقه بالمال وقتها كانت فكرة دعم صناديق الطلاب تجد رواجها من خلال الحفلات الخيرية التي يحييها الفنانين ليكون حصيلتها لمصلحة الطلاب . انذاك كانت نجمة الغناء الراقص الفنانه حنان بلوبلو تعانق عنان السماء درجة تراجع معها أسهم و ايرادات شبابيك الفنانين الكبار ( وردي الكابلي وود الامين ) . هذا كما تراجع الجمهور كثيراً عن ارتياد تلك الحفلات التي يحييها كبار الفنانين مما أجج في أحتقانهم الجمهوري و زاد في ارتفاع وتيرة غيرتهم و أعني هنا ان الفنانيين الكبار في وقت من الاوقات غاروا غيرة من الفنانات والفنانين الصغار لينداح خلالهم اسطوانه محاربة الغناء الهابط و بأيعاز منهم . فكر اتحادنا في احياء حفل خيري بالفنانه ذات الثقل الجمهوري و الايراد المادي الكبير الفنانه حنان بلوبلو . لم تعجبني الفكرة فكتبت في منتدي النشاط الطلابي رافضاَ فكرة احياء حفل طلابي خيري بواسطة فنانة يقال عنها بأن غنائها هابط و كله رقيص و اظهار للمفاتن بالرقيص المثير الخطر ( اللحم دا و الشحم دا مالو زي دا ) .تراجع الاتحاد عن فكرة أحياء حفلة بالفنانه بلوبلو مضحياً بالمادة مقابل الذوق .. كان زيدان ابراهيم كما أسلفت خيراً بأنسانية سباقاً اريحياً حاتمياً في تعامله مع الطلاب متجاوباً مع أنشطتهم الخيرية فقد كان دائماً بحكم طبعه الخلاق الباش المبتسم المتواضع لا يرفض من يأتيه اياً كان لعمل ما ملتمساً منه الخير و العون . أحياء زيدان ابراهيم حفل معهدنا الخيري بحديقة الجندول علي ضفاف النيل من الغرب عند شاطيئ الموردة قبالة جزيرة توتي من الشرق عند ملتقي مقرن النيلين .. كانت أمسية من اجمل أمسي أم درمان وقتذاك في تمام الديمقراطية الثالثة و انتشينا و انشرحنا في تباريح الهوي مع زيدان ابراهيم ليلة من الف ليله . لست علي يقين من حصيلة و دخل صندقنا من الحفل مع تأكيدي بأن الايراد كان أقل بكثير من الذي كنا سنكسبه من شباك الفنانه حنان بلوبلو مع فارق الانتشاء و الانشراح و درجة السمو بالروح و الوجدان. اتذكر ايضاً أنني عاودت الفنان زيدان ابرهيم الذي كان طريح السرير الابيض بمستشفي المناطق الحارة في أم درمان . ذلك عندما داهمته وعكة كانت شديدة البأس علي صحته و قد مناه الله منبعدها بالصحة و العافية و الجمهور الغفير المحب . قبيل من نحو عامين يقل او يزيد سرت شاعة في المنتديات الالكترونية بوفاة زيدان ابراهيم كذبت الشائعة و عاش زيدان لمحبيه زمناً أخر . نسأل الله الرحمة و الغفران لفناننا العظيم زيدان ابراهيم بقدر ما قدم و أسهم ابداعاً رائعاً أطرب خلاله أذننا المرهفا فناً أصيلاً و موسيقي عبقرية . لله ما أعطي لله ما اخذ زيدان ابراهيم في الخالدين