ما بلاش يا ( سونا) ! حاتم المدني [email protected] الخبر ربما مر على القراء من دون أن يعقد حواجبهم بالدهشة لكني وجدته \"خبلا\" محبط صدوره من مؤسسة إعلامية ، واشبه بثرثرة \"حماة امام اهل زوجة إبنها\" و هذه الحالات اعتبرها سقطة مدوية لانها تثير تساؤلات حول مصداقية مصدره خاصة وقد أصاب في مقتل مصداقية ناشره بسبب محاولته تأكيد إدعائه، وقد ورد كالأتي على لسان مجلس إدارة وكالة السودان للانباء ( سونا ) برئاسة الفريق الفاتح الجيلي المصباح قال فيه : ( أن 85% من المعلومات التي تداولتها أجهزة الإعلام الداخلية والعالمية خلال الشهور الماضية عن السودان كان مصدرها وكالة السودان للانباء(!. عزيزي القارئ ببساطة أفتح صفحة موقع البحث غوغل في متصفحك وإختار صفحة الأخبار ثم ضع إسم السودان في خانة البحث ثم أحسب أي عدد من نتائج البحث التي وردت من وسائط المؤسسات الاعلامية التي أمامك وراجع مصدرخبرها ثم احسب بعملية حسابية بسيطة النسبة المئوية من العدد الذي إخترته التي كان مصدرها الخبري المباشر عن السودان هو وكالة (سونا) للانباء!؟. ربما مجلس وكالة السودان للانباء يعيش في الخيال الافتراضي او في مرحلة (بناء كبري بوتسودان –جدة الطائر)، اما في الواقع فالنسبة المئوية من خلال بحثي يوم صدور هذا التصريح لم تتعدى 1.06% للاخبار التي ظهر فيها إسم السودان مقترنا مع اسم (سونا) للعام 2011 او حوالي 292 خبر من ضمن 27300 خبر حتى اذا ما تغاضينا ان بعضها اشارة للاسم فقط بالنسبة للوكالة او أن الاشارة لأسم السودان تم في خبر يقترن بالتناول وتغاضينا هنا عن تكرار نتائج البحث ، نجد كذلك من خلال الاختيار عشوائياً من ضمن اول خمسون خبراً من نتائج البحث أنه لم تكن (سونا) مصدر 0% منها كذلك بالنسبة للاخبار الواردة للشهر الحالي لم تتعدى 145 خبر نقلت وسائط الاخبار العالمية فيه مضمون تصريح كان نقلا عن (سونا) من ضمن نتائج بحث قدرها 3230 خبر اي بنسبة 4.4% من الاخبار في وسائط الإعلام العالمية من خلال اضافة اسم وكالة الانباء مع إسم السودان في خانة البحث واختيار الفترة الزمنية المحددة. حتى تلك النسبة الضئيلة التي كانت (سونا) مضمنة كمصدر ثانوي في الخبر أتى سبب النقل عنها لتضمينه في الصياغة له وكان سبب معظمها تصريح مسؤل سياسي نقلا عنها، و لم أجد حتى 0001% من أيا من هذه الاخبار التي نقلت عن (سونا) خبر كامل او فحواه معلومة مهمة لها قيمة مصداقية عن او حول السودان احتاجتها وسائط الاعلام الناقلة ضمن أخبار غير سياسية او ليس بها تصريح مسؤول سياسي. ولنقل أنني مخطئ في حساباتي هنا وأن 85% من الانباء العالمية حول السودان الواردة أمامي مصدرها الحقيقي سونا كما إدعت!، اليس ذلك مخجلا أن الاعلام المحلي إنتقائي لايعتد بما تورده لأنني لم الاحظ نقله للاخبار التي ادعت سونا إنها هي مصدرها هنا وتخاطفتها منها مؤسسات الاعلام الدولية كحقائق عن مايدور بالسودان !!، قطعا شيئ محير ان تكون(سونا) مصدر كل هذه الاخبار وتخفيها عن إعلامها الداخلي فهي رغم إدعائها وحسب تعريفها بنفسها بموقعها على الانترنت انها (تغطي اخباريا كافه الأنشطة والأحداث على مدار الساعة عبر مراسليها المنتشرين فى رئاسات الولايات ومناديبها في كافه المحليات) !! على الرغم من هذا لم تعرف بعد أخبار نزوح 25000 من مواطنيها سيرا على الاقدام اطفالا ونساء وشيوخ لمدة سبعة أيام من دون مشرب او زاد خلال الشهر الحالي وتكرمت بأن تمد به الاعلام المحلي او الخارجي اوتنوره بمأساتهم عسى أن تنقذ مواطن واحد تمثله ويدفع اجر جيشها من المراسلين!؟ ولايفوتني هنا ان أتسأل أيضا أيا من الموقعين بشبكة الانترنت هو الموقع الرسمي لوكالة السودان للأنباء (سونا) فاحدهم يحمل إسم النطاق suna-sd.net والاخر يحمل إسم النطاق sunanews.net السبب في ذلك ليس تحري مصدر خبري الذي أوردته فذلك كان ضمن رسالتها لاقناع الدولة بضخ ميزانية أكبر لها!!، وإنما تساؤلي في هذه الحالة لمراجعة حسابات نتائجي اعلاه التي ربما تحتاج القسمة على أكثر من إثنيين!! أتمنى من العاملين او القائمين على هذه المؤسسات الاستفادة من الملاحظات التي ترد حول أدائهم فغني عن القول أن الاعلام هو مهنة إيصال المعلومة الحقيقية وعلى هذا المنوال وكالة الدولة الاعلامية هي وسيط مصدر المعلومات من مؤسسات الدولة واليها ومفترض لها أن تكون مرآة لمستوى الشفافية والنزاهة في هذه المؤسسات ومكان ثقة في تقديمها لها والحصول عليها من خلال إيصال المعلومة الصرفة المحقق منها لتكسب مصداقيتها وتصبح مصدر معلومات لغيرها. حاتم المدني* [email protected]