العصب السابع إنها الشرارة..!! شمائل النور البرنس، هذا الأمير المترف، حباه الله نعمة يحسده عليها أشراف القوم وأغنياؤهم، يتعاطى البرنس يومياً كيلو من اللحم ودجاجة، بالإضافة إلى \"10\" علب من الزبادي ومربى، وطبيب خاص يعتني بصحة البرنس، لأن صحته أهم من صحة كل الشعب، وإن استدعى الأمر يُمكن أن يُنقل البرنس إلى العلاج خارج مصر وعلى نفقة الدولة، كان هذا يحدث والشعب المصري يقتله الجوع، بعد أن بلغ كيلو اللحم 50 جنيهاً مصرياً، وللذين لم يتعرفوا على البرنس، هو كلب الرئيس المخلوع حسني مبارك.. نعم هو الكلب لكنه ليس ككل الكلاب.. مظاهر التنعم الزائف بأموال الشعب والتي كشفتها الثورة المصرية بعد تنحي مبارك، أثبتت للعالم كله أن الثورة المصرية أشعلها الجوع أولاً قبل كل شيء، نعم هذه المعلومات الموجعة تكشفت للناس بعد تنحي مبارك، لكن الأمر لم يكن يحتاج إلى كثير من الدهشة، فالضيق والضنك الذي وصل إليه حال الشعب المصري، كان من الطبيعي أن يقابله ترف في مكان ليس مكانه حتى يعلم الشعب المصري أين تذهب أمواله وهو يشكو الجوع، وكان من الطبيعي إن انكشف هذا الأمر البجح قبل الثورة لكان سبباً رئيسياً لإشعال شرارة الثورة المصرية.. لكن منها نستفيد ونتوقع كل السيناريوهات. رغم إنهيار الجنيه المصري خلال السنين الأخيرة إلا أن الثورة عندما إشتعلت كان الوضع الاقتصادي مستقر، ورغم الاستقرار الاقتصادي هذا إلا أن الشعب المصري خرج إلى الشارع بسبب الجوع أولاً، الآن الشعب السوداني يعيش حالة من الذعر لم تمر به منذ سنين، قيمة الجنيه تتزحزح بصورة مقلقة وغير مطمئنة ولو أنه استقرّ على رقم محدد حتى لو كان مبالغاً فيه فإن الوضع يشير إلي استقرار لكن التزحزح هذا هو الكارثة.. خروج الشعب إلى الشارع له أكثر من سبب، فالشعب الذي لم يخرج لتشظي البلد سوف يخرجه الغلاء المتزايد بشكل يومي، والشعب يعلم أن هناك مئات من صنف البرنس يتنعمون بأموال الشعب والشعب جائع، ثورة الجياع لن تحتاج إلى أحزاب معارضة بل لن تنتظرها، الجوع قادر على كل شيء، لكن الحكومة يبدو أنها لا زالت في غيبوبتها، نظرية المؤامرة قائمة عندهم حتى بعد توفر كل المعطيات الواقعية والمنطقية التي تجعل كل الشعب يخرج للشارع، هل يا ترى تتصور الحكومة أن الشعب هذا يعيش معيشة \"البرنس\" أم هل تعتقد أن هذا الشعب قادر أن يواجه هذا الغلاء حفاظاً على هذا النظام من السقوط لأنه نعمة من الله.. المظاهرات التي خرجت في مناطق مختلفة بالسودان وعلى رأسها مظاهرات بري لم تهتف إلا للغلاء الذي طحن المواطنين، رغم إيمان كبار قادة الحكومة بأن المظاهرات خلفها يقف شيوعي، أو مؤتمر شعبي أو حركة شعبية، هذه تأويلاتهم، لكن الواقع ينبئ بأن الغلاء إن استمرّ فالمؤكد أن الشعب كله في الشارع، فسلوا أي مواطن عن الغلاء، سوف تسمع ما يكفي من السب والسخط والشتيمة، إنها طاقة الغضب عندما تنفجر لن تتوقف، فلتبقَ الحكومة على تأويلاتها وإيمانها القاطع بنظرية المؤامرة، ولترمِ غضب الشارع وسخطه على ظهر تحالف جوبا أو غيره، لكن مصيرها سوف تتفاجأ.. هناك ألف سبب للخروج إلى الشارع، لكن الخروج لسد الجوع ليس هو كالخروج لأجل الحريات. فهل لنا ألاّ نسمع الآن لقد فهمتكم. التيار