.. والشكر لكل من تفاعل مع مشكلة فصيلة الدم النادرة بقلم /عمر حمدان إبراهيم [email protected] نعم نحن أمام حادث مؤلم ، وأمام مريض مصاب بكسور في كل أنحاء جسده ، ولكن ذلك لا يمنعنا من أن نحني هاماتنا للشعب السوداني العظيم الذي ظل يقدم لنا الدرس تلو الأخر عن كل ما هو جميل ونبيل يحكي أصالة وعظمة هذا السوداني ايمنا حل وكيفما ما كانت الطريقة التي لفظ بها إلي المنافي والأشتات . عندما أعلنا عن حالة الأخ إدريس بدر جراء الحادث المروري الذي وقع له بمدينة الدمام شرق السعودية وحاجته للتبرع بالدم لان فصيلة دمه نادرة ( O ) انهالت علينا الاتصالات من كل أنحاء المملكة من أشخاص لا تربطنا بهم صلة قرابة ولا معرفة ، بالأمس وحتى صباح اليوم تلقينا ما لا يقل عن 70 اتصال هاتفي من إخوة سودانيين من كل بقاع المملكة شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ، الكل يسأل عن حال المريض . الكثير من الإخوة الأخوات اكدرا لنا أن فصيلة دمهم ليست مطابقة لفصيلة دم المريض ولكنهم علي استعداد للتبرع حتى يتم استبدال دمهم بالفصيلة المطلوبة ، بعض الإخوة اتصلوا من مدن بعيدة عن المنطقة الشرقية للسؤال عن حال المريض ، وعن إمكانية إيصال دمهم إليه ، احد الإخوة من الرياض وأخر من جدة عرضوا السفر إلي الدمام للتبرع والعودة إلي عملهم ، وأخر من رأس تنورة فصلية دمه غير مطابقة ولكنه كان يتصل رأس كل ساعة وقام بعملية استنفار للسودانيين برأس تنورة ، احد الإخوة بمكة المكرمة تجاوز مسألة التبرع بالدم وسألني عن الأوضاع المادية للمريض ، ومن خميس مشيط وتبوك ورفحا وكل المدن السعودية كانت هناك اتصالات وأسئلة . هذه الوقفة الرائعة والمؤازرة الكريمة جعلتني اشعر بأنني لست وحدي هنا ولست غريبا في هذه البلاد فكل السودانيين أهلي وكلهم وطني ، وتعلمت بالأمس وصباح اليوم أن الشعب السوداني الذي اعتقد الكثيرون أن الجمال قد ؤود في دواخله وان القيم النبيلة قد تبخرت من وجدانه ، تعلمت أن كل ذلك محض افتراء ، وان هذا الإنسان الأسمر الجميل هو ذات الإنسان الكريم والأصيل والنبيل ولم تطال يد الزمن معدنه بعد . لا أريد ذكر أسماء ولكن الواجب يحتم علي شكر الأخوين عبد الرحمن عبد الله محمود والأخ السنى فتح الرحمن عبد الله من مدينة الدمام واللذين تبرعا بالدم للأخ إدريس بدر وذلك يوم أمس ، فكلا الرجلين لا تربطهما علاقة ولا سابق معرفة بالمريض ، كل الذي حدث قرءوا النداء علي النت وتفاعلوا مع الحدث ، الأخ عبد الرحمن من دنقلا والأخ السني من بحري والأخ إدريس من سرف عمرة بشمال دارفور ومع ذلك جمعت هذا الخليط كلمة \"أنا سودني\" الم اقل لكم إن هذا الشعب جميل حد الجمال . اطمئن الجميع بأن كمية الدم المطلوبة قد تم الحصول عليها بل وقد حصلنا علي دم أكثر من المطلوب وسوف تجرى العملية يوم غدا الأربعاء ، والشكر موصول لكل من تفاعل مع المشكلة وكل من اتصل أو سأل ، كما نشكر الزملاء في موقع الراكوبة اللذين جعلوا هذا ممكنا ، ونسألكم الدعاء للأخ إدريس ولكل مرضى المسلمين .