. [email protected] لم يتركوا لأهل السودان مجالا الا وأفسدوه، حتى المجال الذى يحقق لهم الفرحه من وقت لآخر والتى نسوها ومنذ اليوم الذى أصبح فيه أجتماع الأسر والأصدقاء على كباية شاى (ساده) فى وقت العصريه من سابع المستحيلات، بسبب ضنك المعيشه وصعوبة الحياة وأنشغال كل فرد سودانى ولهثه اليومى من أجل توفير لقمة عيشه وتعليم اطفاله .. هذا فى العاصمه فكيف هو حال الأطراف وأهل الهامش والنازحين والمشردين فى غرب السودان وشرقه؟ والفاسدون فى كل يوم يتطاولون فى البنيان ويمتطون السيارات الفارهه، ويعبون من مال الحرام، رغم ذلك تسمعمهم يكبرون بصوت عال وكأنهم (صحابة) العصر، ويهللون وكأنهم ملائكه مطهرون، سمح لهم بالحديث! هذا النظام الفاسد من أجل تشديد قبضته على رقاب الوطن والمواطنين ومن أجل تشبثه بالسلطه، اشترى كل رخيص و(أرزقى) يمكن أن يبيع ضميره بالمال أو الوظيفه. أفسدوا .. جميع مجالات الحياة السودانيه (سياسيه/ اقتصاديه/ أجتماعيه) الخ .. وقد رصدنا ورصد غيرنا ووثقنا ووثق غيرنا العديد من أوجه ذلك الفساد الذى ازكم الأنوف .. ولم تكفهم الهيمنه على تلك المجالات وحدها، فأتجهوا الى مجالي (الفن والرياضه) بعد أن أعلنوا فى بداية ايامهم أنها خارج حسابتهم واهتماماتهم وأولياتهم، ففى ذلك الوقت كانت الأوليات (للجهاد) الكاذب، ولنفراته التى أثرى البعض وأغتنى وبنى القصور من شاحناتها المحمله (بالبصل) والتمر والمتجهة لقتال الجنوبيين فى اراضيهم! وبعد أن شبعوا من عائدات (نفرات) الجهاد وترهلت بطونهم و(هزموا) فى ميدان القتال وعادوا للسلام (صاغرين)، كذلك عادوا لمجالات (الفن) و(الرياضه)، فالفاسد لايغلب فى تحقيق مآربه الدنيويه .. أقتحموا المجالين (بدبابيهم) وحملة (السيخ) الذين اصبحوا يتحدثون عن (الثقافه) ووجوهم (مصرورة) تعكس اللؤم مهما حاولت أن تظهر الطيبه والبساطه والسماحه وغرسوا ازلامهم داخل تلك المؤسسات الأبداعية، وكأنهم أقسموا الا يتركوا مجالا للشعب السودانى يحقق لهم الفرحة من وقت لآخر، حتى يضموه الى مملكتهم المترهله الفاسده. وبعد أن صمت صوت برنامج (ساحات الفداء) المحرض على القتل والأباده، ظهر بعد (السلام)، منتجا لبرامج و(مسلسلات) تكلف ملايين الدولارات مموله من خزينة الدوله ، دون أن تترك اثرا. وخلال ذلك أو بعده أتجهوا نحو مجال (الرياضه) وكرة القدم خاصة. فبدأوا بنادى المريخ الذى كان يعانى من صعوبات ماليه وهو أحد أكبر الأنديه السودانيه فغرسوا فيه أحد أزلامهم المقربين (للرئيس) وتمكن بماله (المجهول) المصدر والذى تدور حوله الكثير من الشبهات، من احكام قبضته على ذلك النادى حتى اصبح الكثيرون خاصة (الأرزقيه) يسبحون ويكبرون بحمده ولا يستطيع اى شريف ينتمى الى ذلك الكيان أن يحاسبه أو ينتقده مهما اخفق ومهما تدنت النتائج وتساقطت القيم، فهو يبذل المال وينفقه يمينا ويسارا بلا حساب، ولا أحد يعرف مصدر امواله ومن أين هبطت عليه فجأة. وكل شريف تجرأ ونطق بكلمه خرج عليه الأرزقيه والطبالون والمستفيدون ينالون منه ومن سمعته ، دفاعا ومساندة لمالك المال السائب! ومن أجل أن ينتصر الباطل على الحق اشتروا ذمم عدد من الصحفيين والأعلاميين وأسسوا حاشيه ضخمه من بينهم، حتى وصلت درجة العماله والأرتزاق أن يتبنى (صحفى) رياضى لامع، فكرة رفع علم (الوطن) التى نبعت من اجهزة الأمن والمخابرات يوم انفصال الجنوب العزيز بدلا من تنكيس ذلك العلم واعلان الحزن والحداد! وللأسف ذلك المال لم يفد نادى المريخ فى شئ ولم يعمل على تطويره اللهم الا اذا كان تشييد الحيطان أهم من بناء الأنسان، وخسر نادى المريخ جميع البطولات التى شارك فيها داخليا وخارجيا رغم انه كان يضم فى كل عام 8 اجانب تدفع لهم ملايين الدولارات منهم المجنس ومنهم المحترف الذى لا يرغب فى جواز سودانى اصبح الحصول عليه أهون من أستخراج رخصة قياده لمواطن بسيط يحتاجها لكى يوفر لقمة عيش شريفه لأبنائه. ثم فجأة ظهر على السطح شاب (دعى) اوكل له أمر الشباب والناشئين وبناء الاستادات بالعشرات، ويد (الرئيس) تشاهد على الفضائيات موضوعة على كتفه فى كل لقاء أو خطاب يلقيه وكأنه (اسامة بن زيد)، ثم أختفى ذلك الشاب فجأة من المسرح الرياضى وبمثل السرعة التى ظهر بها، ولا ندرى هل تم الأستغناء عن خدماته وفق نهج (الستره) أم ما خفى أعظم ! ثم تمكنوا من الأتحاد العام وغرسوا فيه أزلامهم كذلك، ووصل الى قيادته من لا يصدق حتى الآن بأنه أصبح رئيسا للأتحاد العام السودانى لكرة القدم، ولم يكتفوا بذلك فأتجهوا لنادى الهلال الذى كان عصيا عليهم لفترة من الزمن وكذلك فعلوا به ما فعلوا من قبل بنديده المريخ وبالضلع الثالث (المورده). وللأسف وبعد هذا الأقتحام (الأنقاذى) لمعظم الأنديه الرياضيه أصبحت سمعة السودان فى المجال الرياضى فى الحضيض ونتائجه (صفر)! فهاهو حكم المباراة الجزائرى الذى ادار آخر مباراة للهلال، يسقط بلكمه من يد رئيس نادى الهلال الذى منحوه بطاقة المؤتمر الوطنى، وساعدوا مجلسه فى الوصول لقيادة دفة الهلال عن طريق انتخابات شبيهة بالأنتخابات البرلمانيه (المزوره) بنسبة 99 %، وقد شهد الكثيرون بأن تلك الأنتخابات شارك فيها عدد كبير من أفراد القوات النظاميه من أجل ترجيح كفة مرشحى المؤتمر الوطنى. وكانت النتيجه، تلك الحادثه التى لا تشبه الهلال وتاريخه ولا تشرف أى رياضى سودانى. ثم تلت ذلك فضيحة (الحضرى) الذى اصبح يبشع بالمريخ ويهينه ويسخر منه على القنوات الفضائيه، ويظهر تنكره لناد اعاده من جديد للملاعب، ويكفى الحديث الذى قاله وكيل اعماله، وبأنه أستلم من رئيس نادى المريخ مبلغ 10 الف دولار دون أى مستند! وماذا يعنى هذا الكلام؟ للأسف لو كانت الرياضه تدار بأهلها غير (المسيسين) و(المتأدلجين)، لما صمت مسوؤل عن هذه التجاوزات التى وقع فيها رئيس الهلال أخيرا، وظل يقع فيها رئيس نادى المريخ (المدلل) من السلطه منذ أن غرس فى هذا المجال. الا تكفى اهانه واساءة للسودان أن يعلن (وكيل) الحضرى قبل انتقاله للمريخ ، بأنهم سوف يتحائلون على القوانين السودانيه، وأن رئيس نادى المريخ (واصل) ويستطيع أن يفعل كل شئ فى يوم؟ ومن يكشف لنا ذلك التحائل الذى حدث؟ رحم الله الرموز القديمه التى دعمت المجال الرياضى والأنديه السودانيه من مالها الحلال، لا من مال الدوله ودافع الضرائب، ورغم ذلك لم تتحقق سوى السمعة القبيحة والنتائح المتدنيه.