لم يتركوا لأهل السودان مجالا الا وأفسدوه، حتى المجال الذى يحقق لهم الفرحه من وقت لآخر والتى نسوها ومنذ اليوم الذى أصبح فيه أجتماع الأسر والأصدقاء على كباية شاى (ساده) فى وقت العصريه من سابع المستحيلات، بسبب ضنك المعيشه وصعوبة الحياة وأنشغال كل فرد سودانى ولهثه اليومى من أجل توفير لقمة عيشه وتعليم اطفاله .. هذا فى العاصمه فكيف هو حال الأطراف وأهل الهامش والنازحين والمشردين فى غرب السودان وشرقه؟ والفاسدون فى كل يوم يتطاولون فى البنيان ويمتطون السيارات الفارهه، ويعبون من مال الحرام، رغم ذلك تسمعمهم يكبرون بصوت عال وكأنهم (صحابة) العصر، ويهللون وكأنهم ملائكه مطهرون، سمح لهم بالحديث! هذا النظام الفاسد من أجل تشديد قبضته على رقاب الوطن والمواطنين ومن أجل تشبثه بالسلطه، اشترى كل رخيص و(أرزقى) يمكن أن يبيع ضميره بالمال أو الوظيفه. وبعد أن صمت صوت برنامج (ساحات الفداء) المحرض على القتل والأباده، ظهر بعد (السلام)، منتجا لبرامج و(مسلسلات) تكلف ملايين الدولارات مموله من خزينة الدوله ، دون أن تترك اثرا. وخلال ذلك أو بعده أتجهوا نحو مجال (الرياضه) وكرة القدم خاصة. فبدأوا بنادى المريخ الذى كان يعانى من صعوبات ماليه وهو أحد أكبر الأنديه السودانيه فغرسوا فيه أحد أزلامهم المقربين (للرئيس) وتمكن بماله (المجهول) المصدر والذى تدور حوله الكثير من الشبهات، من احكام قبضته على ذلك النادى حتى اصبح الكثيرون خاصة (الأرزقيه) يسبحون ويكبرون بحمده ولا يستطيع اى شريف ينتمى الى ذلك الكيان أن يحاسبه أو ينتقده مهما اخفق ومهما تدنت النتائج وتساقطت القيم، فهو يبذل المال وينفقه يمينا ويسارا بلا حساب، ولا أحد يعرف مصدر امواله ومن أين هبطت عليه فجأة. وكل شريف تجرأ ونطق بكلمه خرج عليه الأرزقيه والطبالون والمستفيدون ينالون منه ومن سمعته ، دفاعا ومساندة لمالك المال السائب! ومن أجل أن ينتصر الباطل على الحق اشتروا ذمم عدد من الصحفيين والأعلاميين وأسسوا حاشيه ضخمه من بينهم، حتى وصلت درجة العماله والأرتزاق أن يتبنى (صحفى) رياضى لامع، فكرة رفع علم (الوطن) التى نبعت من اجهزة الأمن والمخابرات يوم انفصال الجنوب العزيز بدلا من تنكيس ذلك العلم واعلان الحزن والحداد! ثم فجأة ظهر على السطح شاب (دعى) اوكل له أمر الشباب والناشئين وبناء الاستادات بالعشرات، ويد (الرئيس) تشاهد على الفضائيات موضوعة على كتفه فى كل لقاء أو خطاب يلقيه وكأنه (اسامة بن زيد)، ثم أختفى ذلك الشاب فجأة من المسرح الرياضى وبمثل السرعة التى ظهر بها، ولا ندرى هل تم الأستغناء عن خدماته وفق نهج (الستره) أم ما خفى أعظم ! ثم تمكنوا من الأتحاد العام وغرسوا فيه أزلامهم كذلك، ووصل الى قيادته من لا يصدق حتى الآن بأنه أصبح رئيسا للأتحاد العام السودانى لكرة القدم، ولم يكتفوا بذلك فأتجهوا لنادى الهلال الذى كان عصيا عليهم لفترة من الزمن وكذلك فعلوا به ما فعلوا من قبل بنديده المريخ وبالضلع الثالث (المورده). وكانت النتيجه، تلك الحادثه التى لا تشبه الهلال وتاريخه ولا تشرف أى رياضى سودانى. ثم تلت ذلك فضيحة (الحضرى) الذى اصبح يبشع بالمريخ ويهينه ويسخر منه على القنوات الفضائيه، ويظهر تنكره لناد اعاده من جديد للملاعب، ويكفى الحديث الذى قاله وكيل اعماله، وبأنه أستلم من رئيس نادى المريخ مبلغ 10 الف دولار دون أى مستند! وماذا يعنى هذا الكلام؟ للأسف لو كانت الرياضه تدار بأهلها غير (المسيسين) و(المتأدلجين)، لما صمت مسوؤل عن هذه التجاوزات التى وقع فيها رئيس الهلال أخيرا، وظل يقع فيها رئيس نادى المريخ (المدلل) من السلطه منذ أن غرس فى هذا المجال. الا تكفى اهانه واساءة للسودان أن يعلن (وكيل) الحضرى قبل انتقاله للمريخ ، بأنهم سوف يتحائلون على القوانين السودانيه، وأن رئيس نادى المريخ (واصل) ويستطيع أن يفعل كل شئ فى يوم؟ ومن يكشف لنا ذلك التحائل الذى حدث؟ رحم الله الرموز القديمه التى دعمت المجال الرياضى والأنديه السودانيه من مالها الحلال، لا من مال الدوله ودافع الضرائب، ورغم ذلك لم تتحقق سوى السمعة القبيحة والنتائح المتدنيه. . [email protected]