[email protected] رغم هزيمة الفريق القومي في عقر داره أمام الغاني، اتفقت الأخبار الرياضية على تأهل فريقنا لنهائيات أمم أفريقيا باعتباره من أحسن ثواني المجموعات. وحين كنت أتابع مذيع البث، خرجت بأن الهزيمة ستدخل الفريق القومي في حسابات معقدة قبل أن يتأهل لهذا الدور، لذلك تعجبت من الإجماع التفاؤلي0 ويبدو أن حدوث التعادل بين غينيا بيساو ونيجيريا جعل الصحافة الرياضية بما لديها من حاسة سادسة تصرح بأن فريقنا صاعد بلا شك رغم حذر البعض تحسباً لما قد تسفر عنه مباراة الجزائر وأفريقيا الوسطى مما قد يربك الحسابات فتتحول الفرحة عندئذ إلى حزن وينطبق علينا ما يقال في شمال الوادي (جات الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح) لكن لحسن الحظ جاءت النتيجة بما يثبت تأهلنا فألف مبروك. وحيث أن الفرح تحقق عبر هذه الكوة الضيقة هل يعني ذلك أننا حققنا إنجازاً نتشدق به؟ فقبل أسابيع وصل فريق الهلال لدور الأربعة عن طريق الصدفة بعد أن هزم أنيمبا النيجيري فريق القطن الكاميروني ليجد الهلال الطريق ممهدا0ً ولأن الوصول لتلك المرحلة كان ضربة حظ، لم يفلح الهلال في استغلالها إذ وقع ضحية سهلة أمام الترجي في مباراة الذهاب علماً بأن الإياب سيكون بدار الترجي وهذه محطة نأمل الخروج منها دون مرمطة0 الآن وقد تحقق لفريقنا القومي التأهل، سيكون علينا مواجهة منتخبات لها وزنها وتفوقها مقارنة بطاقمنا المتواضع، فهل سنرضى من الغنيمة بالإياب حفظاً لماء الوجه أم سنعد العدة بعزم يؤكد جدارتنا. مشكلتنا في أدبيات الرياضة أننا نحاول دائماً تزيين القبيح وتبرير الأخطاء والتفنن في إيجاد الأعذار الواهية لكل خلل يصاحب أداءنا الذي لا يرقي للمنافسة، فتارة نلقي اللوم على التحكيم وتارة أخرى على خطة المدرب وفي كثير من الأحيان تكون المبررات لطول السفر أو رداءة الطقس أو عدم دعم الدولة أو قلة نجوم الفنادق التي نستضاف فيها الخ.. نحن بحاجة إلى مراجعة شاملة لقوانيننا الرياضية التي حصرت التنافس بين فريقين فقط وأدى ذلك إلى خمولهما ومنازلتهما للفرق الأخرى كأنهما يؤديان مراناً لأنهما يعلمان بأن خلاصة المهارات لديهما وحدهما وهي في الواقع مهارات خلقها الإعلام الرياضي بتركيزه على فريقين دون الفرق الأخرى والجمهور بتضخيمه للعروض الباهتة0 ومن الأشياء التي يجب مراجعتها عقود اللاعبين وإطالة أمدها ومنع انتقال اللاعبين بين فرق الممتاز حتى لا تجرد الأندية الغنية الأندية الفقيرة من لاعبيها متى أرادت لتفقدها قدرة المنافسة، وكذلك الحد من الاستعانة بالأجانب لكي تنتهي حدوتة الحضري سافر والحضري جاء وتتوفر الفرصة لبروز إمكاناتنا المحلية وتشجيع الأندية لتبني اللاعبين المحليين عبر الناشئين والأشبال لأن التنافس بين فرق متقاربة القدرات يعطي الرياضة طعماً ويدفع المغمورين للبذل وإظهار الكفاءة لتوسيع قاعدة الفريق القومي بدلاً من اقتصارها على فريقين.