[email protected] لكي لا أكون خارج الشبكة التي تغطي دائرة اهتمام المجتمع الرياضي أو لكي لا أكون كالأطرش في زفة حوار الذين يحلو لهم الحديث في هذا المجال حتى في سرادق العزاء، تجدني أقرا أعمدة النقاد الرياضيين وأتابع بين الفينة والأخرى بعض المنافسات المحلية والخارجية وأحفظ عن ظهر قلب - من كثرة التغطية وتداول وتضخيم الصحف والملاحق الرياضية للناشطين لعباً وإدارة في الوسط الرياضي - كثيراً من أسماء النجوم رغم عدم القدرة على تمييز ملامح أي لاعب عن الآخر خاصة لو رأيت أحدهم خارج المستطيل الأخضر الذي يعيننا قيه المذيع بالتعرف عليهم مع إنهم أشباح متحركة نادراً ما تلمس فيها روح الإبداع والبذل الذي يترك لديك انطباعاً يستحق الحفظ0 وقد شدني قبل أيام ذلك الإعلان المكثف عن مباراة الإياب بين فريقنا القومي ونظيره الأثيوبي لمتابعة المباراة المنقولة حية من أديس أبابا عبر التلفاز رغم انقطاعي عن المتابعة الحية بالسودان لقناعتي التامة بأن ما يظنه البعض فناً كروياً لدرجة الهوس، لا يرقى لمستويات رفيعة أظهرها لاعبو الحقب السابقة التي عاصرنا فيها إبداعهم الواضح وتفانيهم الصادق وحبهم الخالص للرياضة قبل أن تعلو عليها أسبقيات ومطالب أخرى في زماننا الحالي0 لم يكن ما شاهدته من كر وفر رياضي في تلك المباراة يمت بأدنى صلة للفن الكروي إذ انعدمت فيه المهارات الفردية وغابت عنه الروح الجماعية والأداء البطولي في حين ساد التخبط وعشوائية التحرك داخل الميدان وكثرت أخطاء التمرير وانعدمت مهارة السيطرة وعمت عفوية التصويب نحو المرمى على قلته لدرجة مخيبة للآمال التي كنا نتوق إليها لدرجة أنني حمدت الله على عدم الصعود للمرحلة الأعلى حتى لا نشهد عروضاً فطيرة مع صفوة الأفارقة ومهازل نحن في غنى عنها0 وإذا كنا نطمح حقاً في الارتقاء بأدائنا في المستقبل يتوجب علينا بذل الكثير من الجهد الذي يؤهلنا لتمثيل بلادنا لا التمثيل بها على أن لا يخضع اختيارنا للاعبين من فريقي القمة وحدهما0 ومعلوم أن التنافس في كل شيء ينتهي بالفوز عن جدارة أو الهزيمة بشرف ولكن أن تأتي الهزيمة دون أن نقدم بذلاً يذكر فذلك ما يمكن أن ندرجه تحت لافتة التسليم بالدونية والانهزامية التي كانت بادية على أداء اللاعبين فتجرعنا معهم هزيمة بطعم العلقم0 ولعل أغرب ما قرأت بين تحليلات كتاب الرياضة أن اللاعبين جاءوا متأثرين بضياع الأمل في منافسات كأس العالم بعد أن فقدوا نقاطاً عزيزة حصلنا عليها بجدارة لخطأ إداري بتعمد إشراك لاعب موقوف لم يسال عنه أحد حتى الآن، كما كانوا يتحاشون الاحتكاك خوفاً من الإصابة التي قد تعيق مشاركتهم مع أنديتهم الطامحة للظفر بكأس الكونفدرالية0 فإن صح ذلك تكون المصيبة أكبر لأنهم لم يراعوا شعار الوطن الذي يعلو على كل شعار آخر0 وهنا أقول بأن انتصارات الفرق الصاعدة لنهائيات الكونفدرالية بأمل التتويج تحققت بفضل الأجانب الذين من فرط اعتمادنا عليهم أزالوا الثقة من نفوس لاعبينا في حين أن تطعيم الأندية بالأجانب من المفروض أن يدفعهم للاستفادة ويحفزهم لإثبات قدراتهم0 وحقيقة لم أكن متفائلاً بالفوز على إثيوبيا لسببين، الأول انهيارنا في مباراة الذهاب بأرضنا واستقبال مرمانا لثلاث أهداف في وقت وجيز رغم تقدمنا بخمسة مما يشكك في قدرتنا على الصمود، والثاني ما جاء من انتقاد للفريق المضيف بأنه أنزل فريقنا في فندق يقل مستوى عن الذي استضفناهم فيه وبالطبع دائماً ما تكون هذه واحدة من الشماعات التي نعلق فيها الأخطاء هي وشماعات السفر الطويل وعدم الاستقبال الحافل والتدريب في ميدان وضيع وحالات الطقس المغايرة لطقسنا وسوء التحكيم إلى آخر القائمة حتى إذا ما وقعت الهزيمة أرجعنا السبب إلى تلك النواقص0 عليه فإننا بحاجة إلى إعادة النظر في الطريقة التي ندير بها فريقنا القومي بعيداً عن تأثير فرق القمة وثقافة التمجيد العمياء0