.أمريكا [email protected] يقال أن المومن لا يلدغ من الجحر مرتين ..وأن حدث ذلك،أما لغفله وقد لا يترتب علي ذلك ضرر ألا بقدر ما تحدثه اللدغه ،أو لعناد وبقصد أن يلدغ مره أخري وهذا ما يقال فيه (مع سبق الأصرار والترصد ). أن قرار اشتراك أبناء جبال النوبه في النضال مع الأخوه الجنوبيين باسم الحركه الشعبيه لتحرير السودان الأم ،أتي من خلاصه تلاقح الفكر وتقليب الراي بين مكونات العمل النضالي في ثمانينيات القرن الماضي ..وقد حسب قاده الحركه انذاك ذلك الأشتراك نفيرا وشتان ما بين الكلمتين ومعناهما ..استمرت الحرب بعنفوانها وقوتها والتي كتب فيها التاريخ لابناء جبال النوبه جهدهم وبلائهم في القتال ..ولكنهم خرجوا من اتفاقيه وقف الحرب في نيفاشا 2005.م بخفي حنين (المشوره الشعبيه في جنوب كردفان ،والمشوره الشعبيه في النيل الأزرق ) وهذا حصاد ال 22 عام من النضال والكفاح !!!. لماذا قرر أبناء النوبه حمل السلاح ضد انظمه الخرطوم ؟. هل كان القرار لمساعده الأخرين للوصول ألي تحقيق اهدافهم من خلال استغلال طاقات وقوة أبناء النوبه ؟. تنعم الولايات الأخري بالبلاد بالاستقرار وتنعم ولايتنا كل حين وأخر بالنكبات وعدم الطمانينه .فماذا اعدنا لشعبنا ؟.وهل نشركه في اتخاذ القرارات المصيريه التي تمس حياته ،أم اننا نقرر ذلك وما عليه ألا أن يذعن رغم أنفه ...أين البرنامج التعليمي الذي اعدناه،أين الخطط الزراعيه لمواسم الخريف ..أين البرنامج التنموي والنهضوي ...أين الصحه والخطط للتنميه الاجتماعيه ...أين برنامج اعاله أبناء واسر الشهداء ...أين النموذج الذي ينتظره مواطنونا الذين نقرر نيابه عنهم ؟؟؟.كيف ومتي ينزحون ،يعتقلون ،يحيون أو يموتون ؟؟. ألم تك تلك الست السنوات العجاف بين الحرب الأولي 2005 م والثانيه 2011 م .كافيه ليري الأخرون النموذج الذي نسعي وننادي لبناء المنطقه خاصه والسودان كله به ؟؟.أو قل لنقنع قواعدنا بان لدينا ما نقاتل من أجله ..لقد قدم الرعيل الأول من أبناء جبال النوبه أنفسهم وارواحهم في سبيل اناره الطريق لجيلنا هذا ،وتغفينا اثارهم ..وان الظروف الاستثنائيه التي عملوا فيها والجهود التي بذلوها لهي خارقه بمقياس الزمان والمكان ..أما نحن فكل شيء موفور ميسر امامنا ولكنا لم نستطع الاستفاده القصوي منها ..تمسكنا بالبندقيه أكثر من اعتمادنا علي فكرنا وسياستنا ،ليس هذا فحسب بل بدانا نعلق كل أخطايئنا واخفاقاتنا علي الأخرين !! تصوروا النتايئج الموجبه والمثمره التي كنا سنحصل عليها من جراء التفاكر والتحاور والتشاور ،ثم تنظيم العمل علي أساس أن المرحله القادمه هي التي تتطلب ذلك ..تصوروا كيف كنا سنجني ثمار الغرس الذي بزر بذرته الأولي الجيل السابق (جيل ما قبل وما بعد أكتوبر 1964 م )،وتعهد شجرتها ورعاها حتي أينعت ثمارها وحان قطافها ولكن قطفها الأخرون ممن استحلوا واستغلوا طيبتنا وغفلتنا !!..تصوروا كيف كنا ونكون أن كنا نجلس ونخطط للمستقبل معا حتي نتحمل نتائج العمل ايجابا أو سلبا خاصه أن كنا نقيم ونقوم مع مسيره العمل النضالي !!.شأننا شأن المناضلين الأخرين في بقاع العالم ..تصوروا كيف تصبح حالنا واحوالنا أن ظللنا نرهن ارادتنا ،حياتنا ،قوتنا ،لاخرين يستفيدون منها !!...النضال طريق شائك محفوف بالمخاطر ومن سار فيه حتما سيصل ألي غاياته واهدافه ولكن لا يتم ذلك ألا بفتح العين كبيره ليري ،والقلب واسعا ليضخ دماء قويه للمسيره النضاليه ،وعقلا مفتوحا لاستيعاب الثابت والمتغير ،وايادي صديقه لتضم اليها كل مناضل ومكافح ليس بالضروره أن يكون حاملا للبندقيه فقط .. أن الموتمر الوطني الذي قاد ويقود البلاد باسرها ألي الهاويه نحمله وزر ما جري ويجري في جنوب كردفان والنيل الأزرق من تصعيدات وحروب وضرب المواطنين الأبرياء بالطيران دونما مراعاة لاي اعتبار ..ألم تعلم قياداته أن جنوب السودان قد ذهب ألي غاياته شعبا وارضا حتي يعملوا علي معالجه كل الاشكالات والقضايا التي تقع في نطاق ما تبقي من جمهوريه السودان ؟؟..ألم يعلموا أن جبال النوبه والنيل الأزرق تقعان شمال حدود 1956 وبالتالي هي الجنوب الجديد لجمهوريه السودان ؟..والم يصل ألي مسامعهم أن لجبال النوبه والنيل الأزرق قوات ومقاتلين بالجيش الشعبي بجمهوريه جنوب السودان ؟؟..ولئن اغفلت اتفاقيه السلام معالجه هذا الجزء ذو الدقه في حساسيه الأوضاع بالبلاد ...ألم يكن من الأجدي والانفع لنظام الخرطوم والموتمر الوطني أن يسعي ألي علاجها بالتي هي أفضل بديلا للمواجهات ومحاولات الاخضاع بالقوه !!!.ألم يعلم هولاء بان الظلوم طالب ألحق أن مات دونه فهو شهيد وان لم يمت فهو في سبيل نيل حقوقه لا تلين له قناه ولا تنكسر له شوكه ،خاصه اذا كان ألحق جمعي الطلب ؟؟.ألم يعلم هولاء بان لم يبق أحد في هذه الدنيا لا يدري أو لا يعرف حقوقه ...تعلمت الأفراد والشعوب ولم يعد الماضي كالحاضر وحتما سوف لن يكون المستقبل كالحاضر وان الذي يحدث في جبال النوبه والنيل الأزرق ودارفور من قتل وتشريد ونهب لممتلكات الافراد والجماعات واكراه الأخرين فيما يختارون لانتماءاتهم الفكريه والسياسيه ،ليس هذا فحسب وانما تأليب الأثنيات ضد بعضها البعض انما يوكد بان حزب الموتمر الوطني لا تهمه قضايا الوطن رغم الشعارات الجوفاء التي يطلقها طيله ال-22 سنه التي مكثها في السلطه ...كما يظهر انحراف بوصله سفينتهم عن الأبحار ..ليقودوا البلاد ألي المهالك تطبيقا لسياسه علي وعلي أعدائي.. أهذا هو اختلاف للرأي والفكر كما شاء الله سبحانه وتعالي ...أم أنها هي العنصريه بتفاصيلها ومعانيها ..ثم ألم يصرح الرئيس البشير قبلا بان الجزء المتبقي بعد انفصال الجنوب سيكون دوله عربيه اسلاميه ؟؟ أين سيذهب من هو غير العربي وغير الاسلاموي ؟؟..وهل قضيتنا اليوم في السودان هي أن نكونوا عرب واسلاميين ،وما عداهما فلن نكون ؟؟..حتما سنكون طال الزمان أم قصر وان غدا لناظره قريب .قال تعالي (ولو شاء الله لجعلكم أمه واحده ) المائده (48 ) وكما قال في سوره الروم الأيه (22) (ومن اياته خلق السموات والارض واختلاف ألسنتكم والوانكم أن في ذلك لايات للعالمين) .صدق الله العظيم .فماذا نحن قائلون فيما قال سبحانه وتعالي !!!. ألم تقود السياسات والعنجهيات ألي فصل الجنوب ليكون لنفسه دوله ..وهل صمت العنصريون ؟؟ هنالك فرصه قبل أن تقع الفأس في الرأس ثانيه والا اذا لم نكن نتعظ ونعتبر ..وقبل أن تظهر الجمهوريه الثانيه (ليست التي يبشر بها البشير وحزبه ) ولكن هي جمهوريه السودان الوسطي علي سياق (جمهوريه أفريقيا الوسطي ) والتي سوف تضم النيل الأزرق ،كردفان الكبري ،ودارفور .نحن بشر نعي ونفكر ونعمل وليكتب التاريخ والي لقاء أخر باذن الله ... [email protected]