[email protected] انني اتنفس أحزان احزان في وطني لان. القسط بلا ميزان والبغي بلا حُسبان والقانون حروف الهذيان يا هذا في زمن البهتان نسقط كي تحيا الديدان ونذبح كي يبقى السلطان وكلاب السلطان .... تلهث في رئة الإنسان ! الجوع يقطعنا دون الأظافر والغرض من ذلك كله لكي ندخل اسلام السلطان \"دار الخيانة التي يتكدس فوقها خيوط العناكب تفصلها عن دار الكرامة خرابة يكوم بها رجال يقتاتون من سباخ الزرائب، في عصور تقبع على المصلين إمارات النجاسة، التي تمسح الرؤوس وتتساقط على رقاب الماشية ولا تقول لأحد: سجلوا بدفاتركم لمعان الشمس على ريشة الفجر، وأوسعوا للمارة حرية الحركة في ظاهرة كفهّا مُتحرك نحو الألواح الكبيرة التي تحمي السقف، من قيظ الموت.\" كَثر الجدل في اليوميين الماضيين عن تحرر الشعوب، وخلاصها من ديكتاتوريات الأنظمة العربية التي استبدت وجثمت على الصدر العربي خلاّل العقود الطويلة السابقة، وهو ما يتفق عليه الجميع بضرورة وحتمية أن تنال شعوبنا العربية حريتها، وتمضي في بناء دولتها الديمقراطية الحرة، التي تحترم الإنسان، وتحترم الكرامة، وتنهض بالبناء الإنساني قبل البناء المؤسساتي، وهو شعار جاذب بريقه ولمعانه يُسحر الناظرين. ويدغدغ مشاعر الجميع، ونحن منهم ومثلهم، صفقنا وهللنا، ومدحنا، وحللنا الثورات العربية في تونس ومصر ولا زلنا نقف منها موقف المؤيد، والداعم، والحافز، بما أنها عبّرت عن إرادة الشعوب وتحركها الوطني الصادق، رغم الكثير من الملاحظات والتحفظات التي شابت هذه الثورات، ورغم الخفايا التي لم تكشف بعد، إلاّ أن هاتين الثورتين سجلتا سجل نظيف حاتى راهن اللحظة برفضهما التدخل الخارجي بالشؤون الداخلية، وتعبيرهما عن حالة شعبية يمكن متابعتها وتحليلها جيدًا واستخلاص العبّر منها. دعونا نقف في ثورة الهامش السوداني وقبل الغوض في التفاصيل يجب علينا نستذكر ذاكرتنا في اطروحات.السودان الجديد الذى طرحه الراحال د جون قرنق وبشكل واضح هو سودان غير السودان القديم الذى كان به مواطنين بدرجات مختلفة درجه أولى وثانية وثالثة وكذلك سودان ذو هوية مفروضه على شعوبه قائمة على أسس عرقية ودينية.دعونا ننظر للحاله السودانية نجدانها بقامة قارة من حيث التنوع الاثنى والدينى وكذلك من حيث كبر مساحته في غد النظر ان انفصال الجزء الجنوبي، فعندما نتحدث عن التنوع العرقى هذا يعنى ان هنالك عدد من الاعراق اما الحديث عن التنوع الدينى يعنى التعدد فى الديانات فهل من العدالة ان توصف دولة بها تعدد عرقى بأن هويتها تنسب لواحده من الاعراق المكونة للدولة وهل ايضا من العدل بأن تنسب هوية دولة متعدده الديانات الى دين واحد فبذلك حدد هوية السودان بأنها دولة (عربية اسلامية) هذا الوصف للسودان فيه ظلم كبير لغير العرب وغير المسلمين ، فغير المسلم عندما تقاتله الدولة بأسم الدين كما حدث فى العقود الماضيه هذا يعنى محاربته دينيا فلا يختلف اثنان بأن جنوب السودان تم محاربته بأسم الدين لفتره طويلة اليس دارفور هي اقليم مسلم ام انهم خرجو عن بيت الطاعة ويجب اعلان الجهاد عليهم ام اعتنقو ديانة اخري غير الاسلام افيدونا ياناس ام ان السيد البشير هو خليفة الله في الارض ام انه يريد ان يدخل الجميع الي الجنه، هذا ليس بحديثنا اليوم سوف اسطرحه في مقال اخر العروبة وما ادراك ما العروبة العروبة كانت تستخدم للتعبئة لاقناع العرب بأنهم والعروبة فى خطر فحتى اليوم نجد ان كلمة ((عب)) لاتبارح السنة حتى كبار المسؤلين فى الدولة ناهيك عن المجتمع الذى تم تعبئته عرقيا ، فاذا كان هنالك تنوع عرقى يعنى ان هنالك تنوع ثقافى وعندما لا تعترف بالأخر هذا يعنى انك لا تعترف بثقافته ايضا وهذا هو المحك . السودان ظل لسنوات طوال وفى ظل كل الحكومات تعزف فى وتر الدين والعرق وعلى اساس ذلك تكون مواطن درجه أولى او ثانية...الخ فى الحقوق والواجبات . السودان الجديد يقوم على فلسفة ان الشعب السودانى متساويين فى الحقوق والواجبات دون النظر الى العرق والدين واللون. أو بمعنى اخر هو تغيير السياسات التى مارستها الانظمة التى تعاقبت على حكم السودان فأذا نظرنا للسودان نجد ان اقاليمه المختلفة تم ضمها قسرا لحاجة المستعمر لذلك وهذا يعنى فقدان العقد الاجتماعى الذى يعتبر صمام امان لاستمرارية الشعوب للعيش معا والاعتراف بالأخر فغياب ذلك العقد انبنى عليه لاحقا كل المشكلات التى نعيشها الأن . . فنظام المؤتمر الوطنى خرق كثيرا الاتفاقيات و بنود الاتفاقيات وعلى رأسها الحريات التى تعتبر من اهم العوامل التى تجعل الانسان يحس بأنسانيته فنجد ان حريته قد قيدت . كل تلك الاسباب اجتمعت لتترك اثرا سيئا فى نفوس الشعب الجنوبى لذا اختار الاستقلال عن دولة الجلابه التى سببت له معاناه طال امدها وفقد فيها الكثير من الانفس وتقاعد عن التنميه لعقود طوال ) وبذلك يكون شعب السودان الجنوبى قد ودع سيطرة الجلابه عليه الى الابد، ويصبحوا مواطنين من الدرجة الاولى فى دولة ذات موقع مهم فى القارة الافريقية وتحدها دولة السودان الشمالية من الشمال وافريقيا الوسطى من الغرب والكنغو من الجنوب الغربى ويوغندا من الناحية الجنوبية وكينيا من الناحيه الجنوبيةالشرقية واثيوبيا من الناحية الشرقية ولكل هذا معنا كبيرا بينما فقد السودان الشمالى جيرة كل من الكنغو ويوغندا وكنيا كاملا مما له معنى ايضا. فبعد استقلال الجنوب حاذفاً صفة درجة ثانية بالنسبة للجنوبيين وتحوله الى درجه أولى وكذلك ممارسة ثقافاتهم كما يشاؤن واعتناق دياناته كما يشاء وتحترمها الدولة وتنتفى لفظ (العب) وغيرها من الالفاظ التى تستفز مشاعر الانسان،هذا يعنى ان السودان قد تغير ولم يعد هو سودان الامس. ففلسفة السودان الجديد هى متكاملة: وهى اما ان يكون السودان واحدا ويحترم كل شعوبه ويكون فيه الناس متساويين فى الحقوق والواجبات دون النظر للعرق او الدين او اللون ...الخ أو يتم تفكيك السودان لتعيش شعوبه عزيزة ومكرمة واذا ارادت الشعوب القاطنة فى اجزاء السودان ان تتوحد. بعقد اجتماعى جديد فذلك شأنها .فأى واحد من الخيارين اعلاه تم تحقيقه فهو سودان جديد فى هذه الحالة نجد ان الخيار الثانى اثبت نجاحه ولم يقف الأمر الى ذلك الحد فخريطة السودان الشمالى سوف تتغير قريبا بعد ان يختار شعب اقليم اخر الاستقلال عن دولة الجلابه ويليه اخر الى ان يصبح شعوب السودان احرارا وهذا قادم قادم قادم ،فالمرحلة التالية للسودان الغربى ومن بعده السودان الشرقى وهكذا الى عدة سودانات فقط اذا اجتهد قوة الهامش ووعي الدرس وسعي لانغاذ الجيل القادم من السياسات الذي يتبعه النظام الحالي لبقاء السودان الشمالي موحدا.