قولوا حسنا الأثنين 31-10-2011 شكرا د. منصور خالد محجوب عروة [email protected] بقلمه الرصن وفكره المتفرد وعقله المتوقد وعباراته الجزلى وأدبه الجم وعلمه الموسوعى رثى الدكتور منصور خالد عزيزنا الراحل الخالد اسمه ما بقيت الدنيا ابن كسلا البار وقرية الختمية الوادعة تحت جبال كسلا أرض التاكا والمحنة المرحوم عبد العزيز عبد الله بطران أبو عمر وناصر وزوج الفنانة العظيمة هادية طلسم الذى توفاه الله الأسبوع الماضى فأفجع كل من تلقاه الخبر، كيف لا والمرحوم الذى ولد وترعرع وتربى على أيدى بيت صوفى فى الطريقة الختمية تحت رعاية كريمة وخاصة جدا من السيدة الفضلى سليلة الأسرة الميرغنية السيدة فاطمة بنت السيد أحمد الميرغنى حفيد السيد الحسن أبو جلابية بن السيد محمد عثمان الميرغنى مؤسس الطريقة الختمية التى كان لها دور عظيم فى الوحدة الوطنية حيث جمعت فى عاصمة المديرية كسلا معظم أبناء السودان من الشرق خاصة والشمالية ومعظم مديريات السودان فصهرتهم فى بوتقة واحدة جعلت أمثالنا ممن ولدوا وترعرعوا فيها لا يعرفون العصبية القبلية ولا الجهوية، فلا غرو ان كان مثل حبيبنا الراحل وجارنا فى القرية المرحوم عبد العزيز بطران وقد نشأ وترعرع فى تلك الأجواء أن يكون من الخلق القويم وكما قال د.منصور عنه فى مرثيته الخالدة أمس للمرحوم (ارتحل الى بريطانيا محملا بالأمل ومختزنا فى وعيه الحاد كل ما هو جميل فى السودان). عرفت الراحل بطران منذ أن تفتحت عيناى وعقلى بالوعى والمعرفة فى قريتنا التىولدنا فيها جميعا- قرية الختمية بكسلا- كان زميلا وصديقا لزوج أختى المرحوم العميد عبد المنعم أحمد برى وللقاضى حسين السمحونى- كتب الله له الشفاء – وصديقا\" لصهرى البروفسير السر سيد أحمد العراقى والصديق الوقور اسماعيل بخيت جمعت بينهما الدراسة منذ مدرسة الأميرية الأولية فالوسطى وكان المرحوم معروفا بالنجاح الأكاديمى مما أهله كما فصل د.منصور خالد أمس وأسهب فى الثناء عليه كعالم وباحث لا يشق له غبار. وان أنسى لا أنسى وقد كنت عاشقا ومهموما بكرة القدم كمتعصب للهلال منذ بداية ستينات القرن الماضى تلك التحليلات فى كرة القدم فى أحد المجلات الأسبوعية السودانية الشهيرة حيث كان الراحل بطران يكتب بقلم شيق ووصف جاذب للمباريات تحت عنوان - انما قوون – يصف مجريات المباريات المشهورة خاصة أهداف صديقه الحميم صديق منزول وحارس مرمى الهلال العملاق سبت دودو وأقوان لاعب المريخ العملاق ماجد وغيرهم من عمالقة كرة القدم السودانية فى عصرها الذهبى.. عندها تحس كأنك تشاهد المباراة فى أحد القنوات الفضائية اليوم وقد حرمنا منها فى ذلك الزمان. لا أريد أن أكرر ما كتبه عن المرحوم بطران صديقه الوفى د. منصور خالد أمس ولذلك أرجو أن يطلع عليه الجميع ففيه الفكرة والعبرة والعلم والمعلومة واحب أن أستصحب عبارة جليلة فى معناها عظيمة فى مغزاها كتبها فى حق الراحل حين قال:( أكثر ما قربنى منه أو قربه الى كان خلوه مما عرف به الكثير من أبناء جيلنا:(الغيرة الجيلية، التشنج الفكرى خاصة فى السياسة،الأنغماس الجزافى فى الترهات الأيدلوجية... التشنج السياسى يصدر دوما عن انسداد فى خلايا المخ يعطل التفكير ... أما الغيرة بين (المجايلين) فحسبها سوءا أنها تعبير عن رغبة الحاسد فى أن يذهب الله عن المحسود خلة موروثة أو مأثرة مكتسبة... ففى ذلك الحسد جحود بعطاء الخالق)... صدقت يا دكتور منصور وهل (تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد) فى بلادنا الا مما ذكرت صدقا و عدلا؟ و نيابة عن أبناء كسلا وقرية الختمية وأهل المرحوم عبد العزيز بطران وأصدقائه وجيرانه نتقدم بجزيل الشكر لدكتور منصور ووفائه لصديقه فى مرثيته العظيمة المستحقة فى لهذا الراحل العظبم سائلين الله له المغفرة والرحمة ولأبنائه وزوجته وأهله حسن العزاء.