العصب السابع في كل تأخيرة..!! شمائل النور مظاهرات هيئة علماء السودان التي رفعت فيها شعار مع الثوار السوريين وضد نظام الأسد، كانت على عكس موقف الحكومة التي تتبع لها هذه الهيئة تبعية مطلقة، فالحكومة التي لم تجد حرجاً في دعم الثورة الليبية دعماً مسلحاً كما قال الرئيس تمّ عبر طريقة \"تحت تحت\"، تجد حرجاً بالغاً في أن تصدر بياناً تنتقد فيه القتل والسفك الذي يمارسه نظام الأسد على شعبه، بل إنّ الحكومة كان ولا زال موقفها أكثر من واضح في ما يتعلق بأزمة سوريا، وهي تحسب كما يحسب بشار الأسد أنّ الثورة ما هي إلا مؤامرة خبيثة اُريد بها الشعب السوري. مظاهرة الهيئة الفطيرة دون شك تمّ تحريكها في خطوة تشبه ما فعلته إيران تجاه الثورة السورية..عندما التهبت سوريا وانتفض طوب أرضها طالباً من أسدها التنحي فوراً ليلحق بالسابقين، لم تتأخر إيران عن إعلان موقفها اللا إنساني الفظ الداعم بقوة لنظام الأسد الدموي الباطش، زاد الضغط الغربي على نظام الأسد واستعرت دمويته وزاد في تقتيل شعبه وزاد شعبه حماسة وقوة وعزيمة، وبدأ الجيش السوري في الانشقاق، وارتفعت وتيرة التقارير المفخخة التي ترصد عدد القتلى وحالات الانتهاك اللا مصدقة، وبدأ المؤشر يُشير بكل وضوح أنّ الأسد مصيره مصير غيره ولو إلى حين، وبدأ الغرب في إرسال رسائله الإعلامية على شاكلة على الأسد التنحي فوراً، حينها بدأت إيران تتململ، فنظام الأسد إلى زوال لا محالة، وليس من الحكمة أن تربط إيران مصالحها في سوريا بنظام هالك، فليس من العقل أن تخسر إيران النظام السوري والشعب السوري، شرعت حكومة إيران في فتح حوار مع المعارضة السورية لبحث الوضع لما بعد الأسد، إيران تيقنت أنّ الدعم الذي تقدّمه للأسد لن يُجدي، وبصورة أخرى كانت إيران في حاجة لأن تقدم نفسها باعتبارها مع خيار الشعب أيّاً كان، اللقاءات مع المعارضة السورية وصلت مرحلة دعم المعارضة بالسلاح والمال، أيا كانت النتيجة، فلقاء حكومة إيران مع المعارضة السورية فيه تزحزح عن الموقف الأول الداعم بقوة لنظام الأسد، إيران أدركت باكراً أنّ نظام الأسد مصيره الزوال، وهذا المصير ليس في أيدي المعارضة السورية بل هو في يد الشعب الذي خرج للشارع ورفض الرجوع إلا غانماً. ذات الموقف الإيراني تقف فيه حكومة السودان، الحكومة وجدت نفسها مُحرجة أمام شعب سوريا والذي هو بحسابات كثيرة أقرب إلى السودان، من الشعب الليبي الذي دعمته بالسلاح كما قال الرئيس.. قبل أيام زار السودان مبعوث بشار الأسد الخاص، التقى بالرئيس وعاد أدراجه، الأخبار حملت أنّ المبعوث جاء لتوصيل رسالة من الإسد إلى البشير يطمئنه فيها على الأوضاع والتغييرات التي يعتزم نظام الأسد القيام بها، هذا ظاهر الخبر، لكن قطعاً باطنه غير ذلك، موقف الحكومة واضح تجاه نظام الأسد حتى بعد بيّان علامات السقوط الكبرى، لكن المحاولات الفطيرة جاءت بعد فوات الأوان ولو شُكلت لها هيئة عليا. التيار