[email protected] يتم وصف الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي من قبل الكثيرين بأنه مستنير . قال عنه هيكل أن مكوثه الطويل بانجلترا أفاده وجعل منه شخصاً معتدلاً. الغنوشي يقول بأنه منحاز لمكتسبات المرأة التونسية المنصوص عنها في لوائح حقوق المرأة التونسية المسماة (المجلة التونسية) : المرأة الواحدة للرجل الواحد في مقابل تعدد الزوجات ؛وفي مقابلة أجرتها معه (قناة الجزيرة) ضمن برنامج في العمق ، أقر الغنوشي بالكثير من الرخص فيما يتعلق بالسياحة وغيرها (يعني سيسمح ببيع الخمور في تونس كما يجري الآن ) مما سيغضب المتشددين في ممارسة الحكم التي يقبل عليها حزبه الذي فاز بنسبة تزيد عن ال40% من جملة مقاعد المجلس التأسيسي التونسي . كل ذلك لا يهمنا فحتى لو كان حزب النهضة متشدداً فذلك أمر يخص شعبه وحده طالما أنه جاء عن طريق انتخابات نزيهة ارتضاها الشعب التونسي. لكن الذي لا نوافق عليه في المقابلة مع راشد الغنوشي انحيازه غير المنطقي للإنقاذ وتفاديه للجهر بالرأي عنها حين سألوه عن التجربة السودانية وعن لماذا يتوقع نجاح الإسلاميين في تونس بينما هم أخفقوا في السودان؟ أجاب راشد الغنوشي أن الإسلاميين في السودان جاءوا للحكم والسودان وقتها لم يستكمل هويته الوطنية (في إشارة للجنوب)؛ بينما تونس ليست لديها مثل هذه المشكلة في هويتها الوطنية. وأضاف الغنوشي يقول الآن استكمل السودان هويته الوطنية (أي أنه يمكن الحكم على التجربة الإسلامية السودانية من الآن فصاعداً ، أي بعد انفصال الجنوب). الشيء الذي نختلف فيه مع الشيخ راشد ليس مسألة الهوية الوطنية بل الكيفية التي جاء بها الإسلاميون للسلطة في السودان. فهل جاءوا عن طريق صناديق الاقتراع كما حدث في تونس أم على ظهر دبابة؟ في هذا يكمن سر إخفاق تجربة الإسلام السياسي في السودان والشيخ راشد الغنوشي يعلم بهذا جيداً وكان عليه ان يكون صادقاً فيجهر به لكنه تفاداه في الإجابة عن السؤال وفي نظرنا إن في هذا مراوغة لا تستقيم مع منطق الشيخ وحكمته التي يقول بها ويشهد له به في الكثيرون وفقاً لما يرد في كتاباته وأفكاره..