الصادق المهدي الشريف [email protected] حدثني من لا أشك في صدقه.. بأنّه قابل سليمان أبو القاسم موسى خارج الخرطوم في منتصف الثمانينات من القرن المنصرم.. في ذلك الوقت كان (مهدياً منتظراً) فقط.. ولم ينزل عليه الوحي بعد ليصبح عيسى بن مريم. قال الرجل أنّ بعض الأتباع طلبوا منه أن يخلع حذائه قبل أن يدخل على الرجل (الصالح).. وأن لا يسيئ الأدب في حضرته.. ولا يُشكك في مهديته. وافق صاحبي على تلك الشروط.. ودخل على الرجل فوجده هادئاً.. ساكناً.. سأله عدة أسئلة عن مهديته.. أجاب عليه (المهدي) بكلمات سريعة ومقتضبة.. لم يفهم منها شيئاً.. كان يجيبه وهو ينظر الى الأرض.. ويمسك مسبحة طويلة من (اللألوب).. ولم يخرج من لقائه بشيئٍ ذي بال.. بيد انّه قال أنّ الرجل على قناعة تآآآمة بأنه (المهدي المنتظر). يوم الخميس الفائت أعلن سليمان أبو القاسم توبته عن كلِّ إدعاءاته.. قال أنّه ليس المهدي المنتظر.. وأنّه ليس نبياً.. تحديداً فهو ليس المسيح عيسى بن مريم (علي المسيح الأصلي السلام).. وبإعلان التوبة تكون قصة نبي الله عيسى بن مريم (1981م – 2011م) قد وصلت الى نهاياتها. قال أيضاً أنّه لم ينزل من السماء في رحم إمرأة تسمى دار السلام محمد أبو القاسم محمد (إبنة عم ابيه).. وقال أنّ له اب هو أبو القاسم.. وأنّ له جداً هو محمد (ونكر ما قاله أولاً بأنّ لا أب له ولا جد.. وأنكر كذلك مقدمه من السماء مثل آدم والمسيح). وأنكر أنّه أخٌ للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام (قال في البدء أنّه أخ النبي محمد في النبوة).. وقال أنّه سوف يصلى خلف أيِّ إمام.. وسيصلي صلاة العيد.. (بعد أن تراجع عن زعمه بأنّه أرفع درجةً تعبديةً من أن يصلي خلف أي إمام). ليس هو فحسب.. بل كلّ اتباعه الذين اُعتقلوا معه.. أنكروا إيمانهم بأنّه المسيح.. وأنكروا أنّ الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن هو أحد اتباعهم.. وقالوا (هو فقط يعرف بأمرنا.. ويحتفظ لنا بملفات). هذا الإنكار للمسيح المزعوم وأتباعه.. لا يمكن فصله عن التهمة الموجهة إليهم.. وهي تهمة الرِّدة.. والمعروف أنّ عقوبة الردّة هي الإعدام. لابُدّ أنّ الرجل وجد نفسه في أضيق الفسحات القانونية.. إستتابة أو إعدام.. ولعله فعل ما فعل إقتداءاً بالأب فيليب عباس غبوش. وحينما قرر الرئيس (الراحل) جعفر محمد نميري إعدام الأب (الراحل) فيليب غبوش.. أرسل إليه فيليب رسالة مسكنة واستكانة.. يطلب فيها الرحمة والعفو.. وبالفعل عفا عنه النميري.. وحينما لامه (يافيليب.. أنت ثوري.. لماذا تذللت للنميري).. قال لهم مقولته الشهيرة (قلت يا واد يا فيليب.. ألعب بولتيكيا.. واحتفظ براسك). والإحتفاظ بالحياة.. قد يكون هو السبب الأكبر وراء إنكار الرجل لدعوته.. ووراء إنكار الأتباع لنبيهم.. فليس من الطبيعي أن يتنازل الرجل عن (مهديته وعيسويته بهذه السهولة).. بعد أن قضى 30 عاماً وهو يحمل قناعاته فوق كتفيه. مهمة المحكمة الموقرة أكملت ما عليها وفق النصوص المشرَّعة لها.. ولكن بدأت مهام جهات أخرى.. مهمة خاصة إتجاه النبي/المهدي.. ومهام أخرى اتجاه الإتباع.. ليس أقلها (التسريح والتأهيل وإعادة الدمج). صحيفة التيار