[email protected] كنت أقرأ ليلة أمس دراسة صادرة من المركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية ، وتذكر الدراسة ان هناك (10،000) كلمة بذيئة متداولة في الشارع اللمصري . وكنت في غاية الذهول والاعجاب من الدراسة ، الذهول من حجم البذاءة الكبير الذي يمشي بين الناس ، والاعجاب بوجود مراكز بحوث ودراسات اجتماعية ترصد الظواهر والتحولات في الشارع وتعالج المشاكل بطريقة علمية رصينة بعيداً عن معالجات دولة المشروع الحضاري وشرطة ما يسمى بأمن المجتمع . صباح هذا اليوم شاهدت النقل المباشر لخطاب المشير عمر البشير من مدينة الكرمك فزال ذهولي من حجم بذاءة الشارع المصري ، فرأس دولة الانقاذ المشير عمر البشير – وفي خطاب واحد فقط – ذكر ما يزيد عن ال (10) كلمات في غاية البذاءة ، وبايماءات مبتذلة – من الحشرة الشعبية للحركة الشعبية الى الضحك شرطهم . أي ان رئيس دولة المشروع الحضاري وبمعادلة حسابية بسيطة يتفوق على أكبر (صعلوك) في الشارع المصري ! واذا اضفنا الرقص المبتذل وهز الوسط لبذاءاته فان المنافسة تخرج من نطاق الشوارع المصرية بما فيها شارع الهرم وسيتوج زعيماً للبذاءة والسفالة والابتذال في كل شوارع العالم الاسلامي من طنجة الى جاكارتا . لم يكن المشير البذئ في حوجة لكل هذه الخفة والهيافة فالكرمك التي يحتفل ب (تحريرها) لم تكن محتلة من عدو خارجي كما ان سيطرة الجيش الحكومي عليها لم تكن الاولى فقد سيطرت عليها الحركة الشعبية من قبل وفقدتها ثم سيطرت عليها القوات الحكومية وفقدتها ثم سيطرت عليها الآن ، فمعركة الكرمك شأنها شأن بقية المعارك كر وفر . كان وقع بذاءاته المنقولة على الهواء مباشرة سيصبح أخف وطأة على المشاهدين لو انه كان منتشياً بتحرير منطقتي الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى من الاحتلال الاثيوبي الذي طرد مزارعي مدينة القضارف منتصف التسعينيات من الفشقة الصغرى ، فلما صمت المشير المهيب (محرر المدن وحامي سيادة البلاد) عن الاحتلال ضمت اثيوبيا نهاية التسعينيات منطقة الفشقة الكبرى ، علماً بان المساحة المحتلة تبلغ حوالي مليون فدان وتعتبر من أخصب أراضي البلاد !! بعد ساعة من خطاب المشير البذئ طالعتنا صحيفة (الاتحاد) الاماراتية بهذا الخبر : نهب مسلحون يرتدون زي الجيش المصري سيارة نصف نقل تحمل مجموعة من العاملين في مجال التنقيب العشوائي للذهب بمحلية وادي حلفا الواقعة في أقصى شمال السودان على الحدود مع مصر. ونسبت صحيفة (التيار) المستقلة الصادرة في الخرطوم أمس إلى مصادر وصفتها ب(المطلعة) قولها إن خمسة مسلحين يرتدون زياً مشابهاً لزي الجيش المصري ويتحدثون باللهجة المصرية قاموا بنهب سيارة نصف نقل (بوكس) وكميات من الذهب والأموال كانت بحوزة منقبين عن الذهب بمحطة (3) بمحلية حلفا القديمة. وقالت الصحيفة إنّ المسلحين الخمسة فرّوا بالسيارة (بوكس موديل -1991) مع كمية الذهب التي كانت بحوزة العمال السودانيين، فضلاً عن أجهزة الهاتف النقال الخاصة بهم... . ( انتهى خبر الصحيفة) . لست في حاجة للمزيد من الأمثلة عن الهوان الذي أوصلنا اليه المشير البذئ من اجواءانا المفتوحة للطائرات الاسرائيلية الى حدودنا البرية التي أصبحت مرتعاً للبلطجية ، فعنتريات المشير التي يمارسها ضد شعبه لا تخيف عنزاً خارج بلادنا ، فالرجل متخصص في قتل شعبه وخلق أعداء له من داخلهم ثم التهليل ب (تحرير) البلاد منهم ، اما الاحتلال الحقيقي الذي يستوجب التحرير فأنه أجبن من ان يواجهه كما ان بذاءاته التي تبث على الهواء تعبر عن احتقاره لنفسه وعن دونية يعيشها ويعبر عنها بالهيافة وساقط القول والبذاءة . مدير تحرير صحيفة (حريات)