د. عبد اللطيف البوني [email protected] الاعلانات التجارية (الدعايات )في التلفزيونات والاذاعات السودانية اصبحت كثيرة من حيث المساحة التي تحلتها من ساعات البث الحية ولكنها قليلة جدا من حيث التنوع اذ كادت ان تنحصر في شركات الاتصالات وذلك لسبب بسيط لانها الوحيدة التي يبدو ان تكسب وتكسب كثيرا فهي من اغنى المؤسسسات التي تتعامل مع الجمهور (اللهم احسن وبارك ) لايشك احدا ان الاتصالات بنية اساسية وهي ضرورية لاي نهضة اقتصادية او فكرية ولكن الاموال التي يدفعها المواطن السوداني في الاتصالات لايتناسب اطلاقا من التنمية التي احدثتها تلك الاتصالات فالصرف عليها والمال المبذول فيها وارهاقها لميزانية الاسرة اكبر بكثير من الراجع منها اما تحويلاتها الخارجية لارباحها فهذا يسال عنه جهات اخرى , الا بالمناسبة لماذا باعت سوداتيل حصتها في موباتيل (زين حاليا) مع انها رابحة جدا يبدو ان خط هيثرو ليس وحده وهذة قصص اخرى تحتاج لمجلد باسم تبيعون عودة الي الاعلانات التجارية في الميديا الشعبية والتي لابد من ان نشكر لها دعمها المباشر لتلك الاجهزة ولكن لابد لنا ان نطالبها كذلك بمراعاة الجوانب الفنية الضمير هنا راجع للشركات وليس للوسائط الاعلامية لان هذة الاخيرة لن تستطيع ان تفرض شروطها على الشركات فهي في الموقف الاضعف وقاتل الله الفقر . لقد اصبحت تلك الاعلانات الاصلية في الاذاعة وفي التلفزيون مملة جدا لانها طويلة جدا لابل اصبحت تساعد على الهرب من تلك القنوات فالمتسكع في القنوات وهمو كثر يضغطون على زر الانتقال بمجرد امتلا الشاشة بما لايعجبهم احيانا بنية العودة واحيانا بدون فاصبحنا بمجرد ان تطل دعاية اتصالية من تلك المكرورة نلجا للريموت ونلحق بن علي (هسي في زول سيرة كاس السودان ؟) وفي معظم الاحيان لانعود ثانية لاننا نكون قد تعترنا بما هو اجمل وبهذا تصبح تلك الاعلانات ضارة بتلك القنوات من حيث حجم المشاهدين وان افادتها من ناحية مادية لابد لي هنا من استثني بعض الاعلانات التي بدات لي انها جاذبة وغير مملة في حالة تكرارها 0لكن يكون تكرار معقول 0 فاحدى شركات الاتصالات اصبحت كثيرة للجؤ للمتقدمين في السن بدلا من الشباب الممتلئ جمالا واثارة وبالتالي خرجت من المالوف عالميا فلفتت الانتباه ,فلديها اعلان بواسطة حبوبة (ومسكاتها) وادخلت فيها موسيقى الراب (ياود سليت روحي انا براى كنت ضربت) ثم استعانت بمقدم البرنامج الشهير ذلك المبدع الطاعن في السن (نسال الله طول العمر) ثم بلغت قمة ابداعها في محادثة الحبوبات بين سودانية وصينية وعجوزات سودانيات اخريات (حبوبة وصاحباتها) ويدور الحديث باللغة الصينية مع ترجمة على الشريط ان اعتماد اعلانات هذة الشركة على العجائز بهذة الصورة الجاذبة يدل على على عقلية مبتكرة (بكسر الكاف) وابداع فني وتجديد في عالم الاعلان