[email protected] تذكرت رواية نائب عزرائيل للراحل يوسف السباعي رحمه الله والتي كتبها قبل ثلاثين عاما ولكنها تعكس واقع الربيع العربي الحالي تماما كأنه كان يتنبأ به.. وهذه الرواية منعت في كثير من الدول العربية والاسلامية ظاهريا بسبب انها تمس العقيدة وتخالف قول الله تعالى عن الملائكة ( لايعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ) وباطنيا كلكم ستعرفون السبب الآن.. سأحاول ان الخص هذه الرواية لما بها من عبرات ليت حكامنا العرب قرأوها قبل ان يتجبروا ، محاولا تجنب الجانب العقدي قدر الامكان لابين نقطة التنبؤ بمصير هؤلاء الطغاة .. الحكاية تقول ان الملك عزرائيل عليه السلام والمكلف بقبض الارواح اخطأ يوما في قبض روح احد البشر .. وقبل ما يصل مكان تسليم الارواح ادرك خطأه ولكن لا توجد امكانية لتصحيح الخطأ بارجاع الروح لصاحبها لانه تم دفنه .. وخاض حوارا مطولا مع صاحب الروح بعد ان اصبح يحتفظ به لا يستطيع تسليمه ولا ارجاعه .. وبدأ هذا البشري يرافق ملك الموت و يتدخل في عمله اي يزعجه و يستعطفه اذا اراد ان يقبض روح طفل او بنت شابه جميلة مثلا ... وتعكس الرواية حقيقة ان الملائكة يطيعون الاوامر دون عواطف .. وعندما شوش على الملك عمله وجد الملك الحل في ان يضعه في رحم ملكة على وشك انجاب ولي العهد .. ليولد هو كطفل امير .. ولكن لازال يحتفظ بالروح المجربة البالغة الرشيدة .. فهو بعد ولادته كل مرة يشتكي للملك من رضاعة الحليب وشوقه للحوم والشطة .. والملك يقول له لابد ان تكمل دورتك الحياتية كباقي البشر ... وفعلا يتحمل كل مراحل الطفولة ( اول مرة اعرف ان حياة الطفولة مملة جدا لشخص غير طفل وهذه واحده من عبقريات يوسف السباعي والخيال الجامح) .. الى ان يصبح شابا ويموت والده ليتولى هو العرش ولكنه لازال محتفظا بصداقة عزرائيل .. ويصبح حاكما متجبرا مجردا من الانسانية مشبعا بالانانية وحب الذات .. اي بنت تعجبه لايتورع في قتل زوجها او خطيبها حتى تكون له واي شئ جميل آخر يحرم منه صاحبه ... مستقلا صداقة عزرائيل الا ان ينتفض الشعب يوما لانه اراد الحياة .. فياتيه عزرائيل ويقول له رائحة فسادك عمت القرى والحضر كثرت الدعوات التي تصب غضبها على ظلمك وطرقت ابواب السماء .. والناس الان يتظاهرون في كل مكان يطالبون برأسك .. وتبدأ الهتافات تصله في القصر ليقول للملك هل من الممكن ان تقدم لي خدمة اخيره .. ليقول له ماهي هذه الخدمة .. يقول له ان تقبض لي روح الشعب وتتركني وحدي .. يقول له الملك اقبض روح كل الشعب لتعيش انت وحدك ؟؟ مستحيل ... ويقول للملك اذا ما هو الحل ؟؟ فيقول له الحل هو ان تموت انت ويعيش غيرك .. ويقول للملك لكني تبت الان .. تبت الآن ؟؟؟ حي انا ..( دي من عندي )