[email protected] روى احد الائمة بالرياض قصة واقعية مدهشة .. تقول انه احد الشباب السعوديين شاب عادي لاهو بالمتدين ولا ملتحي يصلي اوقاته بالمسجد ان صادف ذلك .. يطرق عليه احدهم باب بيته ويقول له هل انت فلان .. فيرد الشاب نعم .. فيقول له عليك ان تلبس ملابسك وتأخذ اغراضك لتذهب معي لاداء العمرة بمكة .. فيقول له الشاب من انت ولماذا اذهب وانا ليست لدي رغبة لاداء العمرة الآن . فيقول له الداعي .. والله انا لا اعرفك ولا انت تعرفني لكن ارقني خاطر كل يوم يزن في اذني ووصف لي بيتك واصر علي بأن آخذك معي لاداء العمرة .. واخيرا يقتنع الشاب يودع اهل بيته ويركب مع صاحب الدعوة حتى مكة .. ويؤدي العمرة فعلا .. ولكن بعد ان قضى من العمرة وقف امام مقام ابراهيم عليه السلام ليصلي ركعتين .. ولكن فوجئ صاحب الدعوة ان الشاب قبضت روحه وهو في وضع السجود .. بعد ان تمت مراسيم دفنه يعود صاحب الدعوة الى حيث مسكن الشاب ليعزي اهله ويحكي لهم عن الحالة التي قبض عليها .. ويسأل زوجته بالحاح عن السر الذي كان يفعله في حياته حتى ينال هذا القدر . فقالت انه جيرانهم هؤلاء توفى والدهم وترك الام مع صغارها وحدهم فما كان من زوجي الا ان تعهد بأن يتكفل بمصاريفهم ما بقي حيا (أي لم يتزوجها) .. فكان كل شهر بعد ما يقبض راتبه يذهب عقب صلاة الصبح ويضع نصف الراتب تحت عقب الباب دون ان يشعر به احد ... واستمر هكذا الحال الى ان اتيت انت وباقي القصة كما تعلم .. ولكن الداعي لم يترك الامر هكذا بل ذهب وطرق الباب على أم الايتام ليتفاجأ بانها ومنذ سنوات لاتعرف من يضع لها المصاريف تحت عقب الباب ولكنها كانت تدعو له الله في كل صلواتها ان يرزقه بحسن الخاتمة .. المولى عز وعجل في كل عصر يمدنا بنماذج من البشر حتى يصبحون لنا دليلا ينيرون لنا ظلام الحياة وضلالها كلما ظهر اقواما وغبشوا فهمنا وعقائدنا باسائتهم للدين مشوهين صورته مدعين انهم اوصياء عليه .. وليعلمنا من المقصود بقوله تعالى ( الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون .) الصحابي الجليل الشهيد عبد الله ابن الزبير بن العوام رضي الله عنهما كان يتهمه اصحابه بالبخل اذا انه لم يكن يتبرع ويدفع ويتصدق كما يفعل الآخرون ... ولكنه بعد استشهاده وبعد ان تسلط عليه الحجاج بن يوسف وصلبه كما هو معروف في القصة الشهيرة .. ظهر كثير من فقراء مكة واكتشفوا ان من كان يعولهم ويصرف عليهم هو سيدنا عبد الله بن الزبير رضي الله عنه بدليل ان تمويلهم انقطع عنهم بموته .. جالت بخاطري هذه الخواطر وانا اجلس قبالة احد قنواتنا الفتية وفيها تلتقي المزيعة بأحد وزراء دارفور عقب اتفاق الدوحة الاخير .. وتقول له : السيد الوزير قد يترتب على هذا الاتفاق ان يطلب منك التنازل عن منصبك لاجل الطرف الآخر .. هل سترضى ذلك .. ليقول نعم سأرضى بل سأتوضأ وأصلي ركعتين شكرا لله على ذلك ....؟؟؟؟؟؟ الم تكن تكفي عبارة نعم سأرضى وما الداعي لاقحام الركعتين لله في الحوار ان كانت هي فعلا لله . وللتذكير فقط لا توجد في الدين صلاة تسمى صلاة الشكر انما هنالك سجدة الشكر فقط. ونموذج آخر أحد وزراؤنا الهميمين لا اذكره في أحد جلطاته الوزارية تسأله المزيعة ان كان سيتقدم باستقالته نتيجة هذا الخطأ الفادح .. فيرد قائلا ان تقديم الاستقالة سيكون بمثابة الفرار يوم الزحف .. وهي لله هي لله ..