الشبع العربي وين ؟ درديري كباشي [email protected] قبل ايام قدمت لي دعوة لاحد المطاعم الشامية لتناول الاكلة الفسطينية الشهيرة التي تعرف بالمنسف .. بعد ان زاد وصفها وتشويقنا لها احد الزملاء . رحنا ووجدناها كما ذكر لكن كالعادة العربية اهل الكرم والجود ما يقدم لنفر واحد يكفي لخمسة اشخاص دون ان يطلبوا زيادة .. قدر ما اكلنا في الارز واللحم لم نفعل بها اكثر مما فعلته شركة مكرام جنريت في جبال كسلا لم تغير حتى شكلها .. كلما توقفنا تقدم نحونا مشجعا احد اصحاب المطعم داعما ومحفذا دون جدوى .. نحن عزينا الحال الى حالنا نحن السودانيون غير مشهورين بحب الطعام وكثرة الاكل او الاهتمام به بدليل حال منتخبنا القومي لاعبنا (ليشوت) ضربة جزاء يحتاج لاثنين نفر يسندوه ... و كما قال احد الاصدقاء ان المائدة السودانية لم تتطور عبر الزمن .. مما شبينا على وجه الدنيا حتى تزوجنا واصبحنا آباء هي نفس الطبخات اي ( البامية ياها ذاتها) .. لكن هذا لاينفي انه اخوتنا العرب مبذرين جدا حتى في المطاعم التي تدفع فيها انت من حر مالك سيتم ردمك بالارز واللحم حتى تصرخ كفى .. انا والاخ الصديق حاولنا نتناقش مع صاحب المطعم ونعرف السر في ان يقدم كمية مهولة من الطعام لشخص واحد ولماذا لايكون هنالك نصف طلب .. قال حاول هو ان يقلل الكمية لكنه تصادم مع الزبائن .. ولانهم غضبوا عاد كما كان.. هي ثقافة تربوا عليها منذ القدم .. وحتى على مستوى الكبار لو بحثتوا في النت ستجدون صورا تحكي كيف اكرم أمير قطر منتخب بلاده لفوزه بكأس الخليج .. قدم لهم وليمة قوامها خروفا كاملا لكل لاعب .. بالصور كل لاعب يجلس وأمامه خروفا يتوسد تلة من الارز ويكاد المريب يقول كلوني .. كما توجد صورة لطبق في حجم حوض السباحة يتوسطة جمل بارك وحوله الخراف مرماة في تل من الارز الاصفر صورة مقززة منظرها اقرب لمكب النفايات..وهذا الطبع يتكرر رغما عما يبثه العالم عبر القنوات الفضائية حولنا من مجاعات في الصومال .. ومعسكرا ت اللاجئين في السودان والدول المجاورة .. طبيعي جدا ان تجد احدهم جالس في مطعم يصارع في كراع الخروف بيديه الاثنين والدهن يلطخ خدودة وهو ينظر بلا مبالاة لقناة الجزيرة وهي تنقل في اخبار الهياكل العظمية التي تسمى بشرا في الصومال وغيرها .. الدرس الالماني الذي تم ذكره قبل شهور في الانترنت للعرب لم يغير شيئا .. وهي حكاية الشباب العرب الذين ذهبوا الى مطعم في المانيا وكالعادة طلبوا طعاما يعادل اضعاف حاجتهم ولكنهم اكلوا ربعه فقط .. وعندما حاولوا أن ينصرفوا .. استدعتهم امراه مسنة وقالت لهم لماذا تطلبون طعاما اكثر من حاجتكم .. ردوا بانهم طالموا دفعوا ثمنه كاملا ليس لاحد حق في سؤالهم .. أفحمتهم المرأه بقولها ومن قال لكم ذلك ؟ .. اذا كانت الاموال التي دفعتموها اموالكم فالموارد التي وفرت هذا الطعام ليست مواردكم .. واتصلت بشرطة (حماية الموارد (اوعدنا يا رب بدل الشبيحة)) وتم تغريمهم خمسين يورو ... درس جديد يعني امتلاكك للمال ليس كافيا لتعبث بما تريد .. اختم بدورنا كسودانيين في الاسراف انه احد السودانيين من القبائل التي تشتهر بالكرم والفخر به وحليفة الطلاق .. عزم مجموعة من اصحابه وبعد ما رص لهم ما لذ وطاب التف الحضور حول المائدة وشمروا اكمامهم للشروع في الاكل قالوا بسم الله .. فقال لهم صاحبنا ( علي بالطلاق كان ما قلتوا بسم الله بشياطينكم كان شبعتكم ).