د. عزت ميرغني طه [email protected] يظل المواطن يستدين حتى يكتب عند الكل مديونا ويصير حاويا ويعمل خارطة طريق بعد ذلك حتى لا يمر بجنب (فوزي الجزار) ولا يصادف سيد البيت ويتسّحب براحه لئلا يعتر فيه (حسين) الموظف (المعاهو) في المصلحة وهو لم يجهز بعد عذرا بعدم السداد في الموعد الذي ضربه.... ففي الغالب وأنا على يقين بأن أي (محمد أحمد) قد قصد عدم ارجاع \"القروش\" التي استدانها الى أصحابها ولكن تكون قد جبرته الظروف وتراكمت عليه المصاريف فلم يعد يعرف لمن يوف ولمن يرد أولا ثم ثانيا من أين له ومرتبه بالكاد يعبر به الشهر. لقد قالوا الكثير في الدين والاستدانة وقد كتبها البعض في متاجرهم بأنهم (لا يودون خسارة زبائنهم.. لذا فانهم لا يسلفون أحدا)... وفعلا فهناك تعبيرا يستخدمه البعض للتعبير عن ذلك كأن يقول الشخص ...(ياخ أنا اتحرقت مع سيد الدكان) أو أن فلان داك أنا محروق معاهو (ويبدوا أن التعبير قد جاء من لعب الكنكان فمن يحرق لا يستطيع أن يعاود اللعب في العشرة)... وقد عبر عن ذلك بكل حكمة شيخنا (فرح ود تكتوك)... الذي كان يشير الى من يستدين منه بأن يضع ما استدانه من قروش تحت البرش... فجاءه (محروقا) يريد سلفا، فأشار عليه أن يأخد من تحت البرش.... وبالطبع فقد وجدة فارغا نسبة لأنه لم يرد ما عليه في المرة السابقة. وتتعدد المواقف المبكية المضحكة في شأن الدين والاستدانه. لكم بعض الطرائف في شأن الدين والمتدينين (ما الكيزان يعني) ان وددتم الزيادة عليها فبالطبع في مذكرة أي منا حكاية: عرف عن إمام مسجد الحي أنه كان تاجرا يسمح بالدين (الجرورة) من دكانه وكان لكل مستدين من أهل الحي (كراسا) يسجل ما عليه من حساب ولما كان يصلي بهم الجمعة كان يدعو في نهاية الخطبة باللهم أقضي دين المسلمين... فهمس أحدهم لجاره: \"ما عندك في الكراس أشطب بس\" فالدين من التاجر والسحب من الدكان لهو الممتع في لحظتها ولكن سرعان ما تتعدد الصفحات وتكثر الورقات وتكثر المغلطات عند المراجعة (أنا الزيت دا شلتو متين) ... (والحلاوة دي أنا مش قلت ليك ما تدوها للأولاد) وتكثر الجنيهات الواجب سدادها أول كل شهر ولما كانت الأسعار عندنا لا تستقيم على حال كان (سيد الدكان الجنبنا تفتيحة خالص) فهو لا يكتب الأسعار أمام البنود التي سحبتها من الدكان في وقتها ليقوم بملئها يوما الحساب و بسعر يوم السداد ... كما للمستدينين مواقف طريفة فللديانين أيضا.. فقد تعب صاحبنا وراء أحدهم ليقضي له دينه لحوجته الشديدة لذلك المبلغ فعزم يومها أن يذهب الية وخاصة أن اليوم (يوم صفر) أي قبل بداية الشهر وقد لا المستدين يكون قد تصرف في راتبه بعد... فعندما وصل الى منزله وجد تجمعا أمام المنزل وصوت بكا من داخل المنزل فعلم من الموجودين بالخارج أن والد ذلك الشخص قد توفي وأخبروه بان كان يعرفه فليدخل ويخرجه من جنب النسوان... فدخل الى المنزل ووجده يبكي فصبّره و صار يعدّد له... ياخ كلنا لها والباقي بس رب العالمين هسه (وين عمر بن الخطاب، وين سيدنا أبوبكر... حتى وينو الرسول ذاتو و.... ووين الخمسة ألف) اذن لا بد من استراتيجية يعمل عليها الدائن والمدين لكي يتقوا مثل تلك المواقف، فلقد استدنا من قبل من رحمهما الله الوالد والوالدة وفي قرارة أنفسنا وأنفسهم والله أعلم بأنها بالطبع (ديون هالكة) غير واجبة السداد كديون السودان لدول الغرب.... وصرنا نعرف بعد ما كبرنا بأن الديون يمكن بسهولة يمكن أن تصير (هالكة) فصرت أعتمد استراتيجية عندما تعرف أن من يريد دينا قد لا يستطيع سداده مش لأنه لا يريد ولكن مع كثرة المشاغل والهموم والصرف الكثير بتاع اليومين ديل (حيجيب ليك من وين) فصرت أقول لمن يريد دينا (غايتو أنا ما معاي المبلغ الطالبو دا لكن خد هذا المبلغ كلو كلو) فنفعت هذه الاستراتيجية الى حد ما.... لكن احدهم لم تنفع معه تلك الاستراتجية فأصر على المبلغ ولكن ما تعرفوا قد فرحت قدر شنو عندما لم يرجع لي ما استدان... فقد كان والله يكرم السامعين كما يقولون (لزقه) فعندما يتكلم فهو يتكلم بلا انقطاع ويثقلك بالقوالات والشمارات والخبارات والتي لا زمن لها ولا طولة بال وتظل تعد في الدقائق... فصار يتجنبني هذه الأيام ... انشاء الله ما يرجع الخمسين..... فقد قال احد الحكماء.... يا بني ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية وذقت المرارات كلها فلم أجد أمر من الحاجة الي الناس ونقلت الصخر و الحديد فلم أجد أثقل من الدين.... الهم أقضي دين المسلمين...