قولوا حسنا الأستثمارات والحروب محجوب عروة [email protected] مخطئ من يظن أن وقوع البلاد فى مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الدامية يمكن أن تجذب الأستثمارات الخارجية مهما حاول هؤلاء مجاملة المسئولين وأطلقوا الوعود بأنهم سيثتثمرون أموالهم فى السودان ويأتوا بأصحابهم.. حكى لى وزير مالية سابق فى عهد الرئيس المخلوع نميرى بأنه عندما كان يجرى مشاورات خارجية مع أحد المؤسسات المالية الكبرى لتمويل أحد المشروعات الزراعية الهامة بالبلاد وبعد أن تحدد ميعاد توقيع الأتفاق صباح اليوم التالى وصلت لتلك المؤسسة المالية خبرا عاجلا من مصدرها بالسودان أن الرئيس السودانى جعفر نميرى كشف فى خطبة له أمس بأنه تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة. وحاول المسئول السودانى أن يقنع المؤسسة المالية بأن ذلك لم يرد فى خطاب النميرى الرسمى بل جاء بنص الخطاب بكل اللغات ولم يحتوى على ذلك الخبر بمحاولة الأغتيال. ولكن اتضح أن النميرى قال ذلك بالفعل خارج النص الرسمى كعادته خاصة عندما ينفعل أمام الجماهير التى تحشد له حشدا بالترغيب والترهيب وبأموال دافع لاالضرائب وهو أمر معروف فى مثل تلك الأنظمة السلطوية! لن أندهش ان حدث نفس الشئ الآن خاصة وقد أصبحت المعلومة عبر الشبكة العنكبوتية والتطور الهائل فى القنوات الفضائية ووسائل الأتصال تأتى فى نفس اللحظة وربما قبل أن ينتهى المسئول من خطبته. ويحضرنى فى هذا الخصوص موقف طريف لأحد السفراء السودانيين قبل أعوام فى العاصمة الأمريكيةواشنطن فقد حاول ذلك السفير أن يجتهد فى تحسين العلاقة مع الأدارة الأمريكية وعندما تحدد له لقاء مع أحد الديبلوماسيين الأمريكيين حاول السفير السودانى اقناع المسئوول الأمريكى بما يملك من قدرات خطابية عالية باللغة الأنجليزية أن حكومته راغبة فى تحسين العلاقة مع أمريكا ولكن أسقط فى يده عندما أخرج له ذلك المسئول الأمريكى ورقة جاءته فى تلك اللحظات فيها تقرير فحواه أن أحد المسئولين السودانيين فى تلك اللحظة كان يكيل الشتائم على أمريكا!! وأين؟ فى أحد القرى السودانية النائية!! الأستثمار مناخ وحالة استقرار سياسى ونفسى وسياسات اقتصادية واضحة، ناجحة ،مستقرة، جاذبة ،مناسبة وبعيدة عن شبهة الفساد قبل الأجراآت الأدارية.. هى حالة ارادة سياسية لحسم المعوقات التى تعترض المستثمرين وعلى رأسها مشاكل التنازع على الأراضى ليس بين الحكومة المركزية والولائية وحسب بل بين المستثمرين والأهالى الذين يقطنون تلك المناطق القابلة للأستثمار.. قد يعتقد بعض المسئولين أن القضاء وحده أو القرار الأدارى يمكن أن يحل المشكلة ولكن هب أن القضاء قال كلمته أو القرار الأدارى اتخذ قراره فأنى للمستثمر أن يأتى بقوة مدنية أو يستأجر قوة نظامية لتحرس له أرضه عندما تنسحب القوات الرسمية من المنطقة فيأتى بعض سكان المنطقة ويفعلوا مايريدون فى تلك الأرض؟.. عندما كنا فى طريقنا للشمالية فى اجازة العيد مررنا بطبيعة الحال بأراضى شاسعة فأشار الى الجالس بجوارى أنه (كان) يمتلك أرضا استثمارية واسعة وهى مخططة رسميا وقام بوضع اشارات أرضية لتحديدها ولكنه الآن لا يعرفها لأن بعض الأعراب قاموا بنزع تلك الأشارات والأدعاء بملكيتها فتركها لأنه أصبح من المستحيل حراسة أرض تبعد مئات الأميال عن العاصمة!! الحالة السورية وكتاب خارج الشبكة عجبت لبعض الكتاب يستهزءون من قرار الجامعة العربية الشجاع ازاء النظام السورى وأقول لمن قال أن الجامعة (استأسدت على الأسد): وهل (الأسد) الا أسد على شعبه وفى الحروب مع اسرائيل نعامة؟ أما ذاك الذى لا يعترف بأن النظام قد انهار فأقول له لقد سقط وانهار اخلاقيا وسياسيا وأدبيا وان هى الا دابة الأرض تاكل منسأته وسيخر قريبا كما خر نظام القذافى ونال هذا جزاؤه جزاءا\" وفاقا.