حديث المدينة الشفقة .. تطير..!! عثمان ميرغني هل تذكرون قصة السباح السوداني.. في أولمبياد استراليا قبل عدة سنوات.. الذي قفز إلى ماء حوض السباحة قبل صافرة الحكم.. فأخرج له الحكم (الكارت الأحمر) وأخرجه من المنافسة.. بعد كل الرحلة الطويلة إلى استراليا.. (الشفقة) جعلته بدلاً من أن يسبح.. يطير.. من المنافسة. أمس الأول ارتكب (وزير) نفس الخطأ.. (تلب) في حوض التشكيل الوزاري قبل أن يصفر الحكم.. كل القصة أن الرجل الذي لم يسبق له الاستوزار.. وهو يسابق العمر لتحظى سيرته الذاتية بكلمة (وزير).. يبدو أنه ومن مصادره الخاصة حصل على تسريبات بأنه عبر.. اسمه عبر إلى كشوفات الوزراء الجدد.. الرجل– وللحق والحقيقة- لم يستعجل.. استخدم كل مهارته في الحصول على تأكيدات من مصادر مطلعة.. والمصادر أكدت له أنه (وزير).. لم يحتمل صدره النشوان حجم الخبر الكبير.. فأسرّ به إلى أذن زوجته.. لم يكن في خاطره أن يشيع الخبر.. لكنها زوجته.. كاتم أسراره.. كيف يخفي عنها مثل هذه المفاجأة العظيمة.. هول الخبر كان أكبر من قدرة الزوجة على الصمود.. لم تذهب به بعيداً.. فقط سربته بكل حذر إلى والدها.. أرادت أن تشركه –مبكراً – في الفرحة.. فهو والدها.. لماذا تكتم الفرح عنه. يوم السبت الماضي.. والرجل (الوزير المرتقب) مع أسرته في بيته سمع طرقاً بالباب.. فتح الباب، ولم يتمكن حتى من التقاط أنفاسه.. والد زوجته مع فوج من الأعمام والأخوال يدفعون أمامهم (خروفاً) من ذوات الدفع الرباعي.. وقبل أن يفيق (الوزير المرتقب) من دهشته كانت (رقبة) الخروف طارت.. مصحوبة بطوفان من التباريك.. خبر الوزير شاع مع رائحة شواء الخروف وأمواج المهنئين الذين تزاحموا على بيته من الجيران وجيران الجيران.. وبدأ الوزير يحس بالحرج ثم الرهبة.. ثم الخوف من أن تطير الوزارة بسبب (الشفقة).. نفس (الشفقة) التي حرمت سباحنا من المنافسة عندما قفز في حوض السباحة قبل الصافرة. حتى هذه اللحظة لم يعلن التشكيل الوزاري.. وقد يكون الوزير في القائمة.. لكن كم من وزير خرج من التشكيلة قبل ثوانٍ معدودة من نطق المذيع بها في نشرة الساعة العاشرة مساء.. وكم من وزير لم يكن في الحسبان.. دخل في آخر ثانية.. وحتى لحظة إعلان التشكيلة.. تشكيلة المنتخب القومي للحكومة.. سأنتظر –أنا- أيضاً لأرى آخر حكاية الوزير.. الذي أتمنى من كل قلبي ألاّ يكسر التعديل الوزاري خاطره.. فهي أول مرة له في الوزارة.. وآخر مرة يرتكب فيها جريرة (الشفقة)..!! لو دخل.. مبروك، وعندها سأكشف لكم اسمه .. ولو (طار) كفارة.. و(خلوها مستورة)!! والشفقة .. تطير..!! التيار