نور ونار الحزب الأتحادي..حلاوة المشاركة ومرارة الأنشقاق م.مهدي أبراهيم أحمد [email protected] لم تأخذ مشاركة حزب -من الأحزاب - في الحكومة حيزها في التداول والنقاش والتنديد مثلما أخذت مشاركة الحزب الأتحادي اليمقراطي في الحكومة العريضة والتي أتفقت غالبية الأراء فيها علي التنديد بالمشاركة الصريحة وأعتبروها بمثابة نعي واضح وموت فاضح لجموع الحركة الأتحادية التي أختزلت سنين النضال وقضت بأطماع قادته الي مشاركة الحكومة بل والدخول معها في محاصصة ومقايضة بغرض تمكين المشاركة الخجولة وأضفاء جوانب الشرعية علي المشاركة في صنع القرار وتدارك أحوال البلاد في هذه المرحلة العصيبة بزعمهم . ومحط الغرابة يبرز في رفض الحزب الأتحادي الديمقراطي في المشاركة في حكومتين عسكريتين من قبل بدعاوي أن الحكم العسكري حكم شمولي ديكتاتوري لاتجوز موالاته والمشاركة معه ولذا فقد ألتزم قادة الحزب الأتحادي الديمقراطي جانب المعارضة في كل الحكومات العسكرية التي عانوا منها في المحاكمات والأعتقال فقد توفي رائد الحركة الأتحاية في السجن في عهد النميري رفضا للحكم وتمت محاكمة أقطابه بدعاوي الفساد ولكن علي الرغم من ذلك صمد الحزب في وجه العاصفة الهوجاء وحتي تقرب النميري لزعيم الحزب بأقامة مئوية السيد علي الميرغني في سنكات قابلها رئيس الحزب ساعتها بنوع من الرفض وعدم القبول الحركة الأتحادية تصمد برغم كافة أنواع الأضطهاد ولكن في حكومة الأنقاذ يقابل الميرغني دعوة الحكومة للمشاركة بعرض الحقائب الوزارية والمساومة عليها ومن ثم تكون أجابة رئيس الحزب عن دواعي المشاركة بأنها نوع من الواجب الوطني الذي يحتم للجميع المشاركة في محنتها وأزماتها. وذات الخطوة التي بادر بها طائفة من الحزب رأو في خروجهم من عباءة رئيس الحزب الي فضاءات المشاركة في الحزب الحاكم نوعا من الأنتهازية السياسية ماحدا بالحزب الي محاربتهم ورميهم بكل الصفات الموصفة لهم بأنهم طلاب سلطة وأنتهازيون أنقلبوا علي مبادي الحزب الي موالاة الشمولية والديكتاتورية لاتشفع لهم نضالاتهم في خطوتهم بل سقطوا في بحور الأخلاق والمبادئ ووقفة جمهور الأتحاديين ضد أولئك يوصفها المحللين بأن الحزب لم يقف منذ نشأته ضد أحد من أعضائه مثلما وقف الجميع ضد من خرجوا من الحزب بدواعي المشاركة في النظام وموالاة النظام الشمولي ولكن في خطوة الحزب بأجمعه ربما يجب علي الجميع الصمت فقد يري رئيس الحزب في الخطوة مالم تره القاعدة العريضة وربما تكون في كراهة الشئ الخير العميم . واليوم يشارك الحزب الأنتهازيين خطوتهم ويستحسن في خطوته ماكان يستقبح في خطوتهم وبين الموقفين ربما يبرز التناقض الواضح الذي ربما يجعل المتابع حائرا أما تلك المواقف وتجعل من أعضاء الحزب يلوذون بالصمت المطبق نظرا لتقارب الموقفين وأنعدام التبرير فقد توحدت المواقف أولا ضد المستعجلين للمشاركة والآن ربما تتشتت المواقف وتتباين الأراء وتتمايز الصفوف وقد تختلف جميعها في المواقف المتناقضة الا أنها تكاد تتفق في رفض القاعة العريضة لمشاركة الحزب في الحكومة ونفي الحزب للتصدعات والأستقالات داخل المنظومة تفضحها مشاركة الحزب الصريحة في الحكومة..