؟؟ نامدو ابكر موسي/امستردام [email protected] منذ ان اصدر ت محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الهارب من العدالة الدولية الجنرال /عمر حسن احمد البشير في 4 آذار (مارس) 2009 لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في حق الشعب السوداني في اقليم دارفور.. فاستبشر شعب دارفور خيراً وتنفس الصعداء في أمل ان يتم محاكمة عمر البشير الذي اعلن علي الملأ في احتفال في الفاشر عام 2003 بحضور الرئيس التشادي ادريس دبى بانه اطلق يد الجيش في دارفور ووجه قواته بانه لا يريد اسيراً ولا جريحاً وتم نقل ذلك في وسائل الاعلام المختلفة ومدون في محكمة الجنايات الدولية بمسمي الاعلان السياسي للابادة الجماعية في دارفور.. ومنذ ذلك الوقت وحتي هذه اللحظة لم ينعم اقليم دارفور بالاستقرار, وافرزت كل هذه النتائج الفظيعة التي تتمثل في قتل اكثر 300الف شهيد وكذلك حرق اكثر من 3الف قرية بالاقليم وايضا تشريد نحو 3مليون نازح ولاجي يفترشون الارض ويلتهفون السماء في المعسكرات واغتصاب الحرائر وما الي هنالك من جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية. نعود لمذكرة التوقيف كما اسلفت ومنذ وقتها ظل السجال ماثلاً بين حكومة البشير ومحكمة الجنايات الدولية .. بإصرار محكمة الجنايات الدولية باعتقال البشير ومحاولة البشير وحكومته نعت المحكمة بانها ذات اجندة سياسية تستهدف الدول والشعوب المستضعفة لكي تكسب ود الجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي كمنظومات اقليمية وايضاً دول اخري تجمعها بالسودان مصالح اقتصادية لتقويض المذكرة او إلغائها او علي الاقل تجميدها .. فمعارك الكر والفر والمناوشات السياسية والقانونية استمرت للفترة طويلة ولكن بمرور الوقت اضمحلت واختفت تماماً ولم يتبقي منها الا المناورات التي تتم بعد الفينة والاخري بين المدعي العام للمحكمة لويس مورينو اوكامبو وحكومة السودان وخاصة في اثناء الزيارات التي يقوم بها الجنرال عمر البشير الي بعض الدول العالم. هذا التطور الذي حدث ازاء مذكرة التوقيف لقد تم تجميد المذكرة في اطار صفقة بين المؤتمر الوطني والمجتمع الدولي وذلك بان يقوم المؤتمر الوطني بتذليل كل العقبات التي تعرقل سير الاستفتاء وكذلك سلاسة عملية وايضاً الاعتراف بالنتيجة ومباركتها بمقابل تجميد المذكرة.. ولاندري كم عدد سنوات التجميد؟؟ ولكن الان مسألة اعتقال البشير منسية تماماً وليست اولوية للمحكمة التي اتجهت الان لاصدار مذكرات اعتقال جديدة دون حسم المذكرات السابقة . ما يؤكد ما ذهبنا اليه ما جاء في معرض رد السفير السوري لدي جامعة الدول العربية يوسف الاحمد علي وزير خارجية حكومة البشير علي كرتي اثناء وبعد قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا بجامعة الدول العربية بسبب قمع وقتل نظام حزب البعث للشعب السوري .. فقال السفير السوري غاضباً وساخراً في ذات الوقت :( ناسف من مواقف حكومة السودان لتصويتها لصالح القرار والتأمر علي سورية واضاف بعد مذكرة توقيف البشير دافع الرئيس الاسد عن السودان في قمة الجامعة العربية بالدوحة اكثر من السودانيين انفسهم بسبب مذكرة التوقيف والتي بعد الانفصال أصبحنا لا نسمع عن هذه المذكرة شيئاً). فسورية كدولة وبعلاقاتها الجيدة مع السودان وعلمها كذلك بالمساومات والصفقات التي تتم هنا وهناك .. فتصريحات السفير السوري يوسف الاحمد لم تاتي من فراغ وانما واقع ماثل علي الارض فهذه هي الحقيقة بتجميد مذكرة التوقيف مقابل ضمان الانفصال السلس لجنوب السودان والسؤال الموضوعي الذي نطرحه الان ماذا بعد ذلك؟؟.