[email protected] كثير من السودانيين بعد أجازتهم فى السودان يرجعوا يكتبوا عن غلاء المعيشة وغلاء العقارات ومنهم البكتب عن وسخ الخرطوم وياخدوا صور وينزلوها فى مواقع النت وهاك يا تعليقات من السودانيين فى كل انحاءالدنيا وكانهم اصبحوا ليس جزءا من هذا السودان ولا يشاركون فى همومه وايجاد الحلو للمشاكله التى اصبح جلها عصيا على الحل. . لم أعمل فى اجازتى للسودان التى امتدت لثلاثة اسابيع، بما اوصانى به اصدقاء المهجر بأن احمل كمية كبيرة من القروش (لانها اصلامافى) ولم استأجر سيارة كما أوصانى بعضهم (لانى مابعرف اسوق)،المهم خشيت البلد متوكلا على الله وحاملا شوقى الشديد للناس ،ولم يكن همى ما سخر للانسان من طرق وكبارى واسواق بقدر ما كان همى الانسان نفسه فاخلاق الانسان السودانى هى الضامن الوحيدللبناء والتعمير وماعدا ذلك هى اشياء تأتى وتذهب ، رغم اننى انزل سنويا للسودانولكن التغيير السريع فى الخرطوم التى اصبحت للاسف كل السودان بسبب اهمال باقى المدن السودانية ادى الى اكتظاظها بالسكان واصبح اهلها فى جرى ولهث صباحا ومساء مناجل توفير لقمة العيش دون سواها من رفاهيات الحياة الاخرى ،وفى سبيل ذلك افتقد معظمهم للقيم والاخلاق الحميدة التى كانت تميز السودانيين عن غيرهم من الشعوب،فشهدت الكثير من المشاكل بين الاخوان تصل للمحاكم بسبب ارث لايستاهل ،واصبح الغش والحلف بالله كذبا ممارسة عادية للغالبية من الناس ، اختفت القناعة والرضاء بالمقسوم واصبح الكل يسعى بأى طريقة حتى وان كانت غير شريفة ان يكون (زى وزى باقىالناس ) ويقول ليك (العندهم ديل احسن منى فى شنو) لذلك اصبت المشكلة الاقتصادية تجسد المشكلة السياسية والكل يقول نفسى نفسى ،أما تغيير النظام فأصبح ينظر اليه نظرة قبلية وعنصرية اذ نجح نظام الانقاذ فى تعميق هذه النظرة بسيطرته على الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ولاغرابة ان اصبحت صحيفة الانتباهة من اكثر الصحف توزيعا فى الخرطوم ، بالرغم من وجود مجموعة واعية من الشباب ترى ضرورة تغيير هذا النظام لانه تسبب فى ما آل اليه حال البلد ،الا انهم يواجهون صعوبة فى المساندة من الناس لان غالبية الناس مازلوا يصدقون آلة الاعلام المضلل وتخويفهم من البديل بحجة انثوار دارفور وكردفان والنيل الازرق عنصريون ضد قبائل الشمال فصدق حتى اغلب المتعلمين هذه الاكذوبة المروج لها اعلاميا من النظام ،وايضا احباط جزء كبير من الناس من قيادات المعارضة . لكن الوضع الاقتصادى المتدهور جدا بالزيادات اليومية فى اسعار السلع الاساسية سوف يكون بلاشك عامل هام جدا لثورة حقيقية اذا وجدت قيادات واعية . طبعا هناك الكتير من العمارات الجميلة قامت فىانحاء متفرقة من العاصمة ،لكن كثرة الشحادين فى قلب العاصمة جعلنى انساها سريعا،وعلى غير العادة اصبح الشحادين من مختلف السحن والاعمار نقلت لصديقى الحكومة ماشايفه شغلها فى شحادين كتار، رد جادا الحكومة اكبر الشحادين! ضحكت رغم مرارةالحديث ،الغريب انى قرأت فى احدى الصحف الصادرة فى الخرطوم ان هولاء الشحادين عصابات منظمة ولهم رؤساء يدفعون لهم ضريبة وكانهم ماشايفين العصابات البتسرق فىالبلد وحتى لو كان الخبر صحيح مش اولى انهم تكتبوا عن كيفية معالجة هذه الظاهرة المزعجة، الجرائد السودانية مازالت لاتحترم عقول الناس ورغم ذلك نحنا ممكن نكون اكبر دولةبتطبع وتوزع جرائد يومية . راعنى كثيرا اكتظاظ المراكز الصحية والمستشفيات بالمرضى لم يكن السودانيون يمرضون بهذه الأعداد المهولة، فما الذي يحدث؟ بسبب سوءالتغذية ام تغير نمط حياة الناس ام انتشار التلوث وضعف الرقابة على الاغذية الواردة؟ افتونا يا اطباء السودان ؟ حاولت ان ابحث عن اشياء مصنوعة فى السودان لماجد تقريبا حتى اصغر الاشياء من الصابون الذى كنا نصنعه فى المدرسة المتوسطة مصنوع فى سوريا وغيرها من البلدان. ماذا يصنع السودان اذا بالرغم مايدعى اها الانقاذ منتطور ؟ مسألة النظام والنظافة هى تربية وسلوك مكتسب فى الغالب فى بلدنا يكاد ينعدم هذا السلوك يعنى عادى ممكن تكون واقف فى اى صف ويجىواحد ينادى زول ويدخل قبلك ،حاولت مرة الاحتجاج سؤلت (يازول انت جاى من وين)يعنىبقيت انا الغلطان ،حاولت مرة ان لا ارمى علبة الماء الفارغة فكان رد صديقى (يعنى انت لو ما رميتها خلاص البلد حا تنظف ) يعنى السلبية بقت صفة ملازمة للغالبية والسؤال هل يعرف الواحد منا ان الاصلاح يبدأ منه ثم ثم ثم الى اخره ؟ تظل هناك بعض الجوانب المشرقة فى حياتنا فمازال الناس يتواصلون فى المأتم والافراح ويدفعون (حتى لو ادينو القروش ) ومازالت أحياءنا الشعبية يسارع شبابها لدفن الموتى وفيها بعض القيم الجميلة التى اتمنى ان تبقى فهى من الاشياء القليلة جدا الجميلة الباقية فى السودان . لكن فى الغالب المشكلة السياسية الاجتماعية الاقتصادية السودانية كبيرة جدا لدرجة انه اصبح واجبا علينا النظر بقلب وعقل مفتوحين والبعد عن الانانية والقبلية التى اصبحت تسيطر على جزء كبير من تفكيرنا،فاما ان نسعى لننقذ ما تبقى من السودان حتى نستعيد ما ضاع، او يذهب ما تبقى لغير رجعة. معتز جعفر الحسن هولندا