أجاز مجلس الوزراء موازنة العام 2013 البالغة (34) مليار جنيه بعجز مالي يبلغ (10 ) مليارما يؤكد ان في الافق شجر يسير على قول زرقاء اليمامة وفي خطوة احترازية عمد مجلس الوزراء الموقركعادته للعزف على وتر وعي الشعب السوداني بحقيقة الاوضاع المحيطة . وقبل الحديث عن الاوضاع المحيطة والتي يريد البعض من خلالها القفز للحديث عن الحصار الاقتصادي واستهداف دول الاستكبار والازمة المالية العالمية دعونا نقف في شيئ من التروي مع حقيقة الوضع الاقتصادي التي صرنا اليها والتي تؤكد فشل الحكومة بدرجة الامتياز في ادارة الاقتصاد الوطني بصورة تنعكس خيرا على حياة اهل السودان ،بل ان الغالبية باتت تعيش في حالة من شظف يحن لها حتى قلب (الكافر ) لدرجة دفعت بالهيئة التشريعية لمطالبة الرئيس الاسراع في حل الضائقة المعيشية عبر قرارات عاجلة لضبط السوق وتحديد الاسعار ومنع تفلتها . ان الناس لا يقفون كثيرا عند الاحاديث التي تلوكها قيادات المؤتمر الوطني الخاصة بتجريم المعارضة من الامة والشعبي وغيرها بشأن مشاركتها في المحاولة الانقلابية الاخيرة فغالبية الناس باتوا مشغولين اما بكيفية الحصول على بضع قطع من الخبز الحاف او كيفية توفير الفحوصات الطبية والدواء لاحد افراد الاسرة يعاني السقم الذي بات في اغلب الحالات سببه سوءالتغذية وفقر الدم او حتى السل الذي بات ينتشر في اجزاء واسعة من البلاد بفضل السياسات الاقتصادية التي جوعت العباد. يخطئ اهل الحكم كثيرا في اعتقادهم بان وعي الشعب السوداني بحقيقة الاوضاع المحيطة يعني غض الطرف عن الاخفاق المتواصل وتجاهل قضاياه المعيشية ،وتخطئ الحكومة كثيرا اذا كانت تعتقد بان المعارضة هي التي تسقط الحكومات فالشارع العربي هو الذي احدث التغيير في احداث الربيع العربي، ان الاخوان المسلمين في مصر وتونس وليبيا وفي اليمن السعيد لم يجلسوا ليضعوا خطة الانقلاب على الانظمة برغم تهالك تلك الانظمة التي كانت مثل عصا سليمان التي قضت عليها دابة الارض . يتمتع المواطن السوداني البسيط بقدرة عجيبة في التعاطي بشأن السياسة وهو في ذلك الشأن سابق لاشقائه في كافة البلدان العربية والشعب السوداني يدرك تماما حالة الوهن في كياناته السياسية التقليدية ويقيني ان استمرار حكومة المؤتمر الوطني لمدة تقارب ربع القرن برغم اخفاق سياستها الاقتصادية دليل دامغ على وهن القوى السياسية المعارضة ما دفع بالحكومة بمواصلة ذات السياسات التي يمكن وصفها بسياسات افقار المجتمع غير ان الحكومة تبدو وكأنها لا تبالي بردة الفعل لدى المواطن وهنا مكمن الخطر .