حديث المدينة الحسد الرسمي !! عثمان ميرغني تدور هذه الأيام معركة حامية الوطيس في الجزء الشمالي من ولاية الجزيرة.. في منقطة الباقير الصناعية.. محلية الكاملين جردت كل أسلحة الدمار الشامل لقصف المصانع (المتبقية!) في المنطقة بعدما نجحت في إغلاق غالبيّتها. حتى الآن حوالى (8) من مديري المصانع طالتهم أوامر القبض.. وزجّ بهم في الحراسات.. وقائمة أخرى لا تزال ينتظرها نفس المصير.. بعد أن أعلن أصحاب المصانع امتناعهم عن الانصياع لمسلسل الجبايات الحارقة التي فرضت عليهم هذا العام.. واتفق – أمس – أصحاب المصانع على إغلاق مصانعهم والتوقف عن العمل ابتداء من يوم الاثنين القادم.. نهاية هذه المعركة – غير المتكافئة- معلومة.. الوضع الاقتصادي الخطير الذي تمر به البلاد أصلاً يهدد كثيراً من الأعمال بالتوقف.. والسوق تعتريه هواجس كبيرة حول مستقبل الاقتصاد مع الظلام الكثير المحيط بالمعلومات عن وضع الاقتصاد الآن.. وفي مثل هذه الحالة عندما تشرع محلية الكاملين في شن هجماتها التدميرية فإنها لا تفعل أكثر من تأزيم الأزمة الاقتصادية.. وزيادة الأثقال حتى تنهار الصناعة بأعجل ما تيسر.. والذي لا يعلمه معتمد الكاملين أو المجلس التشريعي لولاية الجزيرة الذي أجاز مثل هذه الرسوم الباهظة.. أن الولاية ستخسر حتى لو بدا لهم أنهم يكسبون.. لأن الجبايات التي تنتزع بقوة أوامر القبض اليوم.. لن تسطيع المحلية إصدارها في المستقبل لأنها لن تجد مصانع من الأصل.. وطبعاً لن يخسر معتمد المحلية أو موظفوها.. لكن الذي يخسر هو الشعب المقهور بمثل هذه العقليات.. لأنه يفقد فرص العمل.. وتشرد العمالة وتفقد كثير من الأسر مصادر رزقها. وتزداد قوائم مستحقي الزكاة.. ويتحول الشعب إلى زمرة مساكين لا ينتجون ولا يمارسون نعمة الطموح والأمل في المستقبل. بصراحة صرت مقتنعاً بما قاله لي رجل أعمال قبل عدة سنوات.. أن الأجهزة الحكومية تمارس (الحسد الرسمي).. وتعتبر رجال الأعمال فئة نواعم منتفخة بالمال الحرام أو الحلال لهم.. وأن (قلع) أموالهم عمل خيري (نحسبه!!) يكتب في ميزان حسنات الحكومة. المثير للدهشة أن ما تمارسه محلية الكاملين فيه صفع سافر لكثير من توجيهات السيد رئيس الجمهورة نفسه.. الذي طالب بالتعامل مع الاستمثار وبالتحديد الصناعة بمرونة أكثر. للدرجة التي طلب فيها تخصيص الأرض لهم مجاناً.. كيف تتكون الأرض مجاناً إذا كانت محلية الكاملين تحاسب المصانع على العوائد بالمتر المربع وبرسوم باهظة ممعنة في الظلم والإجحاف.. الأجدر بالبروفيسر الزبير بشير طه أن يطلب من الملجس التشريعي للولاية إعادة النظر في هذه الرسوم. وأن يجعل من منطقة شمال الجزيرة الطرف الذهبي الذي (يجذب) له الاستثمار من ولاية الخرطوم. فهو موقع مغرٍ لأنه أقرب نقطة لأكبر سوق استهلاك.. العاصمة الخرطوم.. وبالعدم.. ليت د. عبد الرحمن الخضر يستعجل تشييد المدن الصناعية المنصوص عليها في المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم. حتى يريح ولاية الجزيرة من معاركها مع الصناعة والمصانع.. التيار