حديث المدينة دبل كيك!! عثمان ميرغني \"دبل كيك\" لمن لا يعرفون لعبة كرة القدم.. هي (الحركة) التي يعملها اللاعب الحريف.. عندما يطير في الهواء ويلوّح برجليه الاثنتين ثم يركل الكرة إلى الخلف.. وتصبح الحركة (مبالغة).. قمة الروعة.. إذا نتج منها هدف.. المؤتمر الوطني .. عمل (دبل كيك) ولا أروع.. في الزاوية العليا من المرمى.. عندما نجح في إدخال السيدين إلى القصر الجمهوري.. سيدي عبد الرحمن الصادق المهدي.. وسيدي جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني.. وأصبح سيد القصر الجمهوري.. (سيد الحيشان الثلاثة).. حوش المهدي.. وحوش الميرغني.. وحوش بانقا.. و روعة ال(دبل كيك) هنا أن المؤتمر الوطني لما رأى السيد الصادق المهدي يضن عليه بحزبه.. في مشاركة السلطة.. وأن السيد الميرغني لأربعة أشهر يقدم رجلاً ويؤخر أخرى.. تركهما ودخل إلى البيتين من الباب الخلفي.. فأدخل الأبناء وترك الآباء.. المؤتمر الوطني –بكل ذكاء- أدرك أن حزب الأمة سيقول: إن العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي ترك الحزب واستقال وهو لا يمثل الحزب.. وفعلاً هذا ما قاله عبد الرحمن بعد أداء القسم.. إذ أقسم مرة أخرى أنه لا حزب أمة ولا يحزنون.. حسناً.. يستطيع العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي أن يستقيل من الحزب.. فهل يستطيع أن يستقيل من أبيه.. هل يقدر أن يمسح (الصادق المهدي) من اسمه.. وليس المطلوب-حسب المؤتمر الوطني- إلحاق أبيه به.. بل طائفة الأنصار.. التي تحترم وتوقر وتتبع كل من يتبع للسلالة.. والسلالة لا يمكن الاستقالة منها. كذلك جعفر الميرغنيّ .. هو ابن سيدي الميرغني.. مهما قيل وقال.. والأتباع الخلص للطائفة الختمية يوقرون سيدي وكل ما انبثق عنه.. إذن.. كسب المؤتمر الوطني تحالف السيدين.. تحالف الأنصار والختمية.. فماذا سيفعل حزب الأمة بغير الأنصار .. أو الاتحادي بغير الختمية.. ألم أقل لكم أنها (دبل كيك) في سقف المرمى أذهلت الحزبين.. لكن مع ذلك هي لعبة ودية .. على مبدأ فوز- فوز (Win -win) .. الوطني يكسب تحالف السلالة الشريفة.. والزعيمان المهدي والميرغني يكسبان سلطة غير مكتوبة.. فهما في داخل القصر الجمهوري.. إسراء بالروح لا بالجسد. الخاسر الوحيد في اللعبة .. هو المدعوّ الشعب السوداني.. فمنصب (مساعد!) الرئيس في السلم البرتوكولي رفيع للغاية.. لكنه أيضاً باهظ النفقات المدفوعة من حرّ مال فقر شعبنا المدقع.. وليست المشكلة في المال فحسب.. فالمثل الشعبي قطع بأن (الجاتك في مالك سامحتك..) لكن المشكلة في (تفريغ) المناصب السيادية الكبرى من الجدية وتحويلها إلى مجرد باقات ورود صناعية.. الدخول لأي وظيفة في الخدمة المدنية تمر عبر لجنة الاختيار والمعاينات.. أما وظائف القصر الجمهوري .. فلا تحتاج إلى أكثر من (فصيلة الدم)..!! التيار