بسم الله الرحمن الرحيم ماذا يدور في عافية الصحة د.سيد عبد القادر قنات [email protected] هل يُدرك جميع الذين يتبوأون مناصبا اليوم أن تلك المناصب لاتدوم؟ وهل يدركون أن ما يبقي بعد زوال المنصب هو الإنجاز والكلمة الطيبة؟ وهل يُدركون أن أي مواطن جلس علي كرسي الوظيفة دون وجه حق يكفله ذلك ، فإن ذهب فلن تجد من يفقِده أو يتحسّر علي ذهابه ، بل قطعا ستجد أناس كثر يفرحون ويُهللون لإزاحة ذلك الموظف من تلك السلطة. دار لغط كثير حول وزارة الصحة والتي نعتقد أن هنالك لعنة قد أصابتها منذ إنقلاب يونيو 1989 وحتي تاريخه، فقد تعاقب علي وزارة الصحة وزراء كثر وما زالت عجلتها تدور إلي الوراء والخدمات الصحية تسير من سيء إلي أسوأ. جاء وزير حزب أمة وجاء حركة شعبية وجاء تكنوقراط وجاء ضابط طيار وجاء إتحادي ديمقراطي وجاء طبيب ومع كل ذلك لم نشهد تقدما وإنفراجا بالدرجة التي كنا نحلم بها ، وإن كان الإستثناء فترة تولي دكتور كمال عبد القادر منصب وكيل وزارة الصحة، فقد شهدت حراكا من أجل صحة المواطن وتوفير كثير من معينات العمل، ومع ذلك توقف دوران العجلة بل صارت الحركة إلي الخلف. جاءت الأيلولة ولم يستبشر بها الكثيرون ، والآن جاء مامون حميدة وزيرا للصحة لولاية الخرطوم ، وأيضا لم يستبشر به الكثيرون ومن ضمنهم كاتب هذا المقال، لإسباب كثر أقلها إنه أكبر مستثمر في الصحة تعليما وخدمة ، وهنا لابد من تقاطع وتضارب المصالح ، وفطرة الإنسان أنه خُلق هلوعا ويحب المال حبا جما. ظهرت في الأيام الفائته قرارات صدرت عن وزارة الصحة الولائية وشملت تنقلات لعدد من مساعدي المدراء العامين للمستشفيات. أولا الخدمة المدنية هي متحركة بحسب مصلحة العمل ولا يمكن أن تكون هنالك وظائف ماركة مُسجلة لإشخاص بعينهم يحتكرونها لسنون! أليس النقل هو جزء من قانون الخدمة المدنية؟ أليس مصلحة العمل هي الفيصل؟ بل كم عدد الذين أحالته الإنقاذ للصالح العام من الأطباء وهم في عنفوان شبابهم وعطائهم؟ لماذا لم يتحرك شباب المؤتمر الوطني عندما حدث ذلك؟ أالآن فقط بعد أن أيقنوا أن مصالحهم قد تضررت؟ أليس في مقدور مساعدي المدراء هؤلاء أن يخدموا الوطن في أقاصيه؟ أم أنهم هم فقط قد خُلقوا لقيادة مستشفيات الخرتوم ؟ ماهي خبرتهم التراكمية؟ أليس من الأفضل أن يكون علي رأس العمل طبيب إختصاصي؟ ثم هذا البيان والذي صدر من شباب المؤتمر الوطني، هل تعتقدون أن مصلحة الصحة أن يظل مساعدي المدراء العامين قابعين في كراسيهم إلي يوم يُبعثون؟ ..( الي جماهير الشعب السوداني، لقد ظللنا نراقب عن كثب ما سوف تؤول اليه أوضاع الصحة بعد أيلولة المستشفيات لولاية الخرطوم، وأملنا الكبير أن يعود ذلك للشعب بالخير..ولكن بعد التشكيل الوزاري الجديد وضحت الرؤية الرأسمالية الأحادية البحتة وغاب الإحساس بمعاناة المواطن وحاجته للخدمة الصحية..ونحن نؤكد بأن هذا اللوبي الذي يتحكم في إدارة الصحة حاليا لايمثل رأي أو رؤية شباب المؤتمر الوطني بالقطاع الصحي القابضين على جمر القضية والقابعين في مؤسسات الدولة للمحافظة على إستمرارية الخدمة في كل الظروف ..ونؤكد بان هذا اللوبي الرأسمالي الأحادي إنصرف كليا عن مساره في تقديم خدمة صحية مميزة..وعليه، أيها الاعزاء، ياجماهير الشعب السوداني، سوف نقاتل حتى نكبح الباطل ونرد الحق الى أهله..شباب القطاع الصحي بالمؤتمر الوطني، 30 نوفمبر 20011) كنت أتمني أن يكون قد صدر هذا البيان ممهورا بإسم مُحدد، أما العموميات فلا مكان لها في الكفاح والنضال من أجل الشعب كما سميتموه ، متي غاب الإحساس بمعاناة المواطن وحاجته للخدمة الصحية؟ أين كنتم عندما ضُرب الأطباء أمام حوادث الخرطوم؟ أين كنتم عندما أُعتقل الأطباء ؟ ماذا قدمتم من أجل المهنة وترقيتها وتنميتها كوادرا ومباني وآلات؟من هو اللوبي الذي ذكرتموه ويتحكم في إدارة الصحة؟ هل يتحكم شباب المؤتمر الوطني في كيفية إتخاذ السلطة التنفيذية قراراتها؟ أي جمر هذا أنتم قابضين عليه؟ وأي موءسسات أنتم قابعين فيها؟ العاصمة بها حوالي5425757 مليون مواطن وبها 1114 إختصاصي، ودارفور الكبري بهاحوالي 7733228 مواطن ولكن ياللأسف والحسرة أن بها فقط63 إختصاصي؟؟ ماذا تسمون هذا؟ إن كنتم فعلا حريصين علي الوطن والمواطن وأنتم قابعين في الموءسسات وقابضين علي الجمر ، فإن ولايات دارفور الكبري أحوج ما تكون إليكم اليوم ، فهل أنتم ملبون النداء من أجل الوطن والمواطن؟ أم أن الجلوس علي كراسي السلطة في الخرطوم حيث الطيارة بتقوم والرئيس بنوم هي الأولي لمصلحة الوطن والمواطن؟ أم أن مصلحتكم الشخصية هي الأوفرحظا والأهم عندكم؟ الإخوة شباب القطاع الصحي بالمؤتمر الوطني هل تذكرون ما كتبته جريدة الأهرام اليوم ::: ((مقابلة مع مساعد المدير:: أجريت اتصالاً بالدكتور (....) الذي بادرني بالسؤال عن ماذا خلف المقابلة الصحفية.. حضرت إلى مكتبه وطلب مني مقابلة المدير العام، واخبرته أنني منذ أربعة أيام أتجول في أروقة ودهاليز هذه المستشفى وبها العديد من المشاكل التي ارتبط هو شخصياً ببعضها، أعلمته أن تحقيقي مكتمل الأركان وقذفت إليه بتلك الاتهامات، وعلا صوته متوعداً بأنه سوف يأخذ حقه، إلا إنني هدأت من روعه ثم أردفت بالقول إن الأمر مثبت ووقفت عليه بنفسي، وظللت أحاصره بالتساؤلات وأنظر إليه نظرات تعامل معها منزوياً داخل كرسيه، حيث لم يبدُ منه غير وجهه وجزء من كتفيه، كأنه يستجيب لنداء عقله الباطن الذي يوعز إليه بالهروب، وسألني بعد تكرار الاتصال به: أين وجدت هاتفي؟ أخبرته بمن أعطاني إياه، ولم يمض على خروجي من المستشفي سوى دقائق حتى اتصلت بي تلك الزميلة التي سألها لماذا اعطتني هاتفه، فأجابته: من أجل (الشغل)، وهو شخصية عامة، واتّصل بالمصدر محاولاً الوصول إليّ من أجل أن يمنعني من إجراء هذا التحقيق)) ما ورد أعلاه بين القوسين، هو جزء من تحقيق أجرته الأستاذة زواهر الصديق لجريدة الأهرام عدد يوم السبت 28/5/ 2011 لماذا لم تُصدروا بيانا ولماذا لم تُحاسبوا مساعد المدير ذلك ، بل أصلا لماذا لم تتحقوا من ما جاء في الأهرام اليوم؟ ألستم أنتم القابضين علي الجمر كما قلتم؟ ثم متي تُقاتلون وتردون الحق إلي أهله؟ أليس هذا حق الوطن والمواطن؟ ثم هل جلستم وتفاكرتم وأصدرتم بيانا عن أسباب هجرة آلاف الأطباء في فترة وجيزة جدا ووضعتم الحلول من أجل الشعب السوداني حتي تتمكنوا من تقديم خدمات صحية جيدة؟ ألستم أنتم القابضين علي الجمر؟ وهل هنالك جمر أحر من هجرة الكوادر والخبرات والكفاءات وترك الوطن لإسباب أنتم أعلم بها ؟؟ أين التجرد ونكران الذات والتضحية من أجل الوطن؟ هل قارنتم أنفسكم بزملاء لكم ضحوا بمهجهم وأرواحهم من أجل الوطن وعزته وكرامته ، وخلدوا أسمائهم بأحرف من نور في سجل الخالدين وسقوا تُراب الأرض دمائهم الزكية لأنهم لم تكن الدنيا أكبر همهم،ولم تكن الوظيفة ومُخصصاتها شغلهم الشاغل. ما بين 1989 ودلامي وإستشهاد دكتور علي حسن عمر و2001م وإستشهاد دكتور نوري أبو القاسم، كثر من زملائنا إستشهدوا من أجل الوطن وعزته وكرامته وشرف مواطنيه، د.الريس ، دأحمد المبارك،دمحمد عمر الطيب ، د.مدثر ميرغني، د.أسامةآدم طه، د. عاطف التجاني،د.جمال حسن،د.ضياء الدين البشير،د.مصطفي الطيب ود.ماجد كامل ود.نزار محمد إبراهيم ، ود.أبوبكر الأمين ، ود, محمد عثمان الحسن ، وغيرهم كثر تركوا الدنيا وزخرفها وملذاتها ومسراتها من أجل الوطن ؟أين أنتم من شهداء الميل 40؟ أين أنتم من شهداء المتحركات والتي كانت من أجل هذا الوطن وعزته وكرامته؟ هل أنتم قابضين علي الجمر أم علي الوظيفة ومخصصاتها وملذاتها ومسراتها؟ إن من أتي بوزير الصحة الولائي هو السيد رئيس الجمهورية ، فإن كان عندكم وجهة نظر في خطأ قرار إتخذه السيد الرئيس فعليكم مخاطبته بطريقة غير المنشورات التهديدية والوعد والوعيد ، فكلنا أبناء تسعة ونختلف ونتفق ولكن الوطن يببقي هو الوطن شاء من شاء وأبي من أبي ، أما المصالح الخاصة وتصفية الحسابات والنظرة الضيقة للربح والخسارة، فلها ساحات أخري غير صحة المواطن وعافيته، ونحن نختلف مع الوزير ولكن ليس لهذه الدرجة في فجور الخصومة، بل ونختلف مع كثير من سياسات الإنقاذ وما أوردته من مهالك للوطن والمواطن، ولكن يبقي الوطن هو الوطن ، بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية