بالإعدام!! شريفة شرف الدين [email protected] مع أن الإعدام كعقوبة قضية جدلية في تناسبها مع حجم الجريمة إلا إن الإنقاذيين إتخذوه وسيلة تأديبية إخراسية ترهيبية لردع الناس .. فبعدما ضاقت بيوت الأشباح بالأبرياء المنادين بحقهم من الحرية و اجتثاث الفساد .. بعدما كلت سواعد الجلادين بالسياط .. بعدما خلت وأفرغت خزائنهم من منحط و خبيث ما ينطقون به .. عمدوا إلى ترهيب الناس بأحكام يعتقدونها رادعة و هي الإعدام .. لم يكفهم إعدام الأبرياء بقتلهم بدم بارد بلا محاكم .. لم يرو عطشهم الدموي إعدام أهل القرى من النساء و الأطفال بالطائرات .. الآن عمدوا إلى تطبيق عقوبة الإعدام لمجرد الإنتماء لحركات معارضة لهم. أي مغالطة و أي كذب و نفاق أن تعدم الآخر و تزعم أن الديمقراطية تسود؟ كل دروس ثورات الربيع العربي لم تفد الإنقاذيين شيئا .. عقدين كاملين و نيف لم تنر عقلية الإنقاذيين المريضة إلا بمقدار ما يسد أطماعهم و النيل من خصومهم .. استأثروا بالحكم و بالمال و بالقرار فلما أوردوا الدولة درك الحضيض و تركوها عجفاء لا حول لهم و لا قوة ..ساموا المشاركة في حكمها بحراج الراغبين فعافتها الأحزاب كجيفة منتنة و لم يقبل المشاركة فيها إلا إثنان غريران غلبتهما شهية حب السلطة ليبرهنا حقيقة أن like father like son .. حسنا فعلا لتتمايز الصفوف و نعرف بجلاء أن الطيور على أشكالها وقعت بالفعل الدامغ. سؤال نوجهه للعقلية الكيزانية المريضة الواهمة بردع الناس ضدها: هل أثنى التقتيل ثوار ليبيا؟ كلا و رب الكعبة بل زادهم عزيمة و إصرارا إلى ان نالوا حريتهم و بأيديهم أزاحوا الطاغية إلى الأبد؟ هل نفعت الفرعوني كل آلة أمنه التي ما تركت بعيرا و لا دبابة إلا و استخدمتها في كبح غليان شعبه؟ كلا و رب الناس فقد رأيناه ذليلا مهانا في قفص من حديد .. هل أسكت الغاز السام و الرصاص الحي لا نقول رجال اليمن و لكن نساء اليمن؟ كلا و رب العرش فقد أحرقوه إلا قليلا و تركوه خائفا يترقب .. هل أفلحت شبيحة بشار في إخماد ثورة الشعب؟ كلا و رب السموات و الأرضين بل أنجبت جنودا و ثوارا جاهزون لتكرار مصير طاغية ليبيا .. لم يكن أيا من أولائك أقل حظا من بشيرنا .. بل كانوا أكثر أمنا و أشد بأسا و أمضى سلاحا لكنهم أصبحوا و سيصبحون عما قريب أثرا بعد عين. نسأل الله أن يتقبل عنده كل من يعدمهم الإنقاذييون بالباطل .. لكن إعدامهم سواء كان جسديا أو معنويا سيصب زيتا في نار كراهية الأنقاذيين و لن تطفئها إلا ذهاب هذه الطغمة البغيضة بافعالها الدنيئة بأهدافها. من الحقيق بالإعدام.. قطبي المهدي الذي جمع ما ليس ماله من كل عملات الأرض أم هذا المنادي بالحرية و الإصلاح؟ أليس الأحق بالإعدام من اعترف بمقتل ثلاثين ألفا أم من خرج على نظام عميل يمارس هواية بعثرة الثروة بسفاهة و تضييع أرض السودان برعونة؟ و لئن سألتهم لماذا الإعدام فسيقولون خيانة الوطن!! أنتم من خان الوطن و لو أن القضاء عادل لأعمل فيكم مشانقه حتى إذا إنتهى آخركم اتخذناه مَعْلمًا أثرياً.