[email protected] نفخ الإنقاذييون أوداجهم و صقلوا حلاقيمهم ثم أذنوا فينا: أيها السودانييون أنتم موعودون برخاء غير مسبوق و بانسلاخ كامل من التبعية و ارتهان ارادتنا لدول الأستكبار و الاستبداد ..و نادوا فينا بأنا لابسون من مصانعنا و آكلون من مزارعنا و أن سيكون لنا مشروعنا الحضاري و وعدونا بعودة لأمجاد الدين لا يختلف شيئا عن عهد صلاح الدين و هو يخضع الصليبيين .. و صورت لهم أنفسهم الخبيثة أن العالم –الذي آثر الصمت في مواجهة زعيقهم - تحت أقدامهم و أن أمريكا قد ملحوقة بها روسيا ترتعدان من وعيد إنقاذي بضراب لا تؤخره إلا ملاقاة .. و لكنا سرعان ما رأيناهم يتخبطون كمصاب المس من الجن في وحل أخطائهم و كلما أرادوا قياما أركسوا فيه بما كانوا يظلمون.. ازدادوا سقوطا و سخطا من الناس و رب الناس .. يزيدون طينهم بلة حتى عجزت شمس افريقيا بكلما ما أوتيت من قوة الاحترار على تجفيفها .. طار اسم السودان و حلق الآفاق و لكن بسوء الفعل و فشل التجربة و استعدت قيادات الإنقاذ أول ما استعدت بني جلدتها فشردت و نكلت بهم و أمطرتهم وابلا من رصاص الفتنة على إيقاع استهداف مزعوم و فشل يلبسه رئيسهم عصابة على جبينه في كل مرقص .. رئيس عاجز عن التنقل بمصالح الدولة .. يمنعه وتد المحكمة الدولية .. فصار كعنزة جرباء في مراع سخية بالخضرة لا ينتفع بها إلا كانتفاع المتضور جوعا برائحة طعام شهي هو محروم منه. و لما تبين لهم بعد عقدين و نيف أن سفينهم صار يبالي برياح الفساد و الفشل بما كسبت أيديهم .. عمدوا إلى تخصيص شراكة هزيلة لضعاف مراهقين غلبتهم جينات الزعامة المتوارثة لينال السودان حظه العاثر من عبث الصغار و شقاوتهم .. أرادوا أن يحمل معهم أوزارهم آخرين لا دُربة لهم و لا همّ غير أن يتهندموا أمام عدسات التصوير حتى باتوا عبئا تستثقل العين مرآهم و تستقبح الآذان مقالهم .. أينما توجههم لا يأتونك بخير. ما أشبه الإنقاذيين بالسوس في الجسد السوداني .. نخروا قواعد بيتهم و كلهم نهِم بجشع و لا استثناء .. الآن نضب الضرع .. حان وقت الفطام .. و أي فطام؟ فطام قسري قاس لا عهد لهم باحتماله .. سنسنتفيد من تجربة الآخر بأن نسد بوابات الشرود حتى لا يلحقوا بقبيح العابدين .. لن نسمح بأسرِّة طبية شأن ما يتميز به الفرعوني .. بل سنطعمهم من غالب أكل أهل السجون ريثما يقول القضاء العادل كلمته فيهم. إن الله اعدل من أن نعيش في الذل ثلاثين من السنوات كما قال بذلك عرافهم .. و الناظر إلى سماء السياسة السودانية سيرجع بيقين راسخ أن السماء متلبدة بنذر الصاعقة الوشيكة و أن الإنقاذيين آكلٌ بعضهم بعضا لا محالة .. و ما مفاصلة عرابهم الترابي إلا حبة من عقد تهالك خيطه و اهترأ فما مآل خيط واهن يتجاذبه عتاة بظلم و أقوياء بحرام إلا نثارة تتقاذفها الرياح في يوم عاصف!!