زمان مثل هذا عودة طفلة.. عودة حياة الصادق الشريف التحيّة لشرطة السودان في هذا اليوم العيد.. يوم الجمعة.. وهي تحية خاصة بُعيد عودة الطفلة وئام لحضن أسرتها.. بيد أنّه.. ورغم المجهودات الكبيرة التي قامت بها شرطة الولاية لإعادة الطفلة.. إلا أنّ عناية الله سخَّرت لها أحد المواطنين.. والذي وجدها بالقرب من مقابر أحمد شرفي/ وقيل السوق الشعبي بأمدرمان. وأصبح ذلك المواطن هو الجندي المجهول.. وهو بمثابة الخيل التي جقلبت.. وبعدها تلقى (حمّاد) الشكر والمدح.. ومازال بعض المشتبه فيهم بقبضة الشرطة.. وإن ضاع اسم ذلك المواطن وأجره بين النّاس.. فإنّه لن يضيع عند الله. الصُحف أبرزت خبر عودة وئام في صفحاتها الأولى.. ومع وجود خبر التشكيل الوزاري.. الذي ظلّ الناسُ يترقبونه طوال الأشهر الماضية.. فمن المتوقع ألا يهتم إلا القليل بعودتها المجيدة.. فكأنّها عادت يوم القيامة.. ويوم القيامة لا يهتمُ أحدٌ لأيِّ حدث مهما تعاظم بجانب ذلك الحدث الأكبر. غياب وئام.. الطفلة الصغيرة عن أسرتها يجعل تلك الأسرة معلّقة بين سماءٍ تبعثُ الأمل.. وأرضٍ تنبتُ الشرور.. وأسئلة الشيطان لا تترك قلب الأم ليركن إلى الحافظ الحفيظ عزَّ وجل.. الذي يحفظ السموات والأرض.. دعك من ركون قلبها للنوم وإغماض الجفون. ولمّا كانت هذه الحادثة من الحوادث التي تتكرر بصورة راتبة في الفترة الأخيرة.. ولعلّه ليس آخرها فقدان زميلنا مجدي عبد اللطيف لابنه.. ودليل تكرارها أنّ الشرطة صار لديها (قائمة) بأسماءِ ال(مشتبهٍ بهم). ولمّا كان هذا المقال (شاهدٌ ومشهود).. الذي يصدر في يوم الجمعة.. يهدُف إلى ربط الحياة بمصدر الحياة وصانعها.. فإنّنا نوردُ هُنا بعضاً من الآثار التي تُعين على التيقنِ عند الفقدان وفي لحظات أسى مثل هذي: فمِمّا ورد عنه صلى الله عليه وسلم قولهً:(لا يُغنى حذرٌ من قدر، والدعاءُ ينفعُ مِمّا نزل.. ومما لم ينزل.. وإنّ البلاء لينزل فيلقاهُ الدعاء.. فيعتلجان إلى يوم القيامة).. فيمحو الله قدراً نازلاً.. بدعاءٍ صادقٍ صاعدٍ.. (يَمْحُوُ اللهُ مَا يَشاءُ ويُثبتُ..) الآية. والدُعاءُ لتغيير القضاء ولمعالجة القدر.. أمرٌ واردٌ في العقيدة والمعاملات.. والحديث أعلاهُ أكثر دلالة على ذلك.. ومن ذلك الحوقلة.. قول (لا حول ولا قوة إلا بالله).. وهنالك قصص كثيرة في سيرة بن هشام عن جنودٍ مسلمين وقعوا في الأسر.. فجاءوا عائدين من أسرهم بعد إكثارهم و/ أو إكثار أهلهم من الحوقلة. كما أنّ هناك دعاء ردّ الضالة.. و(الضالة) من الكلمات التي يستخدمها أهلنا البقارة والأبّالة في غرب السودان عندما يفقدون (مِرحاتهم).. وهي من الكلماتِ الفصيحة في اللغة.. والضالة هي التائهة التي تفقد الطريق.. وفي المصطلح القرآني تأتي ضلالاً ضد الرشد. ودعاء ردّ الضالة كما ورد عن ابن عمر.. يُقالُ للرجل إذا أضلّ شيئاً: قل: (اللهم ربّ الضالة.. هادي الضالة.. تهدي من الضلالة.. ردّ عليَّ ضالتي.. بقدرتك وسلطانك.. فإنّها من عطائك وفضلك). هذا ما وددتُ المشاركة به في عودة الطفلة وئام.. أقرّ الله بها أعين والديها. التيار