خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    مجلس إدارة جديد لنادي الرابطة كوستي    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    برمجة دوري ربك بعد الفصل في الشكاوي    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة مميزة مع والدتها    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    "مصر وسوريا".. إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر بينها دول عربية    رئيس مجلس السيادة يلتقي السفير الفلسطيني بمناسبة إنتهاء فترة عمله بالسودان    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    توجيه عاجل لرئيس الوزراء السوداني    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    وصول 335 من المبعدين لدنقلا جراء أحداث منطقة المثلث الحدودية    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    الجهاز الفني للمريخ يضع برنامجا خاصا للنخبة    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    مدرب المريخ يصل الي القاهرة    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    تنفيذ حكم إعدام في السعودية يثير جدلاً واسعًا    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تثير ضجة غير مسبوقة: (ميادة قمر الدين تملك جنبات وصلب وشطرنج دايرة ليها راجل بس) والجمهور: (شكلك كترتي من الشربوت)    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    تفاصيل اللحظات الأخيرة لأستاذ جامعي سعودي قتله عامل توصيل مصري    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورات الربيع العربي وآفاق تطورها
نشر في الراكوبة يوم 11 - 12 - 2011


[email protected]
ثورات الربيع العربي وآفاق تطورها
ملف الحوار المتمدن بمناسبة ذكراها العاشرة
الأجابة علي أسئلة الملف حول دور القوي اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي ومابعدها.
بقلم: تاج السر عثمان
س 1 : هل كانت مشاركة القوي اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذه الثورات؟.
ج : نعم، كانت مشاركتها مؤثرة بحكم أنها ثورات جماهيرية عميقة الجذور، صحيح لعب الشباب دوره الطليعي التحريضي عن طريق تواصله عبر \"الفيس بوك\"، \"تويتر\"، ووجوده المؤثر والمصادم في الشارع، ولكن الدور الحاسم في انتصار هذه الثورات هو دخول جماهير العاملين عبر نقاباتهم في الاضراب السياسي العام والعصيان المدني والذي شل الحياة تماما مما عجل باسقاط هذه الانظمة كما حدث في تونس ومصر.
لقد كان للقوي اليسارية( وخاصة الشيوعيين والاشتراكيين والنقدميين) دورها في النضال الوطني ضد الانظمة القمعية وتحملت صنوفا عديدة من القمع( سجن تشريد تعذيب، اعدامات، نفي..)، ونتيجة للتراكم النضالي الطويل لشعوب المنطقة التي اسهمت القوي اليسارية والديمقراطية في ازكاء جذوته حتي وصل للنقطة الحرحة التي ادت لاندلاع هذه الانتفاضات والثورات، والتي اكدت التجربة أنها قادرة علي الاستمرار وتجديد نفسها كما يحدث الآن في مقاومة الثورة المصرية والتونسية لمؤامرات قوي الاسلام السياسي والتي تهدف الي اجهاضها واعادة الانظمة القمعية والظلامية مرة أخري للحكم.
س 2 : هل كان الاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوي الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في اضعاف حركة القوي الديمقراطية واليسارية؟.
ج: طبعا، كان لمصادرة الحقوق والحريات الأساسية وقمع القوي اليسارية والديمقراطية الأثر في اضعاف حركتها.
س3 : هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروسا جديدة وثمينة للقوي اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها وانكار سبل انجع لنضالها علي مختلف الأصعدة؟.
نعم ، أعطت أملا ودروسا جديدة بعد انحسار المد الثوري علي الصعيدين المحلي والعالمي بعد فشل التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا، وهجوم الرأسمالية في مرحلة العولمة علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، والافقار الشديد للجماهير الكادحة، والتحالف الوثيق مع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة. اعطت تلك الانتفاضات أملا جديدا في امكانية نهوض الحركة الثورية والديمقراطية من جديد، وهذا يتطلب ضرورة الاسراع ببعث التنظيمات الثورية( احزاب شيوعية واشتراكية..) واصطفافها من جديد حتي تلعب دورها في قيادة تلك المعارك وتصوغ المطالب الرئيسية التي تلبي احتياجات الجماهير والارتباط بها من أجل تعليمها والتعلم منها، وفي الصراع الفكري ضد تيارات الاسلام السياسي التي تلعب دور المطية للقوي الرجعية والامبريالية لوقف المد الجماهيري المتصاعد، وهذا يتطلب تقييم التجارب السابقة والصراع الفكري ضد التيارات اليمينية والانهزامية التي طالبت بالتخلي عن الماركسية والخط الثوري، وبثت روح اليأس والقنوط من امكانية نهوض الحركة الثورية والجماهيرية من جديد.
س 4 : كيف يمكن للاحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية؟ وماشكل المشاركة؟.
بطرح قضايا ومشاكل الجماهير والبرامج الواقعية التي تلبي احتياجاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن خلال نشر الوعي وسط الجماهير والدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو العرق. والنضال من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للجماهير( التعليم، الصحة، الخدمات: كهرباء- مياه شرب نقية..)، توفير فرص العمل للعاطلين، وحقوق المرأة والاقليات القومية، والدفاع عن السيادة الوطنية، وبناء الاقتصاد الوطني المستقل الذي يضع ثروات تلك البلدان لمصلحة تنميتها المستقلة ورفاهية شعوبها.
المهم لكل بلد ظروفه وخصائصة ، علي الاحزاب اليسارية دراسة واقعها واستخلاص المهام الثورية والعمل علي تغيير الواقع الي الأفضل، والمثابرة من أجل انجاح عملية التحول الديمقراطي التي تفتح الطريق لانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بأفقها الاشتراكي، وقيام السلطة الوطنية الديمقراطية التي تعبر عن مصالح الجماهير الكادحة وتعمل علي بناء المجتمعات الزراعية الصناعية المتطورة، وانجازالتحولات الاجتماعية والثقافية العميقة فيها.
س 5 : القوي اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت ، هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة لتنظيم كل القوي اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي ، مع الابقاء علي تعدد المنابر يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟.
ج: طبعا، الجبهة الواسعة مهمة للدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية، ولضمان الانتصار الحاسم للثورات الجماهيرية في المنطقة، وضد القوي الفاشية الجديدة التي تتمثل في حركات الاسلام السياسي التي تهدف لمصادرة الحقوق والحريات الأساسية ونهب ثروات الشعوب باسم الدين، وتمزيق وحدة البلدان العربية بازكاء النعرات الدينية والعنصرية والطائفية واجهاض الانتفاضات الجارية الآن واعادة الانظمة الاستبدادية باسم الدين.
بناء اوسع جبهة من القوي اليسارية والديمقراطية والعلمانية والعقلانية والدينية المستنيرة يقف سدا منيعا أمام الفاشية الجديدة التي تلتحف ثوب الدين خدمة لمصالح الفئات الرأسمالية الطفيلية ومشايخ البترول والدول الامبريالية.
س 6: هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذه الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير وآفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية؟
ج : طبعا، هذا ممكن، بل ضروري لاستمرار حيوية واستمرار اتقاد جذوة تلك الأحزاب وتأثيرها في المجتمع.
س 7 :قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها في النضال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلي صعيد المجتمع؟.
ج : بمواصلة الطرح العميق لقضية المرأة، والمطالبة بالمساواة الفعلية بينها والرجل، ومواجهة الفاشية السلفية التي تهدف الي العودة بها الي عصر الحريم والقرون الوسطي، وعملية الوأد الجديدة التي تتمثل في فرض الحجاب عليها ، والتراجع عن كل افكار النهضة والتنوير العربية التي دعت الي تحرير المرأة وتوسيع حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واشراكها في المواقع القيادية للدولة والخدمة المدنية وفي الأحزاب السياسية حسب كفاءاتها، وتغيير مناهج التعليم التي تكرس دونية المرأة، وجذب اكبر عدد من النساء للاحزاب اليسارية، وتوسيع نفوذ تلك الأحزاب وسط النساء اللائي يشكلن نصف المجتمع، وتحريرهن من سيطرة الجهل والخرافة والأمية، وتوسيع عملية تعليم المرأة.
س 8 : هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوي العلمانية في المجتمعات العربية من الحد من تأثير الاسلام السياسي علي الحريات العامة وحقوق الانسان وقضايا المرأة والتحرير؟.
ج : نعم، هذا ممكن اذا نجحنا في بناء اوسع جبهة لمواجهة خطر الاسلام السياسي وفضحه فكريا وسياسيا والذي يشكل الفاشية الجديدة كما أشرنا سابقا.
س 9 : ثورات العالم اثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك وتويتر..الخ، الا يشكل ذلك نوعا جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العلمي والمعرفي الكبير؟.
ج :طبعا ، اصبحت تقريبا كل الأحزاب اليسارية تهتم بهذه الأشكال الجديدة في عملها الاعلامي والدعائي وصلتها بالجماهير، من خلال بناء مواقع لها علي الانترنت، وصفحات علي الفيس بوك .....الخ، وهي وسائل مهمة ، من المهم تكثيف الدورات التدريبية لأعضاء الأحزاب اليسارية بهدف اتقان استخدام تلك الوسائط ومحو الأمية الالكترونية، حتي تواكب المتغيرات العميقة التي تحدث في عالمنا الراهن.
س 10 : بمناسبة الذكري العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن ، كيف تقيّمون مكانته الاعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المنفتح ومتعدد المنابر؟
ج: لقد لعب موقع الحوار المتمدن دورا كبيرا في نشر الوعي والمعرفة والفكر التحرري اليساري والعلماني وسط شعوب المنطقة ، وكان له دوره في نهوض ثورات المنطقة، ولاسيما أن المنبر قام في ظروف انحسر فيها الفكر اليساري والتقدمي علي صعيد عالمي ، وبعد الهجمة الشرسة لما يسمي بالعولمة النيو ليبرالية التي صادرت مكتسبات الشعوب في البلدان الرأسمالية المتطورة في التعليم والصحة وعمقت مشاكل البطالة، وازدادت شراسة في نهب ثروات شعوب البلدان الثالث لدرجة الاحتلال المباشر باسم الارهاب.
الحوار المتمدن ادت وظيفتها كمنبر جذب اهتمام الملايين من القراء في المنطقة، ومن خلال نشر الرأي والرأي الآخر، ويعمل باستمرار علي التحسين وتقديم الخدمات الأفضل للقراء، وما نيله لجائزة ابن رشد الا شهادة علي دوره الرائد.
ونتمني للموقع المزيد من التطور والازدهار ، مع تحياتي وتقديري
مراسلة تاج السر عثمان بابو
تاج السر عثمان بابو المرسل
ثورات الربيع العربي وآفاق تطورها العنوان
[email protected] البريد
ثورات الربيع العربي وآفاق تطورها
ملف الحوار المتمدن بمناسبة ذكراها العاشرة
الأجابة علي أسئلة الملف حول دور القوي اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي ومابعدها.
بقلم: تاج السر عثمان
س 1 : هل كانت مشاركة القوي اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذه الثورات؟.
ج : نعم، كانت مشاركتها مؤثرة بحكم أنها ثورات جماهيرية عميقة الجذور، صحيح لعب الشباب دوره الطليعي التحريضي عن طريق تواصله عبر \"الفيس بوك\"، \"تويتر\"، ووجوده المؤثر والمصادم في الشارع، ولكن الدور الحاسم في انتصار هذه الثورات هو دخول جماهير العاملين عبر نقاباتهم في الاضراب السياسي العام والعصيان المدني والذي شل الحياة تماما مما عجل باسقاط هذه الانظمة كما حدث في تونس ومصر.
لقد كان للقوي اليسارية( وخاصة الشيوعيين والاشتراكيين والنقدميين) دورها في النضال الوطني ضد الانظمة القمعية وتحملت صنوفا عديدة من القمع( سجن تشريد تعذيب، اعدامات، نفي..)، ونتيجة للتراكم النضالي الطويل لشعوب المنطقة التي اسهمت القوي اليسارية والديمقراطية في ازكاء جذوته حتي وصل للنقطة الحرحة التي ادت لاندلاع هذه الانتفاضات والثورات، والتي اكدت التجربة أنها قادرة علي الاستمرار وتجديد نفسها كما يحدث الآن في مقاومة الثورة المصرية والتونسية لمؤامرات قوي الاسلام السياسي والتي تهدف الي اجهاضها واعادة الانظمة القمعية والظلامية مرة أخري للحكم.
س 2 : هل كان الاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوي الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في اضعاف حركة القوي الديمقراطية واليسارية؟.
ج: طبعا، كان لمصادرة الحقوق والحريات الأساسية وقمع القوي اليسارية والديمقراطية الأثر في اضعاف حركتها.
س3 : هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروسا جديدة وثمينة للقوي اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها وانكار سبل انجع لنضالها علي مختلف الأصعدة؟.
نعم ، أعطت أملا ودروسا جديدة بعد انحسار المد الثوري علي الصعيدين المحلي والعالمي بعد فشل التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا، وهجوم الرأسمالية في مرحلة العولمة علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، والافقار الشديد للجماهير الكادحة، والتحالف الوثيق مع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة. اعطت تلك الانتفاضات أملا جديدا في امكانية نهوض الحركة الثورية والديمقراطية من جديد، وهذا يتطلب ضرورة الاسراع ببعث التنظيمات الثورية( احزاب شيوعية واشتراكية..) واصطفافها من جديد حتي تلعب دورها في قيادة تلك المعارك وتصوغ المطالب الرئيسية التي تلبي احتياجات الجماهير والارتباط بها من أجل تعليمها والتعلم منها، وفي الصراع الفكري ضد تيارات الاسلام السياسي التي تلعب دور المطية للقوي الرجعية والامبريالية لوقف المد الجماهيري المتصاعد، وهذا يتطلب تقييم التجارب السابقة والصراع الفكري ضد التيارات اليمينية والانهزامية التي طالبت بالتخلي عن الماركسية والخط الثوري، وبثت روح اليأس والقنوط من امكانية نهوض الحركة الثورية والجماهيرية من جديد.
س 4 : كيف يمكن للاحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية؟ وماشكل المشاركة؟.
بطرح قضايا ومشاكل الجماهير والبرامج الواقعية التي تلبي احتياجاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن خلال نشر الوعي وسط الجماهير والدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية وقيام دولة المواطنة التي تسع الجميع بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو العرق. والنضال من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للجماهير( التعليم، الصحة، الخدمات: كهرباء- مياه شرب نقية..)، توفير فرص العمل للعاطلين، وحقوق المرأة والاقليات القومية، والدفاع عن السيادة الوطنية، وبناء الاقتصاد الوطني المستقل الذي يضع ثروات تلك البلدان لمصلحة تنميتها المستقلة ورفاهية شعوبها.
المهم لكل بلد ظروفه وخصائصة ، علي الاحزاب اليسارية دراسة واقعها واستخلاص المهام الثورية والعمل علي تغيير الواقع الي الأفضل، والمثابرة من أجل انجاح عملية التحول الديمقراطي التي تفتح الطريق لانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بأفقها الاشتراكي، وقيام السلطة الوطنية الديمقراطية التي تعبر عن مصالح الجماهير الكادحة وتعمل علي بناء المجتمعات الزراعية الصناعية المتطورة، وانجازالتحولات الاجتماعية والثقافية العميقة فيها.
س 5 : القوي اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت ، هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة لتنظيم كل القوي اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي ، مع الابقاء علي تعدد المنابر يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟.
ج: طبعا، الجبهة الواسعة مهمة للدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية، ولضمان الانتصار الحاسم للثورات الجماهيرية في المنطقة، وضد القوي الفاشية الجديدة التي تتمثل في حركات الاسلام السياسي التي تهدف لمصادرة الحقوق والحريات الأساسية ونهب ثروات الشعوب باسم الدين، وتمزيق وحدة البلدان العربية بازكاء النعرات الدينية والعنصرية والطائفية واجهاض الانتفاضات الجارية الآن واعادة الانظمة الاستبدادية باسم الدين.
بناء اوسع جبهة من القوي اليسارية والديمقراطية والعلمانية والعقلانية والدينية المستنيرة يقف سدا منيعا أمام الفاشية الجديدة التي تلتحف ثوب الدين خدمة لمصالح الفئات الرأسمالية الطفيلية ومشايخ البترول والدول الامبريالية.
س 6: هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذه الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير وآفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية؟
ج : طبعا، هذا ممكن، بل ضروري لاستمرار حيوية واستمرار اتقاد جذوة تلك الأحزاب وتأثيرها في المجتمع.
س 7 :قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها في النضال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلي صعيد المجتمع؟.
ج : بمواصلة الطرح العميق لقضية المرأة، والمطالبة بالمساواة الفعلية بينها والرجل، ومواجهة الفاشية السلفية التي تهدف الي العودة بها الي عصر الحريم والقرون الوسطي، وعملية الوأد الجديدة التي تتمثل في فرض الحجاب عليها ، والتراجع عن كل افكار النهضة والتنوير العربية التي دعت الي تحرير المرأة وتوسيع حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واشراكها في المواقع القيادية للدولة والخدمة المدنية وفي الأحزاب السياسية حسب كفاءاتها، وتغيير مناهج التعليم التي تكرس دونية المرأة، وجذب اكبر عدد من النساء للاحزاب اليسارية، وتوسيع نفوذ تلك الأحزاب وسط النساء اللائي يشكلن نصف المجتمع، وتحريرهن من سيطرة الجهل والخرافة والأمية، وتوسيع عملية تعليم المرأة.
س 8 : هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوي العلمانية في المجتمعات العربية من الحد من تأثير الاسلام السياسي علي الحريات العامة وحقوق الانسان وقضايا المرأة والتحرير؟.
ج : نعم، هذا ممكن اذا نجحنا في بناء اوسع جبهة لمواجهة خطر الاسلام السياسي وفضحه فكريا وسياسيا والذي يشكل الفاشية الجديدة كما أشرنا سابقا.
س 9 : ثورات العالم اثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك وتويتر..الخ، الا يشكل ذلك نوعا جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العلمي والمعرفي الكبير؟.
ج :طبعا ، اصبحت تقريبا كل الأحزاب اليسارية تهتم بهذه الأشكال الجديدة في عملها الاعلامي والدعائي وصلتها بالجماهير، من خلال بناء مواقع لها علي الانترنت، وصفحات علي الفيس بوك .....الخ، وهي وسائل مهمة ، من المهم تكثيف الدورات التدريبية لأعضاء الأحزاب اليسارية بهدف اتقان استخدام تلك الوسائط ومحو الأمية الالكترونية، حتي تواكب المتغيرات العميقة التي تحدث في عالمنا الراهن.
س 10 : بمناسبة الذكري العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن ، كيف تقيّمون مكانته الاعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المنفتح ومتعدد المنابر؟
ج: لقد لعب موقع الحوار المتمدن دورا كبيرا في نشر الوعي والمعرفة والفكر التحرري اليساري والعلماني وسط شعوب المنطقة ، وكان له دوره في نهوض ثورات المنطقة، ولاسيما أن المنبر قام في ظروف انحسر فيها الفكر اليساري والتقدمي علي صعيد عالمي ، وبعد الهجمة الشرسة لما يسمي بالعولمة النيو ليبرالية التي صادرت مكتسبات الشعوب في البلدان الرأسمالية المتطورة في التعليم والصحة وعمقت مشاكل البطالة، وازدادت شراسة في نهب ثروات شعوب البلدان الثالث لدرجة الاحتلال المباشر باسم الارهاب.
الحوار المتمدن ادت وظيفتها كمنبر جذب اهتمام الملايين من القراء في المنطقة، ومن خلال نشر الرأي والرأي الآخر، ويعمل باستمرار علي التحسين وتقديم الخدمات الأفضل للقراء، وما نيله لجائزة ابن رشد الا شهادة علي دوره الرائد.
ونتمني للموقع المزيد من التطور والازدهار ، مع تحياتي وتقديري
تاج السر عثمان
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني الرسالة
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.