[email protected] الحلقة الاولى الواقع الراهن افصح عن جملة من الحقائق التى ينكرها او يتنكر لها البعض واول تلك الحقائق غياب المؤسسية التى يتشدق بها بعض الساسة وخاصة فى الاحزاب التقليدية الكرتونية ، فالقرارات يصدرها الزعيم ولا احد سواه ( ومن يقول غير ذلك فلياتى ببرهانة ويثبت لنا ان قرار المشاركة قد اتى من المؤتمرات القاعدية او المكاتب السياسية ) فالمكاتب السياسية ثبت انها لا تسير دولاب العمل الادارى ولا سلطان لها على الزعماء ، وكل من يظهر رايا معارضا او مناهضا للزعيم سيكون مصيرة الطرد والابعاد من الحزب مهما كان موقعه . ثانيا ان علاقة الانتماء للاحزاب تنطلق من رابطه هلامية مركبة ومعقدة لا تشبه الروابط والعلاقات فى الاحزاب التى تشكلت فى العديد من بلدان العالم ، فوضع الاعضاء اشبه ما يكون بوضع المقطورة فى القطار الذى يتولى قيادته الزعيم.. لا يتحرك العضو الا اذا تحرك الراس ويظل تابعا ، فالمصالح تصادر بفرمونات ويبطل مفعولها بولاءات طائفية ، ولكل زعيم طائفى قبعتين احدهما سياسية والاخرى دينية ، فاذا واجهته مصاعب سياسية يخرج القبعة الدينية . ثالثا :العضوية فى عمومها عضوية منتسبة لا تدفع اشتراكات عضوية ولا تساهم فى منصرفات الحزب مما يقوى من قبضة الزعيم على الحزب وقراراته رابعا :المؤتمرات التى تعقد بين الفينة والاخرى مؤتمرات شوفونية يقصد منها التظاهر بان للحزب اتباع ووجود قاعدى ، وهذه المسرحية يشارك فى اخراجها بعض السماسرة والمقاولين ، اضافة الى كونها مواسم يتحصل فيها البعض على هبات وعطايا ولا يقصد منها وضع خطط وبرامج ، تساهم فى ايجاد معالجات للقضايا السياسية والاقتصادية ، وما يقدم من اوراق وما يطرح من رؤى سيكون مصيرها الاهمال والتجاهل ولا تشكل منهاجا ولا خارطة طريق فى مسيرة الاصلاح نعتقد ان التجارب الماثلة تقودنا الى نتائج : واولها ان التجربة الحزبية تحتاج الى اعادة نظر واعادة بناء ،وان الاحزاب بشكلها الراهن تمثل جيل الاربعينات والخمسينات وان الاجيال اللاحقة لا علاقة لها من قريب او بعيد بهذه الاحزاب ، ومن يحاول من جيل الشباب الانتساب لها سيضع نفسه فى موقف لا يحسد عليه ، وسيجد نفسه تابعا مسلوب الارادة وما على جيل الشباب الا ترك هؤلاء الكهول فى حال سبيلهم لانهم لا يرغبون فى التغيير ولا يعترفون بحقيقة انهم بلغوا من العمر عتيا وان سنة فى خلقه قد ارتكزت على الاستخلاف وان الكنكشة لا جدوى منها ، لا امل فى االصلاح والاصلاح فى ظل ممانعة تلك القيادات واصرارها على التمسك بمقود القيادة حتى الرمق الاخير ، فالزوبعة الاخيرة التى اثارها التيار الرافض للمشاركة ،لا ارى ان لها ما يبررها فمنذ متى كانت قيادات هذه الاحزاب تستشير قواعدها فى امور السياسة ، واين هى مشاركات القواعد فى تاريخ هذه الاحزاب وعبر التاريخ ، فالقواعد ظلت تستمع وتطيع ولا تجادل ، فقد اعتاد القادة على رسم السياسات واصدار القرارات الخاصة بالمشاركة من عدمها . مما لا جدال فيه ان المهدى والمرغتى هم اخر القيادات الطائفية ، لطائفتى الانصار والختمية ولا نعنى زوال الطوائف بل نعنى نهاية عهد القبضة الطائفية الوراثية ، فلم يعد ممكنا المزاوجة بين المرجعيتين السياسية والدينية يحيى العمدة