[email protected] المسرح السياسى فى السودان تتعدد سيناريوهاته ومشاهده ،والحراك الاجتماعى اضحى مشهدا يوميا ، تتعدد اسبابه ومبراراته ! والساسة منصرفون عن القضايا الجوهرية ومنشغلون بامور هامشية ،بل قل جدلية ، ومنظمات المجتمع المدنى فى بلادنا تعانى من امراض مزمنة ، والقائمون على امرها متخلفون عن ركب الامم ويريدون لها ان تظل كما نشأت تحت ابط وجلباب الطائفية ، لا تمسها يد التغيير والحداثة ، وقادتنا لا يعرفون ادب الاستقالة وافساح المجال امام الاجيال الصاعدة ، فالتشبث والكنكشة حتى الرمق الاخير ماركة مسجلة لقادة السودان دعونا نتامل فى ادب مذكرات الاصلاح ودعوات الاصلاح التى يعتبرها القادة كفرا صريحا وردة تستوجب العقاب ! ولم بفكروا فى الاسباب والدوافع التى ادت الى ظهور هكذا مذكرات ودعوات . الثروة والسلطة هى حقوق مشروعة لكل الشعب ،ينبغى ان توزع توزيعا عادلا ولا تحرم منها جماعة او افرد تحت اى ذريعة من الذرائع ، والمؤسسات الانتاجية والخدمية هى املاك عامة لا يحق لمجموعة الاستحواذ عليها وتملكها بفرمونات السلطة . فالاحزاب هى مؤسسات شعبية ،ينبغى ان تكون مملوكة للشعب وليس لبيوتات او افراد ، وتقلد المهام والمناصب الحزبية يجب ان يكون نابعا عن اختيارات شعبية لا خاضعا لرغبات الزعيم الراعى ، والمشاركة فى السلطة او المعارضة يجب ان يخضع لقرارات الجمعية العمومية لا لمزاج سياسى ما حدث ويحدث الان فى احزابنا من هرج ومرج سياسى يرجع الى سلطات الزعيم او الرئيس المطلقة وليس لارادة جماهير الحزب ، بالله عليكم افتونا فى (حزب يشارك ويتقلد ابن الزعيم منصبا سياسيا ويصرح زعيم الحزب ان حزبه لم يشارك ؟ فاذا صدقنا جدلية ان المشاركة فردية لماذا لم تتخذ اجراءات تنظيمية وتطبق اللائحة ،ولماذا لم يعاقب على خروجه على قرار الحزب ؟ فمن الواضح ان التخبط وغياب البرامج هما السمات الغالبة فى احزابنا نريد ان نتعرف على رؤية هذه الاحزاب لحلحلة القضايا والمشاكل التى قيدت اهل السودان واوقعتهم فى دائرة الحرب الاهلية والتشظى الحزبى هل ما يجرى الان هو تيارات رفض ، مع العلم ان كل الاحزاب تشهد حركة رفض وتململ وليس هنالك حزبا محصنا من هذا الداء وقبل ان يفوت الاوان ينبغى اعتماد حوار صريح وشفاف لمعالجة الخلل ، فالحديث عن اننا بخير ولا نشكو من اعراض هو محاولة هروب من الواقع او احلام على شاكلة احلام القذافى الذى توهم ان شعبه يحبه وان الشباب يحلف براسة ،فالشباب لهم رؤى ينبغى ادراجها ولهم تطلعات مشروعة وملك الغابة حينما يكبر يرضى بالتاقلم مع واقعه الجديد.