[email protected] تطلق مدارس العلوم السياسية تعريفات لعلم السياسة نذكر منها (صراع المصالح ) واللعب القذر ( dirty games ) ,ولكن السواد الاعظم من اهالى السودان اضافوا تعريفا اخر الا وهو ممارسة السياسة بغرض الهواية ، فتجد البعض مندفعون ومتشنجون فى قضايا (لا ناقة لهم فيها ولا جمل ) وعلى وجه الخصوص دعاة الانتساب للاحزاب السياسية المعارضة والحاكمة على السواء .فوضع الاحزاب فى السودان هو وضع اقرب ما يكون بوضعية الشركات المحدودة او كتلك المملوكة لاسر ، وتتعامل الاحزاب مع جماعات الهواة بطريقة لا تختلف كثيرا عن طريقة المخرج السينمائى مع جيوش الكمبارس . ولو وجهنا سؤالا بريئا لاحد جماعة الانتماء العاطفى عن الدوافع والمبررات التى دفعته الى اتخاذ موقف مساند او مناهض لا مصلحة خاصة له فيه ! لكانت ردوده متلعثمة وغير مقنعة وفى الغالب هى نتاج لردة فعل وكراهية عمياء . فالاحزاب فى بلادنا من حيث الشكل والجوهر بعيدة كل البعد عن الاحزاب فى العالم الاخر ، فالاحزاب الغربية هى مؤسسات منظمة تختار قياداتها وفقا لمعايير ليس للوراثة اثرا فيها ، كما ان الاحتكام يخضع للبرامج واللوائح التى اجازتها قواعد الحزب ، والمرجعية هى قواعد الحزب ولا كبير على الحساب ولا ديمومة فى المناصب الحزبية لانها تكليف لا تشريف فالمنطق السديد يفرض علينا جميعا عدم التفريط فى مصالحنا ، وان لا نخلط بين مفاهيم الوطنية والانتماءات الحزبية ، فالوطنية تعلوا على الحزبية ومصالح الوطن العليا فوق الجميع ، فالحزب هو ماعون لنيل المصالح ووسيلة للممارسة السياسية ، هل يعلم الهواة انهم احد الاسباب الرئيسية فى توقف عجلة الاصلاح والتطور فى البناء الحزبى ، فالموقف السياسى يستند على برنامج يتوافق حوله الناس ولا يكون الموقف السياسى اعتباطا ؟ كيف نصلح حال الاحزاب ونحن نقدم لها دعما مجانيا وبلا مقابل ! ونمنح قياداتها اشارات خاطئة فالدعم يعنى انهم على صواب ولا داعى لبرامج اصلاحية ؟ فالقيادات الحزبية يعلوا صوتها ويكثر ضجيجها حينما تتضرر مصالحها الشخصية ، والاحاديث عن مصالح الوطن ما هى فى الواقع الا اسلوب رخيص لدغدغة عواطف الجماهير ، والضغط على النظام الحاكم للاستجابة للمطالب (المادية ) وسرعان ما تختفى هذه الاصوات حينما يتحصلون على امتيازاتهم وينالون نصيبا من المقسوم ولكى نخرج من دائرة اللا فعل الى دائرة الفعل من حقنا ان نسأل اين تبخرت المطالب الوطنية والمطالبات باسم الوطن والتى اتخذت العديد من المسميات ؟ وما هى المحصلة النهائية الم تكن ماديات ووظائف لذوى القربى والمحاسيب ولنا لقاء اخر .