المناصير.. والطاغية \"1 2\"..!! عثمان شبونة [email protected] * تختفي كل علامات الذهول في أمر الإعتصام الشتوي لشرفاء المناصير الذين ينتظرون حكومة الطاغية أن تحقق مطالبهم العادلة والعادية المستحقة، بعد أن دفعوا ثمن قيام السد في مروي \"من أجل السودان\" أو \"من أجل الكيزان\" لا يفرق المعنى كثيراً مع حالة التلبس في تفكير الطغاة، وقد صار السد واقعاً كئيباً في نفوسهم...! لقد دفع المناصير ثمن الظلم لنظام بلا ذمة وبلا عهد، بدأ برنامجه في السدود بالقتل العمد للمواطنين... فكيف نطالب نظام بهذه المواصفات اللا إنسانية بتطييب خاطر رجال المناصير وقد ضاق ماعون صبرهم بتصرفات وزير السدود وإدارته التي تتعامل بسادية صلبة، كأن الضحايا لاجئين من دولة مجاورة..!! * هل يجتمع غضب شباب وشيوخ المناصير على باطل في ميدان الإعتصام يا حكومة السفهاء؟.. أم أن حكومتكم الفاشية ترحب بأي اعتصام خارج الخرطوم طالما لا يكلفها \"علبة بمبان\"..؟! * هل يعجز البشير الذي يتبرع لدول الجوار من \"أموال المناصير\" والشعب السوداني، هل يعجز عن الحل الفوري لمشكلتهم، أم يريدهم معتصمين في ظروف حياتية تنخر العظم، وذلك لصرف العقول عن كوارث وجرائم مهولة شرقاً وغرباً وجنوباً باسم \"ساحات الفداء\"؟، ناهيك عن الإهمال التام للجوانب الخدمية الضرورية لمواطني تلك الجهات..! * الحكومة تتعمد ظلم المناصير مع سبق الإصرار، فلو كانت كريمة معهم صدقاً وحقاً لتجاوزوا عن سيئآتها.. لكن تاريخ المؤتمر الوطني في الشمال بدأ أسوداً في \"كجبار\"، وسينتهي حالك السواد.. كحاله في أنحاء البلاد التي مسها شيطانهم..!! خروج: مهما تكن حكمة الشاعر الفقيه الشافعي محرضة على \"طول البال\"، فإن ترك جنرالات الظلم لصروف الدهر، فيه إهانة للتاريخ والناس... لكن يظل الحافز للصبر على الظالم \"العاتي\" هو إيماننا بأن الإنسان ليس سوى أداة متواضعة ل\"يد القدرة\" التي تقهر الجبارين... واعتصام \"المناصير\" من أجل حقوقهم المشروعة هو ترس في ماكينة التغيير...! ليس تغيير فرد من أباليس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، بل كافة العصابة..!! إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهبا ولجّ عُتواً في قبيح اكتسابه فكله لصرف الليالي، فإنها ستبدى له ما لم يكن في حسابه فكم قد رأينا ظالماً متمرداً يرى النجم تيهاً تحت ظل ركابه فعمّا قليل وهو في غفلاته أناخت صروف الحادثات ببابه فاصبح لا مال ولا جاه يرتجى ولا حسنات تلتقي في كتابه وجوزي بالأمر الذي كان فاعلاً وصبّ عليه الله سوط عذابه أعوذ بالله